الرئيس السيسي يطمئن على أحد الأئمة الحضور بخطبة عيد الأضحى ويوجه بعلاجه | فيديو    12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد    البابا تواضروس الثاني يعيّن الأنبا ريويس أسقفًا عامًا لإيبارشية ملبورن    قرار تاريخي.. فلسطين عضو مراقب في المنظمة الدولية| أبرز حصاد «العمل»    في لفتة إنسانية.. الأوقاف: الرئيس السيسي وجه بعلاج أحد الأئمة تبين إصابته خلال صلاة عيد الأضحى    الزراعة: استمرار جهود الحفاظ على الرقعة الزراعية وإزالة 20 حالة تعد    المجمعات الاستهلاكية تواصل عملها في ثاني أيام عيد الأضحى    تعرف على أسعار الحديد مساء ثاني أيام عيد الأضحى    رئيس مياه سوهاج: تكثيف تفقد مواقع العمل وإصلاح الأعطال خلال العيد    وزارة النقل: الأتوبيس الترددى يعمل طوال أيام العيد فى هذه المواعيد.. صور    المالية: صرف المرتبات للعاملين بالدولة يوم 18 يونيو    الصناعة: حجز 1800 قطعة أرض في 20 محافظة إلكترونيا متاح حتى منتصف يونيو    «منتدى واشنطن»: انفصال ترامب وماسك سببه صراع خفي على «ناسا» والنفوذ    وزير الخارجية: نحرص على تقديم الدعم لنيجيريا في مكافحة الفكر المتطرف    المستوطنات.. مخطط إسرائيلى لإجهاض حلم الدولة الفلسطينية |تل أبيب.. توافق عام على مشروع «الاستيطان الاستراتيجى»    الحوثي: مستعدون لصفقة تبادل تشمل جميع الأسرى    زلزال جديد في اليونان منذ قليل بقوة 5.2    الأونروا: إسرائيل تحظر نقل الحقيقة من غزة    دمياط تحول مراكز الشباب إلى واحات فرح في عيد الأضحى    ريبيرو يكتب نهاية 3 لاعبين مع الأهلي ويعطي الضوء الأخضر لرحيلهم (تفاصيل)    تفاصيل جلسة اتحاد تنس الطاولة مع مدربي الأندية    رونالدو: أشعر بمودة تجاه ميسي.. شاركنا المسرح معا لمدة 15 عاما    تحرير 193 محضر تمويني وضبط لحوم مذبوحة خارج السلخانة بالمنوفية    إقبال كثيف على حدائق القناطر في ثاني أيام عيد الأضحى    نتيجة الصف السادس الابتدائي 2025 بالاسم ورقم الجلوس    الأحوال المدنية: استمرار عمل القوافل الخدمية المتنقلة بالمحافظات| صور    اندلاع حريق داخل كنيسة العذراء مريم بالأقصر.. والحماية المدنية تتدخل    شيرين تستعد لإحياء حفل في مهرجان موازين بالمغرب نهاية يونيو    بشرى تتألق بإطلالة صيفية أنيقة في أحدث جلسة تصوير لها| صور    سفير مصر الأسبق في إسرائيل: الاحتلال يدمر البنية التحتية لغزة    مها الصغير: رفضت فرصة للتمثيل أمام أحمد زكي.. وأستعد لإقامة معرض فني    رسميًا.. غلق المتحف المصري الكبير في هذا الموعد استعدادًا للافتتاح الرسمي    رئيس جامعة المنوفية: معهد الكبد القومي يخدم أهالي المحافظة والدول العربية    وكيل صحة المنوفية: التزام العاملين خلال العيد يعكس المسؤولية تجاه المرضى    متابعة للمستشفيات ضمن خطة التأمين الطبي بعيد الأضحى بشمال سيناء    البحيرة.. عيادة متنقلة أمام النادي الاجتماعي بدمنهور لتقديم خدماتها المجانية خلال العيد    عميد طب كفر الشيخ يتفقد أداء المستشفيات الجامعية خلال إجازة العيد    د.