قبل أيام أعطت دول الخليج لحكام قطر مهلة أسبوعا، وتنتهى اليوم، لكى ينفذوا ما سبق أن تعهدوا به من وقف أعمالهم العدائية وسياساتهم التى أضرت بأمن الخليج والوطن العربى، سبق ذلك تحركات على أعلى مستوى من الأشقاء فى السعودية وزيارات متبادلة، جعلت الكثيرين يأملون فى أن يعود حكام قطر إلى رشدهم، وأن يدركوا خطورة ما يفعلون، وأن ينفذوا ما سبق أن تعهدوا به من التوقف عن الإضرار بالأشقاء واحتضان «إخوان الإرهاب» وغيرهم من الجماعات المتطرفة، ودعمهم ماليا وسياسيا وإعلاميا. لكنى لا أتوقع، وأرجو أن أكون مخطئًا، أن يعود الرشد إلى حكام قطر وسياساتهم الكارثية، فهم ليسوا أصحاب القرار فى الأمر، بل هم جزء من مخطط لم تعد أهدافه خافية، يريد نشر الفوضى وإعادة تقسيم المنطقة، وعقد الصفقات مع القوى الإقليمية غير العربية على حساب العرب ومستقبلهم. الدور القطرى سيظل مطلوبا «ضمن هذا المخطط» مثله مثل دور «داعش» فى العراق، ودور «الإخوان» فى مصر وغيرهما، ودور عصابات الإرهاب التى اجتاحت ليبيا، التى كانت تريد أن تستوطن سيناء! لم يكن وقوف حكام قطر مع «إخوان الإرهاب» فى الخليج ومصر والعالم العربى، من باب التقوى، أو لمصلحة العرب والمسلمين، أو حبًّا فى الديمقراطية التى لا يعرفونها! إنما كان أداء للدور المرسوم لهم فى مخطط نشر الفوضى وتقسيم العالم العربى وتدمير دوله المهمة، وسيستمر هذا الدور، لأن المخطط لم يتوقف، والمؤامرة ما زالت تحاول أن تمضى فى طريقها رغم الهزيمة، التى لقيتها بسقوط الإخوان فى 30 يونيو، وما كان له من آثار فى العالم العربى، خصوصا بعد دعم السعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج لمصر وقيام أسس التحالف بينها فى وجه الخطر. ما يحدث فى العراق حتى الآن يقول إن المؤامرة مستمرة، فلم تتحرك أمريكا إلا لحماية كردستان العراق، واستغلال «داعش» لتسليح الأكراد وإعطائهم دفعة قوية نحو الاستقلال! وفى نفس الوقت كان أوباما يطلب الاستعداد لمواجهة طويلة مع «داعش» ربما لن تنتهى إلا بعد أن توضع أسس تقسيم العراق، إلى ثلاث دول أو إمارات كما وعدنا قبل ذلك نائب الرئيس الأمريكى! وما يحدث فى ليبيا يقول إن مخطط نشر الفوضى لم يتوقف، وإن إشعال الحرب على الجبهة الشرقية فى غزة، ليس بعيدًا عن تحويل ليبيا إلى مركز لتصدير الإرهاب من الجبهة الغربية، بينما حكام قطر وإعلامهم العميل يحاولون عبثًا تحويل جريمة أصدقائهم فى إسرائيل إلى حرب ضد مصر وحملة تحريض على جيشها الذى قدم من الشهداء والمصابين ولقضية فلسطين ما يكاد يقترب من عدد القطريين جميعًا! كل ما يجرى فى المنطقة يدعو دول الخليج إلى التكاتف فى وجه الخطر القادم من العراق، والفوضى التى تجتاح اليمن، والأطماع الدولية والإقليمية، والصفقات المشبوهة التى يراد لها أن تكون على حساب العرب، خصوصًا فى الخليج. وكل ما يجرى فى المنطقة يفرض تحالفا بين دول الخليج ومصر، التى قلبت المعادلة فى 30 يونيو، فكانت الحرب عليها والرغبة فى الثأر من شعبها وجيشها، والعمل الذى لا يتوقف لحصارها بالإرهاب وتعطيل مسيرتها نحو الاستقرار والتقدم. وسط هذا كله يلعب حكام قطر دورهم المحدد لهم، يتآمرون على أشقائهم فى دول الخليج، ويحتضنون كل قوى الإرهاب الذى يستهدف مصر، يراهن الكثيرون على أنهم سيضطرون هذه المرة إلى إعلان التوبة، لو كنا نعرف أن مصيرهم بيدهم لصدقنا ذلك. قبل سنوات طويلة كنت أتحدث مع أحد حكام الخليج، سألته: لماذا يحمل مشاعر التقدير لمصر عبد الناصر؟ قال: لولاه، ولولا مصر، لاستمرت المنطقة يحكمها شاويش بريطانى.. الشاويش فى قطر الآن أمريكانى، والحكام سعداء بأن يكونوا فى خدمته!