الدواعش فى انتشار وتمدد كما الجراد فى أسراب الهجرة حيث تلتقط غذائها وتهاجم الزرع بغزوات منظمة , حتى تهدأ رياح العاصفة فتأخذ فسحتها من الوقت لالتقاط أنفاسها وتعيد الكرة من جديد . داعش ذلك اللغز المحير الذى أجبرنا قسرا على تسليط الضوء عليه , اعتقدنا لوهلة أنه بزغ من الفراغ على حين غرة , وفى غفلة من الدول ليتصدر المشهد بقوة وشراسة وتوحش , غير أن الواقع والوقائع تؤكد أن لظهوره أصول ولتمدده دول تدعمه وتوفر له الغطاء , كى يزداد شراسة وتوحش فيكون اليد الطولى التى تحرق الأخضر واليابس وتمهد الطريق بسلاسة لاحتلال من نوع جديد , يعيد تشكيل الخريطة ويغذى صراع مخيف يصل فى نهاية المطاف إلى تآكل وتشرذم وتقهقر دول وتوارى أخرى . مذبحة داعش ليبيا بحق 21 مصرى أدمت قلوبنا ودخل الحزن كل بيت لم يستثن أحدا , بقدر بشاعتها وساديتها بقدر ما كنا بحاجة لحدث يعيد الينا الثقة فى هيبة الدولة وجيشها , وجاء الرد سريعا أسرع مما توقعنا ربما خفف من وطأة حزننا , ففى الوقت الذى يدافع فيه الجيش عن هيبة وكرامة الوطن على جبهات متعددة سواء الجبهة الشرقية فى سيناء أو الغربية مع ليبيا أوبؤر الارهاب فى خاصرة البلاد , تتعالى الأصوات بسقوط "العسكر" فأى عسكر يريدون سقوطه ؟!! هو كلام مكرر مسخ نسمعه كل دقيقة ونتأمل فى خفاياه ونمصص شفاهنا مشدوهين , لنصل إلى حقيقة راسخة بأنها مؤامرة كونية ضد مقدرات الشعوب , وبالذات ضد مصر وجيشها وشعبها بأيدى ثلة مارقة من أبناءها , وتكالب دول عظمى بقدر الولاياتالمتحدة وأخرى دمر حلمها بالتربع على عرش الخلافة الاسلامية من جديد بقدر تركيا، وثالثة لا تتعدى نقطة غير مرئية على الخريطة بقدر قطر , وما بينهم من بؤر وجماعات ارهابية اجرامية لا تطيق صبرا لانهيار الدولة وسقوط جيشها . أفهم أن يكون ذلك مبررا لجهات خارجية فهم يغردون دائما خارج السرب يحيكون المؤامرات , ويعملون ضمن مخطط واضح ومرسوم لا انحراف عنه , لكن ما لا أفهمه هذه الشراسة والعدائية الملفتة من دواعش مصر الذين تخلوا عن انتمائهم ووطنيتهم وأطلقوا العنان لأحقادهم تحت مسمى حرية التعبير عن الرأى ورفع الظلم الذى كان أحد مبادئ 25 يناير ! لم يتركوا منصة إلا ونصبوا فيها المشانق للدولة , لم يتركوا حدث أو موقف يضر بالوطن والمواطن إلا وحرفوه عن مساره لصالح الارهابيين والارهاب سواء فى السوشيال ميديا أو فى مؤتمرات أو لقاءات متلفزة !! فما الفرق بينهم وبين الاخوان وقطروتركيا والحاقدين من كتاب أمثال "روبرت فيسك" رجل المخابرات البريطانى الذى بمجرد أن قامت القوات المسلحة بضربتها الأولى ضد داعش فى ليبيا ثأرا لأبناءها , حتى سارع وطالب بالتحاور مع داعش رغم أنه لم يتفوه بكلمة منذ بدأ التحالف بضرب داعش قبل أشهر !! وتطوعت أبواق النظام فى قطر لادانة الضربة الجوية المصرية على ليبيا وسقوط الضحايا أى كانوا ؟!! والأخطر من ذلك طغمة المتحاذقين الحاقدين المصريين للاسف ممن جلسوا فى أحضان الجزيرة وغيرهم ممن يشهرون سلاح التغيير الممزوج بالشك , لا عمل لهم سوى تشويه جيش بلادهم وكيل اللعنات له , وكأنهم لم يرضعوا لبن الانتماء لهذا الوطن ؟ وكأنهم جاءوا من رحم الشيطان ! بلا ضمير ولا حس وطنى ولا انتماء لهذا البلد , يتعاموا عن المؤامرات التى تحاك ضده وينفثون سمومهم فى كل مكان , وبدلا من أن يلتفوا حول الوطن فى محنته يساهموا بقوة لاسقاطه فى براثن الارهاب والانقسام والتفكك !! لن يهدأ بالهم حتى يتفكك وطنهم ويشرد أبناؤه وتوزع غنائمه فيما بينهم وبين من جندوهم , فهم أخطر على الوطن وأشد فتكا من عدو صريح مثل داعش وأمثاله , تحت مسمى تحقيق دولة العدل والمساواة والديمقراطية والحرية !! لمزيد من مقالات جيهان فوزى