عصام الروبي يوضح معنى" الكوثر ومن هو الشانئ وما معنى الأبتر"    الزمالك يرفض معاقبة نبيل عماد دونجا بعد أحداث نهائي كأس مصر    لليوم الثانى على التوالى.. تواصل عمليات ذبح أضاحى الأوقاف بإشراف بيطرى متخصص    شهباز شريف: باكستان تسعى دائما إلى الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة    الداخلية ترسم البهجة فى العيد.. رعاية شاملة للأيتام فى مشهد إنسانى مؤثر.. احتفالات وعروض وإنقاذ نهرى.. اشترت ملابس العيد وقدمت الهدايا للأطفال.. وتنفذ برامج المسئولية المجتمعية لتعزيز قيم الانتماء الوطنى.. صور    قاوم اللصوص فطعنه أحدهم.. تفاصيل مقتل موظف أمن في 15 مايو    الصين: تقدم كبير في مباحثات السيارات الكهربائية مع الاتحاد الأوروبي    وزير الري يتابع الموقف المائي خلال إجازة عيد الأضحى    السيسي يقود أحدث إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي    إصابة 8 أشخاص نتيجة انقلاب «ميكروباص» بطريق أسيوط- الفيوم الغربي    العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية    دعاء يوم القر مستجاب للرزق والإنجاب والزواج.. ردده الآن    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    أعمال فنية ل حلمي التوني ومقتنيات أخرى نادرة.. محمد سلماوي يستعرض كنوزه الفنية    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاروق حسنى
انا جزء من اخطاء مبارك
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 03 - 2012

كثيرون يرون لوحاته غير مفهومة برغم من خطوطها الواضحة.. فهل تحولت مصر بعد الثورة الى واحدة من لوحات فاروق حسنى؟ الذى لم نعد نراه الان. اين فاروق حسنى
بعد خروجه من السلطة التى قضى فيها ما يقرب من 23عاما. اختفى وزير الثقافة الاسبق عن الأنظار .. ابتعد عن السلطة .. ولم يعد له وجود فى كواليس الحكم .
ومن البداية نوكد ان هذا الحوار لم يكن وراءه سكين للطعن فى الظهر ، ولم يهدف أيضاً لدق طبول المديح لمسؤل خرج من الساحة .. لكنه يكشف بعض الأسرار عن مملكة مبارك و رجاله و زواج السلطة بالمال.
فاروق حسنى الذى غادر مسرح السياسة عائدا الى أتيليه الفن .. الى ريشته و الوانه ، لا اعرف على وجه اليقين اذا كان الان يرسم بتأثيرات الماضى او بوحى خيال المستقبل ، لكنه على اى حال يرسم ومحتفظا على شفتيه بابتسامة رضا ورائها الكثير من الأسرار .. التى أحاول الان ان افتش عنها فى حوار كان لابد ان إبداه بالسوال عن رؤيته للمشهد العام فى مصر الان
لو أردت أن ترسم لوحة لمصر الآن بريشتك وبتوقيعك كيف تراها؟
مصر دولة لم تكتشف بعد.. التاريخ والجغرافيا.. البشر.. كلها عناصر فريدة فى هذا المجتمع وكثير منها لم يعد من يقرأه قراءة صحيحة.
لكن على أى حال أنا اتصور ان المشهد السياسى المصرى يحتاج إلى قدر كبير من التروى والهدوء.. خاصة عندما نتكلم عن مدنية الدولة، وان كنت شخصيا لا اشعر بالقلق فى هذه الزاوية لأننى تعاملت مع الإخوان المسلمين عندما كانوا اقلية فى مجلس الشعب. وتعرفت على أفكارهم.. وبما أنهم أصبحوا اغلبية الآن فمهم جدا أن يسعى الإخوان لتحقيق مصالح الشعب، ولو نجح التيار الدينى فى تحسين حياة الفرد ودفع عجلة الإنتاج وتحقيق الاستقرار داخل المجتمع، فهذا شيء جيد، واتصور أن الإسلام العظيم هو الذى يمنح البشرحياة كريمة.
