ما هذا الذى تفعله بريطانيا فى نفسها؟ ماذا يفعل الجالسون فى «10 داونينج ستريت»؟ ولماذا الإصرار الساذج على فتح بلادهم على مصراعيها أمام المشبوهين واللصوص من كل أنحاء العالم؟ وما هى الحكمة من وراء ذلك؟ ألا يخافون على بلادهم؟ الجامعات البريطانية أصبحت مرتعا للتطرف، وبدأت تفرز إرهابيين عالميين، مثل «جون» قاطع الرؤوس فى داعش خريج «ويست مينستر»، والنيجيرى عمر الفاروق صاحب مخطط تفجير طائرة ديترويت 2009، وهو خريج جامعة لندن. مدارس بريطانيا أيضا صارت تحت قبضة المتطرفين، بدليل قضية «حصان طروادة» التى تم الكشف عنها فى برمنجهام، وكانت النتيجة فضيحة الهاربات الثلاث : أميرة - 15 عاما - وشميمة - 15 عاما - وخديجة - 16 عاما - اللاتى سافرن إلى سوريا ليس من أجل افتتاح «مشغل تريكو» بالتأكيد! بالتأكيد، تستحق بريطانيا كل التقدير على تسامحها الذى ساعد على انتشار الإسلام على أراضيها وعلى ارتفاع نسبة المسلمين البريطانيين إلى 5% وتمتع الجاليات المسلمة بحرية العبادة، ولكننا نتحدث هنا عن إرهابيين وجماعات ومنظمات وكائنات غريبة أقل ما يقال عنها إنها منبوذة ومطلوبة فى بلاد الإسلام الحقيقية. هل ينتظر البريطانيون أن يستولى هؤلاء الإرهابيون على الحكم عندهم ذات يوم مثلا، أو أن يتسببوا فى اندلاع ثورة مسلحة فى بلادهم، أو نشوب حرب أهلية تتحول فيها ملاعب الأندية الإنجليزية الشهيرة إلى معسكرات للتدريب أو مخازن للأسلحة كما حدث فى العراقوسوريا وأفغانستان؟! هل سيتفاخرون وقتها بالحريات العامة والأكاديمية وحقوق الإنسان؟ .. «يا فرحتي» بالحريات والطيبة الزائدة والقوانين الهزيلة عندما يتعرض بلدهم للدمار. إذن، على بريطانيا أن تستيقظ سريعا وتطهر نفسها من هؤلاء الذين لا يدينون بالولاء لبلادهم، ولا للبلاد التى تأويهم. استيقظوا قبل أن يأتيكم الخراب على يد دواعشكم المحليين، والمطاريد أعوانهم، فجميعهم ينتظرون الفرصة للانقضاض عليكم، بل وعلى أوروبا كلها، فى «ربيع» جديد! لمزيد من مقالات هانى عسل