توالت ردود الأفعال المحلية والعربية والدولية إثر تدمير تنظيم «داعش» متحف الموصل بمحافظة نينوى شمال غربى العراق،الذى يضم 173 قطعة أثرية، بالإضافة إلى تماثيل لحقب تاريخية مرت بها حضارات العراق، لاسيما حضارة ما بين النهرين، بخلاف القطع الأثرية بمخازن المتحف،حيث بث التنظيم مقطعا مصورا يظهر فيه مسلحون تابعون له وهم يحطمون آثارا تعود إلى الحضارة الآشورية. وأضاف التنظيم جريمة إنسانية أخرى بعد تدميره تراث الحضارة العراقية وتخريب متحف الموصل، بحرقه 4من شباب الموصل . وقال مدير المرصد العراقى للكشف عن جرائم داعش جهاد حسنين - أمس - إن مسلحى التنظيم أحرقوا الموصليين الأربعة أحياء لرفضهم المشاركة فى عملية تدمير القطع الأثرية بالمتحف بحى تونس فى مدينة الموصل، مشيرا إلى أنه تم احتجاز الشباب ليومين قبل أن ينفذوا فيهم الإعدام حرقا . وعراقيا،استنكر أسامة النجيفى-نائب الرئيس العراقى لشئون الأمن والدفاع- بشدة تخريب تنظيم«داعش» الإرهابى متحف الموصل وما به من آثار ترجع لآلاف السنين تختزن وتختصر مسيرة الإنسان عبر العصور، وتمثل أعظم كنوز العراق وعنوان حضارته ورقيه وسبقه وتقدمه، وقال النجيفى إن«آثار العراق أصبحت هدفا لمعاول داعش تضرب وتدمر وتحطم بدم بارد لا يمت للدم البشرى بأى صلة قريبة أو بعيدة»، ورأى النجيفى - فى تصريح له أمس - أن «داعش كتب نهايته بفعلته هذه بحق العراق ولا مناص من حشد كل جهد وقوة وطاقة لضرب المجرمين وطردهم من مدينة الأنبياء والقديسين، وأوضح النجيفى أنه لم يتبق غير الإعلان النهائى عن معركة تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابى. فى السياق نفسه، وصف نبيل العربى،أمين عام الجامعة العربية، المشاهد المروعة التى بثها التنظيم لعناصره وهى تحطم مقتنيات المتحف الأثرية بأنها جريمة وحشية تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها، موضحا فى بيان له أمس أن هذا الاعتداء الوحشى على التراث الحضارى لشعب العراق يمثل واحدا من أبشع الجرائم التى ارتكبت فى هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء. على صعيد متصل،دعت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى،وقالت إيرينا بوكوفا،المديرة العامة للمنظمة- فى بيان لها أمس-«لقد صُدمت بشدة عندما شاهدت الشريط المصور الذى يبين تدمير تماثيل وقطع أثرية أخرى فى متحف الموصل،وإننى أدين هذا الفعل باعتباره هجوما متعمدا تعرض له تاريخ وثقافة العراق اللذان يعودان إلى آلاف السنين،وباعتباره تحريضا مثيرا للعنف والكراهية». وأضافت بوكوفا «أن هذا الاعتداء هو أكثر بكثير من أن يكون مجرد مأساة ثقافية؛ إنه أيضا شأن أمنى يغذى الطائفية والتطرف العنيف والنزاع فى العراق،كما أنه يُعتبر انتهاكا مباشرا للقرار 2199 الذى تبناه مجلس الأمن الدولى وأدان بمقتضاه تدمير التراث الثقافى،واتخذ تدابير ملزمة قانونيا لمواجهة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية والثقافية فى العراق وسوريا»،وأوضحت بوكوفا أنه لهذا السبب، تواصلت مباشرة مع رئيس مجلس الأمن الدولى لأطلب منه عقد جلسة طارئة للمجلس حول حماية التراث الثقافى فى العراق، باعتباره مكونا أساسيا من مكونات أمن البلاد. كما أدان الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند تدمير تماثيل الموصل، وقال أولاند - فى تصريح له أمس من الفلبين - «إن البربرية والوحشية التى يمارسها الإرهابيون تصيب الأشخاص والتاريخ والذكريات والثقافة بهدف تدمير كل ما تمثله الإنسانية».