لكنى لا انكر ان هناك ظلالا من الخوف سأضعها بخطوط واضحة لو أننى ارسم لوحة للمشهد الآن.. واخطر هذه الظلال هى الفتنة الطائفية.
فقد عشنا مئات السنوات بدون تعصب، أو فتنة.. عاش المسلم بجوار المسيحى متحابين ومنسجمين. قرونا طويلة.. المسلم مثل المسيحى، فى العادات والتقاليد والملامح والظروف والأمل. وهذا شيء يحسدنا عليه العالم وكنت دائما أرى انه من عظمة مصر أن الدين الإسلامى والمسيحى يحيا داخل مصر وتحت سقف واحد والاسم هو المصريون ومصر.. مصر خالية من التعصب طوال التاريخ.. وهذا التعصب دخيل على المصريين..
ما أهم أخطاء نظام مبارك كما تراها؟
مكوثه واستمراره كل هذه الفترة.. وأنا جزء من هذا الخطأ أنا فعلا كنت اشعر بثقل السنوات. وفى سنوات كنت اشعر أننى موجود رغما عني.. برغم أننى كنت مستمتعا بتنفيذ مشروعات عظمي.. وبالرغم من أننى قدمت استقالتى ثلاث مرات. وكان الرئيس مبارك يطلب منى الاستمرار.
وكان الشئ الذى يحقق لى التوازن هو تنفيذ مشروعات كبرى متلاحقة.. ولكن استمرار نظام حكم واحد كل هذه المدة كان أكبر الأخطاء، فالماء إذا مكث فترة طويلة يتحول إلى ماء آسن وفى النهاية التجديد مطلوب بالإضافة إلى أن هذا النظام كان ينقصه الخيال.. خيال الدولة..
ففى 1952 .. الرئيس جمال عبد الناصر نقل الدولة إلى وضع آخر واحتفى به الغالبية ثم جاءت هزيمة 67 وانتصار 73.. هنا كان لابد أن تتجدد الدولة لكن للأسف حدث انهيار لكيان الدولة وتغيرت ملامح المدن بشكل خطير.. وانتشرت العشوائيات بشكل فظيع للغاية وبدأت إبادة القصور والفيلات ليقام بدلا منها ناطحات سحاب قبيحة.. هذا إلى جانب ضعف المنظومة التعليمية بشكل رهيب ومستمر.. وهكذا انتشر المفهوم العشوائى فى المجتمع بأسره.
وأهم أخطائك؟
كان على ألا ارجع فى أى استقالة من الاستقالات الثلاث التى قدمتها خاصة الاستقالة الأخيرة بعد عودتى من معركة اليونسكو أنا كنت قررت ترك الوزارة والاستقالة.. ولكن للأسف كان الضغط على منذ أول لحظة ثم إعلان النتيجة، برفض الاستقالة تماما.. وأول ما فتحت باب الطائرة عند عودتى للقاهرة كان رئيس الوزراء أحمد نظيف يهنئنى على ال 29 صوتا التى حصلنا عليها فى التصويت ويحمل رسالة بضرورة استكمال المشوار . كان التراجع خطأ كبيرا كان لابد من الاصرار على موقفى!!
علاقتك بسوزان مبارك.. هل فعلا كنت اقرب المسئولين إليها.. لدرجة أن هناك قناعة لدى الكثيرين بأنك كنت تختار لها أزياءها!!
أنا كنت قريبا من سوزان مبارك حتى سنة 2002، فى هذا الوقت بدأ يظهر جمال مبارك ومشروعه غير المعلن فى ذاك الوقتŒالتوريث ̃.
وبدأت تظهر مع جمال شخصيات عديدة.. وتكونت دائرة جديدة لسوزان وجمال ورجالاته.. وانا ابتعدت كثيرا عن الصورة.. وتباعدت الاتصالات بيننا، وهى أيضا بدأ يتغير اهتمامها لم يعد مقصورا على الثقافة وإنما بدأت تهتم بالصحة والطفولة والمرأة والمجلس القومى للمرأة ومحكمة الأسرة والمساكن العشوائية وجمعية السلام.
