تكلَّم الجميع وصمت البرادعي، الذي أصرَّ على اتخاذ مواقف ضد النظام المصري، منذ ثورة 30 يونيو بالرغم من أنه كان جزءًا من هذا النظام ، الدكتور محمد البرادعي يتحدث فقط عندما توجه الدولة ضرباتها للإخوان، ويلزم الصمت فيما عدا ذلك ، البرادعي يتكلم وقتما يكون الحديث مضرًا لمصر, ويصمت عندما يكون الصمت مفيدًا له لماذا لم يغرد البرادعى كعادته معلقا على حدث كبير مثل المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ , وحقق نجاحا كان مفاجئا للجميع بما فيهم من حاول باستماتة اجهاضه على مدار الشهور الماضية ؟ لماذا آثر الصمت المريب رغم أن حدثا كهذا يستدعى التعليق , وترك باب الاجتهادات مواربا كعادته فى إثارة الجدل من حوله سواء صمتا أو تصريحا ؟! دائما ما تكون تغريدات البرادعى مثيرة للجدل ! مضافا اليها علامات الاستفهام خصوصا فى توقيتاتها وفحواها , يختار دائما الأحداث الأكثر اشتعالا ويصب الزيت على النار فلا تهدأ , وقودها اختياره لزوايا غامضة فى تعليقاته على موقف أو حدث , فتباين آراؤه ومواقفه فى الشأن السياسى والوطنى منذ قيام ثورة 25 يناير , مرورا بالفترة الانتقالية الأولى لحكم المجلس العسكرى ثم حكم الرئيس المعزول محمد مرسى , انتهاء بمواقفه من ثورة 30 يونيو وحتى الآن جعلت منه لغزا محيرا للكثيرين , وذهب بعض السياسيين فى تصنيفه إلى انه يشكل خطرا على الثورة فهو "رجل المتناقضات" , رغم تنصيبه لقب "الأب الروحى للثورة , فقد ناصر ثورة 30 يونيو نظريا , لكنه حاربها فعليا , فانسحب فى الوقت الذى كان لزاما عليه التواجد فى مرحلة سياسية حساسة وحرجة وآثر على نفسه السلامة ! فمثلا من تغريداته التى تكشف عن تناقضاته السياسية عقب ثورة يناير طالب بالقبض على رموز نظام مبارك الذين وصفهم بالعصابة، قائلاً: "بدون الاعتقال الفورى لرموز العصابة وقياداتها العليا الشكوك تتزايد والثورة فى خطر جسيم"، إلا إنه عاد بعد ثورة يونيو ليطالب بوقف اعتقال رموز نظام الإخوان، وطالب بعدم استخدام القوة فى فض اعتصامى رابعة والنهضة. البرادعى وصف التصالح مع رموز الحزب الوطنى، ونظام مبارك، بأنه خطوة على طريق إجهاض الثورة، إلا أنه عاد بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين ليصرح بأن هناك حملة فاشية ممنهجة من "مصادر سيادية" وإعلام "مستقل" ضد الإصرار على إعلاء قيمة الحياة الإنسانية وحتمية التوافق الوطنى . صمته عن التغريد على حدث مهم كالمؤتمر الاقتصادى بالسلب أو الايجاب , جعل نشطاء التواصل الاجتماعى يتساءلون فى سخرية أين ذهبت تغريدات البرادعى المثيرة للجدل , وربما طلبوا من احمد سبايدر البحث عنه وفك لغز اختفاءه . فمنذ استقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية فى 17 سبتمبر 2013 احتجاجا على فض اعتصامى رابعة النهضة , بدت مواقفه معارضة للنظام , وانطلقت تغريداته فى انتقاد النظام ومصادر سيادية ووسائل اعلامية , واتهمهم بإدارة حملة ممنهجة ضد إعلاء قيمة الحياة الانسانية وحتمية التوافق الوطنى . وبينما ينعقد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الذى توجهت إليه أنظار العالم كله , تجاهل البرادعى التعليق , وترك متابعيه فى حالة من التعجب والتساؤل عن موقفه ولماذا لم يعلق حتى الآن !! فهل عجز البرادعى عن التعبير عمل يجول فى خاطره تجاه هذا الحدث الكبير الذى نجح بامتياز ؟ وترك لمريدينه هذه المرة مساحات الانتقاد والاستهزاء كيفما يحلو لهم التفسير , وافساد فرحة عموم المصريين بما حققه من انجازات حتى لو من باب التطلع والأمل فى غد أكثر إشراقا وتفاؤل ! لمزيد من مقالات جيهان فوزى