بعض الفنانين يطمحون للحصول على لقب «سيادة النائب» ويدفعهم طموحهم للترشح لعضوية البرلمان.. الواقع يؤكد لنا أن العلاقة بين الفنانين والبرلمان فى مصر ليست جديدة ولكنها تعود إلى الستينيات من القرن الماضى، والتاريخ يكشف عن أن معظم الفنانين الذين حصلوا على عضوية البرلمان فى مصر جاءت عضويتهم بالتعيين وليس الانتخاب. الملاحط أيضاً أن معظم الفنانين كان يتم تعيينهم فى مجلس النواب وليس الشعب، الأمر الذى يقلل من فرص وجودهم تحت القبة بعد إلغاء مجلس الشورى، ففى تاريخ مصر لم ينضم لعضوية مجلس الشعب من الفنانين سوى 3 فقط هم حسين صدقى وفايدة كامل وحمدى أحمد. إعلان المخرج خالد يوسف نيته الترشح عن دائرة كفر شكر بالقليوبية لعضوية مجلس الشعب أعاد للأضواء تاريخ الفنانين تحت قبة البرلمان، فمن بين 6849 مرشحًا سجلوا بياناتهم على الموقع الإلكتروني الخاص بالأمانة العامة للمجالس الطبية المتخصصة لإجراء الكشف الطبي استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، لم يعلن سوى خالد يوسف عن نيته الترشح بشكل جاد، وسما المصرى التى أعلنت عبر فيديو أذاعته على موقع يوتيوب عزمها الترشح لبرلمان 2015. الفنان حسين صدقى هو أول فنان مصرى يحصل على عضوية مجلس الشعب، بعد أن رشح نفسه لانتخابات مجلس الأمة عام 1964 وهو فى السابعة والأربعين من العمر، لينجح عن دائرة المعادى فى أول مجلس أمة بعد انفصال مصر وسوريا وهو المجلس الذى استمر 4 سنوات وضم فى عضويته 350 عضواً نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين طبقاً لما نصت عليه قوانين يوليو 1961 الاشتراكية. أما المطربة فايدة كامل التى اشتهرت بالأغانى الوطنية فهى أول فنانة مصرية تصبح عضوة فى البرلمان، وهى واحدة من أكثر البرلمانيات فى العالم إثارة للجدل، فهى زوجة وزير الداخلية الأسبق النبوى إسماعيل، وضربت رقماً قياسياً فى مدة عضويتها بالبرلمان ونجحت فى الاحتفاظ بمقعدها في مجلس الشعب لمدة 34 عاما متصلة منذ 11 نوفمبر عام 1971 حيث كانت تبلغ من العمر 39 عاماً حتى عام 2005. وقد انتخب حمدى أحمد عضوا بمجلس الشعب وعمره 46 عاماً عام 1979 عن دائرة بولاق، مرشحاً عن حزب العمل الاشتراكي في الفترة من 1979 إلى 1984، وخاض الانتخابات التالية عن نفس الدائرة ولكن لم يحالفه التوفيق، وحمدى كان مهتماً بالسياسة منذ صغره حيث تم القبض عليه عام 1949 وكان عمره 16 سنة لمشاركته في المظاهرات الاحتجاجية ضد الاحتلال البريطاني لمصر، وكان مشاكساً صاحب مواقف فى عمله السياسى حيث انسحب من عضوية حزب العمل بعد خلاف مع رئيسه فى ذلك الوقت إبراهيم شكرى ويذكر له أنه رفض الانضمام لعضوية الحزب الوطنى فى عز مجد «الوطنى» وقوته. وللرئيس محمد السادات السبق فى ضم الفنانين لعضوية مجلس الشورى عندما أصدر قراراً عام 1980 بتعيين الفنان محمود المليجي البالغ من العمر فى ذلك الوقت 70 عاماً عضوا في مجلس الشورى، وقدم أداء مشرفاً تحت قبة الشورى ولكن القدر لم يمهله لاستكمال الدورة البرلمانية حتى نهايتها حيث توفى فى يونيو 1983. وعقب وفاة المليجى، اختار الرئيس الأسبق مبارك موسيقار الأجيال الفنان محمد عبد الوهاب لتعيينه فى مجلس الشورى سنة 1983، وكان عمره وقتها نحو 81 عاماً، ولم يكن تعيينه فى المجلس التكريم الأول له، فقد حصل على ما يقرب من 26 جائزة خلال مشواره الفنى، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق عام 1964، كما منحه الرئيس السادات رتبة اللواء الشرفية، وعقب وفاته فى مايو 1991 أقيمت له جنازة عسكرية. كان تعيين الفنانين فى مجلس الشورى قد أصبح متعارفاً عليه، وبعد رحيل عبد الوهاب تم اختيار الفنانة أمينة رزق عضوا بالمجلس عام 1991، وبذلك أصبحت أول فنانة يتم تعيينها فى مجلس الشورى، وكان من اللافت وجود عوامل مشتركة بينها وبين الموسيقار عبد الوهاب فكلاهما منحه الرئيس عبد الناصر وسام الاستحقاق، وكلاهما أيضاً عينها مبارك فى مجلس الشورى وكان سن كل منهما وقت التعيين بالمجلس 81 عاماً، فأمينة رزق من مواليد 1910. أما مديحة يسرى فهى آخر الفنانين الذين تم تعيينهم فى مجلس الشورى، عام 1998 عن عمر يبلغ 77 عاماً، وكانت مهتمة بصناعة السينما والنهوض بها من خلال حديثها تحت القبة، وكان لها شعبية كبيرة بالمجلس ظهرت بوضوح فى موقف زملائها منها عقب انتهاء أعمال إحدى الجلسات الصباحية لمجلس الشوري فى نوفمبر 2002 عندما انزلقت قدمها فى اثناء خروجها من القاعة فسقطت وأصيبت بجرح غائر في الساق وشرخ في قصبة القدم اليسري.