وللحق فى الفترة الأولى لعملها كانت تعمل بجد وبقوة وبرغبة حقيقية للعمل الجاد.. وكانت تمنح العمل الثقافى قوة باعتبارها حرم رئيس الجمهورية.
اما فى الفترة الأخيرة للنظام كان الرئيس مبارك هو من يدعم العمل الثقافى بنفسه، وفى الحقيقة لم يعترض أبدا على مشروع لوزارة الثقافة أو المجلس الأعلى للأثار.
وفى احدى المرات سئلت .. تحب تعمل مع رئيس يفهم فى الثقافة؟ أم بعيدا عنها.
كانت إجابتي.. احبالعمل مع رئيس بعيد عن الثقافة كى لايفرض رأيه.
أما من يردد مقولة إننى كنت اختار ملابسها فلا شك هؤلاء تافهون وكلامهم فارغ وعلاقتى بسوزان مبارك كانت رسمية والغريب الذى لايعرفه احد ان السنوات الماضية كانت علاقتى بها يشوبها كثير من عدم الود!!
والذى لايعرفه احد.. عندما تعرضت لمعركة الحجاب التى حدثت بفعل فاعل لأننى تحدثت عن الحجاب من وجهة نظرى ولم افرض رأيى على أى أحد.. وتمت محاسبتى فى مجلس الشعب.. الدنيا كلها اشتعلت من حولي.. مبارك اتصل بى ورؤساء دول وشخصيات عامة كثيرة اتصلت بى من الخارج والداخل.. الوحيدة التى لم تتصل بى هى سوزان مبارك!!
وعندما عاتبت فتحى سرور على هذا الهجوم العنيف على داخل المجلس فقال ماذا افعل.. القضيةŒاطبخت ̃ فى الحزب عند أحمد عز!! والكل هاجمنى أحمد وزكريا عزمى وكمال الشاذلى وفتحى سرور!
وبعد مرور الأزمة اتصلت بى بشأن موضوع آخر.. وعاتبتها على موقفها وانها قالت فى أثناء الأزمةŒهو ده وقته!! ̃ ولكن بلباقة انهت الموضوع!!
هل كان لك علاقة بحسين سالم باعتباره واجهة ووكيلأعمال مبارك وكان اقرب الأشخاص إلى مبارك لسنوات طويلة.. حدثنا عما لانعرفه وعن مدى تأثيره وقربه من الرئيس وعلى القرارات السياسية!
عرفت حسين سالم سنة 1990، طلب مقابلتي.. وعرض على مشروعا كان فى ذهنه وهو ان يقيم فندقا ضخما جدا وسط القاهرة بالقرب من شيراتون القاهرة.. وفى هذه المنطقة فى حرم الأوبرا المصرية ومتحف الفنون وصندوق التنمية الثقافية هناك مبنى قديم مبنى فى الثلاثينيات كان اسمه الهيئة الزراعية ويقع على النيل والآن هو المركز القومى للترجمة التابع لوزارة الثقافة.. طلب منى ان تبيع وزارة الثقافة هذه الأرض له!!، ولكننى رفضت عرضه بشكل حاسم ودبلوماسي، وبررت هذا ان المكان مزدحم وهناك أماكن كثيرة أفضل.. والمكان يعتبر اثرا لكونه عمارة ذات طابع خاص.
وبعد ذلك اتصلت بالرئيس مبارك عرضت عليه ماحدث.. وكان مؤيدا لما فعلته. وأعتقد أن فى هذا الوقت كان هناك خلاف بينهما!! لأنه حسب معرفتي.. كانت هناك صداقة بين الرئيس مبارك والمشير أبو غزالة وحسين سالم ولكن هذه الصداقة شابها بعض الاختلافات والجفاف وسوء فى العلاقات خاصة بعدما اقال مبارك أبو غزالة.
ومرت السنوات وكانت علاقتى بحسين سالم عابرة.
