سوف أطلق العنان لقلبي لكتابة هذا المقال والتعبير عن مشاعري التي عشتها بكل كياني منذ لحظة افتتاح مؤتمر دعم وتنمية اقتصاد مصر حتي ختامه. فلقد شعرت بالفخر والزهو لدرجة لايمكن وصفها، وحمدت الله كثيرا علي أنني مواطن مصري عاش هذه اللحظات الرائعة، أحسست أن الشعب المصري يعيش في سعادة غامرة، ويعيد اكتشاف نفسه من جديد.. تأكدت أن هناك أملاً كبيرا في المستقبل القريب، وأن شعب مصر وشبابه بخير وأنهم سينعمون قريبا إن شاء الله بحياة كريمة لائقة. مع بدء فاعليات المؤتمر كم كانت سعادتي بعدد الحضور الذي بلغ آلافا عديدة علي كل المستويات من بلاد الدنيا، جاءوا إلي مصر في مظاهرة حب رائعة، تعكس قيمةمصر ومكانتها في عيون ووجدان الآخرين، جاءوا جميعا للمشاركة في تنمية ودعم بلدنا الحبيب، عندما استشعروا الجدية والشفافية والمصداقيةوالرغبة الأكيدة في النجاح بإرادة وإصرار. وقبل أن يبدأ السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية كلمة افتتاح المؤتمر اهتزت أركان القاعة نتيجة موجة عارمة من التصفيق الحاد منقطع النظير من أعماق القلب،في رسالة واضحة للعالم كله، ولكل من لا يريد أن يري أو يفهم، تعبر عن مدي قيمة هذا الرجل المحترم، الوطني، الصادق، الأمين علي شعب بلاده ووطنه، والذي يبذل جهدا خارقا تنوء بحمله الجبال ويسابق الزمن، ونشعر جميعا بمدي رغبته في الدخول في سباق مع الزمن لنشهد معا الإنجازات العملاقة التي ينتظرها شعب مصر الطيب الصبور الذي عاني كثيرا وآن له أن يحيا حياة كريمة لائقة. وعندما قال السيد الرئيس أوجه كل التحية والتقدير إلي «شعب بلادي» اقشعرت الأبدان وخفقت القلوب ودمعت العيون من مدي عمق معني هذا التعبير الرائع ومصداقيته ومعناه بنبرة صوت مؤثرة تعكس مدي حبه واحترامه لشعبه وأهل وطنه. وعندما أشار إلي أن عقد المؤتمر كان فكرة المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله مؤكدا ذلك عدة مرات، فإنه كان يرسخ في نفوسنا القيم النبيلة، والأخلاق السامية التي توجب علينا تقديم كل الشكر والتقدير لكل من وقف الي جانب مصر في محنتها التي عاشتها في السنوات الأخيرة، ولقد شعرنا جميعا بالأمن والأمان خلال فترة انعقاد المؤتمر، الأمر الذي يجعلنا جميعا نهدي أسمي آيات الشكر والتقدير لرجالات جهاز الشرطة الوطني الأمين، وقواتنا المسلحة الباسلة رمز العزة والكرامة لجهودهم الجبارة في تأمين ربوع البلاد.. جزاهم الله عنا خير الجزاء. وكل الاحترام والتقدير للحكومة المصرية التي شرفتنا أمام العالم بمظهرها وأدائها وموضوعيتها برئاسة الرجل الوطني الهمام صاحب الجهد الوفير المهندس ابراهيم محلب الذي ذرفت دموعه أكثر من مرة عندما بدأ يستشعر علامات النجاح مع ختام المؤتمر. لقد شعرت بقوة مصر وعظمتها حينما أكد السيد الرئيس مرتين أن مصر تنبذ العنف والإرهاب والتطرف وتعزز الاستقرار والأمن الإقليمي وتحترم جوارها وتدافع ولا تعتدي وتقبل وتحترم الآخر.. وهذه رسالة واضحة للعالم كله أن مصر ماضية في طريقها بقوة، مستقلة في قرارها للقضاء علي الارهاب الاسود دفاعا عن الوطن. وبعد فترة انتظار طويلة، عشنا جميعا وتنفسنا أجواء الوحدة العربية والتضامن العربي عندما أكدت الكلمات ضرورة تكاتف كل الدول العربية، وقيمة مصر ومكانتها العربية والاقليمية والدولية وأنه لا وجود للعرب دون مصر، وأن النفط العربي لن يكون أبدا أغلي من الدم العربي، وأن قوة مصر تعني حياة واستمرارية الوطن العربي، ومخاطبة المجتمع الدولي ومطالبته بعدم ازدواجية المعايير والفهم الدقيق لما يجري من أحداث ودعم الحكومة المصرية لتحقيق الاستقرار. وبالتالي لم يكن مستغربا أن يبادر جون كيري وزير خارجية أمريكا بالتصريح بأن الرئيس أوباما أكد دعم ومساندة الاقتصاد المصري، ومساندة مصر في جهودها لمكافحة الإرهاب. وتتعاظم المشاعر والمواقف حين يتعلق الأمر بالحق في الحياة.. وظهر ذلك واضحا في تصريح رئيس وزراء أثيوبيا بأن مصير مصر واثيوبيا واحد إما أن نغرق معا واما أن نعوم معا وأن اثيوبيا اختارت السباحة معا وهنانتعلم من قائدنا العظيم كيف يكون التصرف علي قدر الموقف، حيث بادر بمصافحته بحرارة شديدة وقاما بتقبيل بعضهما البعض.. في رسالة واضحة للعالم كله أن أزمة سد النهضة في طريقها إلي الحل إن شاء الله بما يحقق كل الفائدة لجميع دول حوض النيل. وعندما استمعنا جميعا الي كلمة السيد الرئيس في اختتام المؤتمر.. آثر ألا يتحدث من كلمة معدة سلفا، وأطلق لقلبه العنان ليعبر عن مشاعره الصادقة دائما فطلب من الشباب الذين أسهموا بفاعلية في إعداد المؤتمر وتنظيمه ونجاحه أن يكونوا إلي جانبه ليعيشوا معه لحظات النجاح والإنجازات وحتي يستمد منهم القوة والسند باعتبارهم الأمل في صناعة المستقبل المشرق لمصر بإذن الله. وأكد السيد الرئيس أن مصر تستيقظ الآن وتستعيد أمجادها ومكانتها وطالب جميع المستثمرين بسرعة الإنجاز وعدم المغالاة في قيمة التعاقدات كما وجه رسالته المهمة إلي شعب مصر العظيم بضرورة العمل الجاد الدءوب بأقصي طاقات ممكنة لان المشوار صعب وطويل. ياشعب مصر العظيم لقد دقت ساعة العمل وظهرت بوادر الأمل والتفاؤل والنجاح وعلينا أن نأخذ من نجاح المؤتمر نقطة انطلاق لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا وللأجيال القادمة.. حمي الله مصر وقيادتها وشعبها.. آمين. لمزيد من مقالات احمد جاد منصور