هل كان من الممكن أن نتخيل أن يأتى اليوم الذى نرى فيه الحب سر الوجود وأسمى المعانى والذى نادت به كل الشرائع السماوية. والذى نثره خاتم المرسلين ورسول البشرية (محمد صلى الله عليه وسلم) فى وجه الزمن يصبح كأى كلمة تفقد معناها وتأثيرها على الكثيرين ولا يتذكرونها إلا فى المناسبات والأعياد فى (عيد الحب) لمجرد الاحتفال وقضاء وقت من وجهة نظرهم سعيد وبمجرد قضائه تصبح هذه الكلمة فى تعداد النسيان مثل كلمات كثيرة فقدت معناها وتأثيرها، فى حين أننا من الحب نبكى وبالحب نضحك وبالحب نحيا وتصبح الحياة جنة الأرض.. ولكن هل غضب الله سبحانه وتعالى على خلقه جعلهم يفقدون الاحساس بهذه الكلمة وبقيمتها وأصبحت حياتهم مليئة بالكراهية والأنانية وحب المال والسلطة. هل هؤلاء لم يواجهوا أنفسهم فى لحظات ضعف واحتياج منتبهين لافتقادهم لصديق يكون مرآة لهم يواجههم بأخطائهم، ينصحهم وينبههم ويساعدهم فى حل مشاكلهم التى لا يستطيعون البوح بها إلا لأهل الثقة وينقذهم من أنفسهم ويعرفون فى هذه اللحظة أن وجود هذا الصديق لا يقدر بثمن وأن هذا لا يوجد إلا بالحب. هل هؤلاء لم يشعروا يوما بفقدانهم الونس ويشعروا بالملل والسأم والاكتئاب وصخب الدنيا وبرودتها وجفافها وزيفها. هل يمكن أن يعيش الحب تحت تهديد السلاح ،فى حين أنه يولد مع خفقان القلوب ومناجاة النفس إلى النفس وأنه واضع السلام بين البشر وهو همس الروح إلى الروح، فبالحب يتجرد الإنسان من البغض والأنانية والشر ويمتليء قلبه بالعطف والحنان وينتشر الخير والرحمة والتسامح على الأرض ولو جرد العالم منه لأصبح الكون صحراء جرداء، فالحب نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى ينشرها على البشر، فبالحب تتطهر القلوب وتقترب فى زمن الناس فيه تفترق لاختلاف الآراء والمصالح والتوجهات يتجردون فيه من إنسانيتهم ودينهم وضمائرهم لا يعبرون فيه بالكلمات المضيئة (الحب) ولكنهم يعبرون بشرورهم وقلوبهم الغليظة إن كانت لهم قلوب. لمزيد من مقالات إيناس عبدالغنى