وفى احد الأيام اتصل بى وكان هو فى شرم الشيخ وأنا فى الطريق الصحراوى وطلب تحديد ميعاد فورا وفعلا تقابلنا فى القاهرة بعد ساعتين فى منزلي. واتصل بى مبارك ليسأل عن وصول حسين!! وبدأ حسين سالم فى عرض موضوعه.. وكان مشروعا خاصا بالاعلام.. فقلت له الاجدر بالقيام بهذا العمل هو صفوت الشريف.. فقالى لى الرئيس يريد منك القيام به فقلت له هذا ليس تخصصي.. ثم بدأ يتحدث عن أننى احسن من يصلح رئيسا لوزراء مصر.. مكررا بأننى أملك من الخيال والرؤية والطاقة والقدرة على العمل.. فرفضت وقلت له لا اصلح أبدا ولا احب ان اكون رئيس وزراء وردد هذا كثيرا .. وقلت له أيضا رئيس الوزراء الحقيقى هو حسنى مبارك وبعدما فشل فى اقناعي. عاد إلى شرم الشيخ وسافر فى هذا الوقت مبارك لإجراء جراحة فى ظهره. وكان رفضى لرئاسة الوزراء يشغل حيزا كبيرا من حواراتهم فى ألمانيا. هذا حسبما قال لى زكريا عزمي.. وبعد ذلك طرح جمال مبارك اسم أحمد نظيف رئيسا للوزراء وكان صاحب الفكرة الدكتور يوسف بطرس غالي.
ولاشك أن حسين سالم كان صديق مبارك الاقرب، ولا استطيع ان اصل لمدى العلاقة بينهما وحسين سالم يملك من خفة الدم وإجادة المسامرة وكان مبارك ياتنس به دائما. ومن الواضح ان تأثيره كان قويا عليه.
ما تقييمك لأداء المجلس العسكرى طوال الشهور الماضية؟
هناك فرق بين الجيش المصرى وبين المجلس العسكري.
أولا: الإدارة داخل الجيش المصرى فى منتهى الحزم والحسم.. ولا يمكن للجيش أن يستمر بدون الحزم الكامل.. ولكن التعامل مع المجتمع أى مجتمع لا يتم بالشكل الذى يتم التعامل به داخل الجيش، وأعتقد أن المجلس العسكرى يدير البلاد ليس كإدارته للجيش... ولهذا وقعت بعض الأخطاء، لأن هنا المجلس العسكرى فى حاجة إلى نوع من الإدارة الشعبية المبنية على رؤية مدنية.. ولغة المجتمع تختلف عن اللغة العسكرية..
وبرغم كل شئ لا أشك فى وطنية المجلس العسكري، ولابد أن نفهم أن الإدارة المدنية ليست من طبيعة الجيش والمسائل السياسية ليست من طبيعته .. فمهام الجيش هى التسليح والتدريب ووضع الخطط العسكرية لحماية الحدود والأراضي، والإدارة المدنية ليست من طبيعته .. هذا عمل الحكومات، ومن هنا وقعت بعض الاهتزازات داخل المجتمع، بالإضافة لوجود أطراف قوية لا تريد استقرار المجتمع وتسعى لتحقيق الفتنة.. لكن الأمل أن ينجح المجلس فى العبور بنا من هذا النفق وأن ينجح فى الحفاظ على تماسك الدولة حتى يسلم السلطة للرئيس المنتخب فى 30 يونيو، وأعتقد أن الوصول لهذا الهدف يستلزم عدم تخلى المجلس عن هذا الدور لأن غيابه يعنى أن تتحول البلاد إلى عراق أخرى..
إذن أنت لا تنادى بعودة الجيش إلى ثكناته الآن؟
الجيش هو الجهة المنظمة الوحيدة الآن فى الدولة وهى القوة المؤثرة بل والقوة المحبوبة لدى الوطن وخروجه من الصورة الآن أعتبره عبثا كبيرا جداً..
وكسر الجيش يعتبر جريمة قومية كبرى وجيش مصر لا يستحق هذا من شعبه ونحن الآن نعيش فوضى كاملة ولا شك أن هناك أيادى خفية تدفع المجتمع وشرائحه لمعاداة الجيش والمجلس العسكرى وتشمل بذور الفرقة بينهما .. وهذا لا يبرئ المجلس العسكرى من الأخطاء التى وقع فيها الشهور الماضية...
