أعادت مصر إلى قطر «الوديعة» التى كان مقررا ان تتحول إلى سندات وقدرها 2 مليار دولار، بعد أن حاول المسؤولون القطريون التسويف والتراجع عن الاتفاقات السابقة متصورين أن الظروف الاقتصادية الطارئة فى مصر تمكنهم من ممارسة الضغوط عليها!! ومع ذلك.. فعلينا أن نصدق تصريحات الإخوة المسؤولين القطريين حين يقولون إنهم لم يكونوا يتعاملون مع «الإخوان»، بل مع شعب مصر!! ولهذا فعلينا أن لا نفسر موقفهم الأخير بأنه موقف سياسى يعادى شعب مصر وإرادته الحرة التى أسقطت حكم الإخوان الفاشى! وإذا كان الأمر كذلك، فقد يكون السبب فى تصرفات الإخوة المسؤولين فى قطر هو فقط أنهم «معذورون» فى هذه الدولارات، وأنهم فى أزمة مالية يحتاجون فيها إلى أموال الوديعة.. ربما لأسباب خاصة لا علاقة لنا بها، وربما لبعض أعمال الخير التى لا بد منها، كالصرف على بعض عصابات الإرهاب فى سوريا، أو لتأجيج الصراع فى ليبيا، أو للإنفاق على حملات الكراهية والتحريض ضد مصر وشعبها فى الإعلام الدولى المدفوع، أو مصنع التحريض والكراهية المسمى قناة «الجزيرة»!! إذا كان الأمر كذلك، فلا عتاب ولا لوم، فالإخوة المسؤولون فى قطر يعرفون جيدا ماذا يفعلون، ولعلهم يعرفون إلى أين يقودهم هذا الذى يفعلونه حين يتحالفون مع الإخوان ضد الشعوب، وحين يتحولون إلى أداة لتنفيذ مخططات أجنبية لا تريد الخير للعرب، ولا تسعى إلا لتدمير كل قوة حقيقية يمتلكونها، ولا تريد إلا تنفيذ خريطتها الجديدة للمنطقة فى غياب مصر والعرب.. وعلى حسابهم!! دعونا نسأل الإخوة المسؤولين فى قطر: هل كنتم تظنون أن مصر يمكن أن تقبل التلاعب ومحاولات استغلال الظروف الاقتصادية الطارئة، فلا تعيد لكم الوديعة رفضا لأى شروط؟! ودعونا نسألهم وهم يبذلون الغالى والنفيس فى الرهان على الإخوان ودعمهم لأن أمريكا تريد ذلك: لماذا لا تسمحون للإخوان بممارسة نشاطهم عندكم؟! ودعونا نسألهم وهم يصرّون على وصف ثورة شعب مصر فى 30 يونيو بأنها انقلاب: ما رأيكم فى دولة شقيقة شهدت خلال عمرها الذى لا يتجاوز عشرات السنين ثلاثة انقلابات تمَّت فى غياب الشعب وفرضت نفسها على الواقع؟ ثم دعونا نسأل الإخوة الذين سخَّروا كل ما يملكونه من أدوات الفتنة والتحريض (من مال وإعلام وقرضاوى) لمحاولة النَّيل من مصر وشعبها وجيشها الوطنى: هل تتصورون أن عبث الصغار يمكن أن يُوقِف مسيرة التاريخ؟! عزاؤنا أننا نعرف مشاعر شعب قطر الشقيق الحقيقية، ومحبته لمصر وتقديره لدورها. لا يختلف فى ذلك عن كل الشعوب العربية، ولا عن حكومات شقيقة عكست إرادة شعوبها بصدق، ووقفت مع مصر ضد المؤامرة وضد الإرهاب الأسود. لقد قدمت السعودية والإمارات والكويت 12 مليار دولار لمصر بعد 30 يونيو نصفها مساعدات لا تُردّ، والنصف الآخر ودائع بلا فوائد، (كانت الفائدة على الودائع القطرية أكثر من ضعف الفائدة العالمية).. لكن الأهم كان موقف الدعم الشامل لإرادة مصر وشعبها منذ اللحظة الأولى ودون أى تخطيط ودون أى تردد وضد إرادة أمريكا وحلفائها وأذنابها فى المنطقة وخارجها. لم يهتموا بغضب أمريكا، ولم يبالوا بضغوطها. كانوا يعرفون أنهم يخوضون معركة محتومة لإنقاذ الوطن العربى من الكارثة. وكانوا يدركون أن سقوط مصر يعنى ضياع كل شىء، وأن صمودها فى وجه المؤامرة واستعادتها لدورها هو صمام الأمان للعرب جميعا. تخوض مصر بكل قوة معركتها ضد المؤامرة وضد الإرهاب يساندها الأشقاء ويدعمونها فى هذه الحرب الشرسة. مصر ستنتصر، فالشعوب لن تنسى مَن وقف مع المؤامرة، ومَن قاتل بشرف فى معركة المصير!!