عملت الجماعة الارهابية خلال الفترة الماضية على عرقلة المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ بكل الوسائل والسبل، الا أنهم لم يفلحوا. وجاء نجاح المؤتمر بمثابة «الصفعة القوية» لهم، مما أدى إلى وقوع الانشقاقات فى صفوفهم، لا سيما فى أوساط الشباب، بينما رفعت أوروبا خاصة ألمانيا يدها عنهم، ليبدو مشهد الصفعة السياسية، كما لو كان هو المشهد الأخير. الدكتور خالد الزعفرانى الخبير فى شئون الحركات الإسلامية والقيادى السابق بجماعة الإخوان، يقول إن فكرة إسقاط الدولة المصرية من خلال الجماعة الإرهابية والتى بدأوا فى تجهيزها بعد سقوطهم من سدة الحكم من خلال حروب «الجيل الرابع» نستطيع أن نقول الآن أنها انتهت تماما، خاصة بعد النجاح الساحق للمؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، فمصر المستقبل قادمة رغم أنف الإرهابيين، فالجماعة كانت تلعب من خلال بعض الأوراق والجماعات المتطرفة على ضرب الاقتصاد المصرى ولكن الآن ظهرت الصراعات والانشقاقات داخل صفوفهم. وبرزت المشاكل على السطح، وسادت حالة من التخبط والارتباك، وكانت البداية فى الأردن، ومجموعة القطبيين مثل حلمى الجزار، ومحمد حسين عيسى من قيادات الجماعة حيث فقدوا السيطرة على مكتب الإرشاد والاتصال بقيادات التنظيم الدولى فى الخارج ، وهناك حملة قوية من شباب الجماعة الآن للخروج الآمن منها، والانضمام إلى الحياة السياسية والمشاركة فيها. وشدد الزعفرانى على نقطة مهمة قائلا ان قيادات من الجماعة يحاولون تقديم «مبادرة مصطنعة» بدعوى نبذ العنف، لكن هذا لن يخدع الشعب المصرى ، والدولة والأجهزة الأمنية على دراية كاملة بهؤلاء الذين يحاولون الحفاظ على وحدة الجماعة. وأكد الزعفرانى أن الدعم القادم من الخارج بدأ فى الانقراض، وهناك دول رفعت أياديها تماما عن التنظيم، وكانت تدعمهم بقوة مثل الألمان، أما الرهان الأخير لهم الذى يعولون عليه فهم الأمريكان. وكشف الخبير فى شئون الجماعة عن أن تركيا تحاول الحشد الآن ضد مصر، لكن هناك أطرافا سياسية أخرى دخلت فى «اللعبة» ويقومون بالضغط على الأتراك لإيجاد حل سياسى بين مصر وتركيا، وربما تكون هناك مبادرة خلال الأيام القادمة للصلح مع مصر. ويرى اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى والاستراتيجي أن نجاح المؤتمر الاقتصادى بلا شك يحبط أى قوة معادية للدولة والشعب، وإن جماعة الإخوان الإرهابية تلقت صفعة قوية بعد هذا النجاح المبهر والرائع، وهم يحاولون الآن الاتصال بالقيادات الهاربة فى بعض الدول ومنها تركيا لمحاولة شن حملة على مصر، وبالفعل بدأ الأتراك بقيادة أردوغان فى محاولة لحشد أنصارهم من التنظيم الدولى للجماعة فى ضرب المبادرات والاتفاقيات التى عقدتها الدولة مع المستثمرين من جميع أنحاء العالم، خاصة بعد عدم توجيه الدعوة إليها لحضور هذا المؤتمر العملاق، لكن المحاولات ستبوء بالفشل. وأضاف بخيت أن الدعم المالى من أوروبا للإخوان تناقص وتضاءل وسينتهى نهائيا، فموقف الدول الأوروبية تغير تماما، وأصبح لديها قناعات بأن النظام الحالى للدولة المصرية قوى وشرعي، وأن إرادة المصريين ووعيهم يتفق مع هذا النظام. وأكد الخبير العسكرى أن إحكام القبضة الأمنية خلال الأيام الماضية والقبض على القيادات الوسطى من الجماعة أضعف قدرتهم على الحشد، ومنعهم من التحرك على الأرض فى محاولة لإفساد المؤتمر، ناهيك عن السيطرة القوية من الجيش على سيناء بالكامل ، وبالتنسيق مع القبائل مما منع أى محاولة لاختراق الخطة التأمينية التى أذهلت العالم كله، فقد فقدت الجماعة الآن السيطرة على التنظيم، أو امكانية عقد اجتماعات.وحول الخطاب الأمريكى الأخير فى المؤتمر، على لسان جون كيرى وزير الخارجية، قال بخيت اننا لا نعول كثيرا على السياسة الأمريكية ، فهم مازالوا يدعمون الجماعة، ولايهمهم إلا أمن إسرائيل فى المنطقة، ويتلاعبون بالقطريين الذين ينفذون الأجندة الخارجية، فرأس الشيطان فى المنطقة الآن هما «أمريكا وإسرائيل». «قيادات الإخوان مازالوا يعيشون فى غيبوبة»، بهذه الكلمات وصف نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد السابق حال الجماعة الآن، وقال إن المؤتمر الاقتصادى كان هزيمة ساحقة لكل الإخوان، الذين حاولوا ترويج وتصدير فكرة إفشال المؤتمر عن طريق قنواتهم الفضائية والمواقع الإخبارية فى قطروتركيا، مما يشير بالفعل الى أنهم فى غيبة عن الوعي، ولم يفهموا حقيقة الشعب المصرى الذى لفظهم تماما، ناهيك عن إدراك المصريين وحبهم للرئيس عبد الفتاح السيسي. وأوضح نعيم أن الإخوان والأمريكان حاليا فى حالة تخبط وإحباط شديد، وأدركوا أن العمليات الإرهابية خلال الفترات الماضية والحروب والبيانات التحريضية التى قاموا بها لم ولن تكون مجدية، فقد نجح المصريون فى الانتصار لبلدهم، والجماعة تسعى الآن إلى محاولة فتح قنوات للحوار مع الحكومة للتفاوض، لكن هذا لن يقبله الشعب المصري،لأن إجراء أى حوار مع من أراقوا دماء المصريين هو خيانة للتفويض الذى منحه المواطنون للسيسي، وهذا لن يحدث فالدولة لن تقدم على هذه الخطوة بالمرة، إلا إذا قبل الشعب ذلك ،وهذا مستحيل. واقترح مؤسس تنظيم الجهاد السابق على قيادات التنظيم أن يعيشوا فى فترة «هدنة» بعيدة عن المشهد السياسى لمدة 3 أو 4 سنوات حتى تهدأ الأمور،وربما يقبل الشعب المفاوضات خاصة بعد حدوث إقرارات للتوبة والمراجعة من قبل بعض المحبوسين من الإخوان والمتعاطفين معهم، وحدوث انقسام داخل صفوفهم.بالإضافة إلى أن وزارة الداخلية بقيادة اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية استطاعت القضاء والقبض على القيادات الوسطى فى صفوف الجماعة وهم المحركون والمحرضون والمخططون على القيام بالأحداث الإرهابية فى البلاد، مما أضعف الإخوان وقضى عليهم تماما. فى المقابل يقول الدكتور ياسر الهضيبى أستاذ القانون بجامعة عين شمس أن الدولة المصرية مازالت فى المرحلة الانتقالية حتى يتم استكمال باقى خارطة المستقبل ، وهى إجراء الانتخابات البرلمانية، وإذا كان المؤتمر الاقتصادى حقق نجاحا طيبا فهو من حيث الشكل حتى الآن، ولهذا فإن جماعة الإخوان ستسعى جاهدة ومن خلال الدعم الأمريكى والتركى والقطرى إلى إيجاد سيناريوهات لإفشال الاستثمارات التى ستضخ فى البلاد، فهذه الدول اتخذت من الجماعة «شوكة وذريعة» للتدخل فى شئوننا الداخلية .