بما أنكما أقدم وزيرين فى مصر .. ما علاقتك بالمشير حسين طنطاوي؟
علاقتنا طيبة، خاصة وأننا كنا متفقين فى كثير من الروئ .. وكانت باستمرار هناك مناقشات بيننا داخل مجلس الوزراء وكان رافضاً وغاضباً لسياسات حكومة أحمد نظيف .. من بيع لأراضى الدولة وبيع شركات القطاع العام .. والقرارات الخاطئة التى كان يتم اتخاذها باستمرار، وكنت دائماً أشعر بنبض الجيش المصرى وغضبه وقلقه وضيقه.. من خلال المشير طوال السنوات الأخيرة الماضية..
وعلى الجانب الآخر، كان واضحاً التحركات المريبة داخل الحزب الوطنى من جمال مبارك وأحمد عز ورجاله .. وكنت أرى كيف يقاتل ويحارب أحمد عز لفرض جمال على الساحة السياسية وكأن فرض جمال بهذا المستوى فرض لذاته هو شخصياً وفى أحد الاجتماعات، قلت: أحمد عز لا يعمل من أجل وصول جمال مبارك للسلطة.. بل لكى يطيح بجمال مبارك فى لحظة ما، لكى يصبح هو الرئيس!!
فى حلقات الأستاذ هيكلŒمبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان ̃ ذكر اتصال مبارك به للاطمئنان على صحته بعد حلقاته الشهيرة التى كشفت عن مشروع التوريث، وذلك فى 2003 وذكر اسمك كحلقة للاتصال فماذا عن التفاصيل؟
فى أحد الأيام اتصل بى الرئيس مبارك يسألنى عن الأستاذ هيكل وعن حقيقة مرضه .. فاتصلت بالصديقين الأستاذين عبد الله السناوى وإبراهيم المعلم، وعرفت حقيقة الأمر وأبلغت مبارك وكان رده .. أليس من الأوفق أن اتصل به فهذا رجل رمز للوطن وقيمة كبيرة وكان ردى بالإيجاب، وقلت له اتصال رئيس الدولة برمز كبير له دلالات طيبة..
وطلب فعلاً أرقامه .. ولم أعرف ما جرى فى الاتصال إلا من خلال ما كتبهالأستاذ هيكل .. عرفت فى ذلك الوقت أن الأستاذ هيكل سأل لماذا الرئيس اتصل بى عن طريق فاروق حسنى وليس شخصا آخر فرد عليه عبد الله السناوي: ربما كان الهدف هو أن يسأل الرئيس شخصا يمكن أن يوافقه على الاتصال وهذا الشخص يؤيد الاتصال!! ولا يسوق حججا لعدم الاتصال..
وأنا فى رأيى لو كان الأستاذ بجانب رئيس الدولة السنوات الماضية، كان خفف على مصر والمصريين ويلات كثيرة وأخطاء كثيرة .. وكان أسهم بقوة فى تحسين الموقف السياسى الدولى والعربى لمصر، بما له من خبرة طويلة ورؤية..
من كان الحاجز بينهما؟
لا أدري..!
آخر اتهام وجه إليك هو الاتهام بإهدار 300 مليون فى مشروع تأمين الأهرامات أنت والدكتور زاهى حواس .. وأن المشروع لم يتم تنفيذه برغم أنه كان من المقرر الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات .. ماردك؟
مشروع تأمين الأهرامات فكرتى لا شك فى ذلك، هذا المشروع كبير ومهم، وقد تمت المرحلة الأولى للمشروع وهى تحديد ثلاثة مداخل لدخول هضبة أهرامات الجيزة وقد تم وضع بوابات إلكترونية لدخول وخروج الزائرين وأحدث الأجهزة لكشف الأسلحة والمفرقعات وكاميرات تليفزيونية، وقد تم البدء فى إقامة سور خرسانى ومعدنى طوله 20 كيلو مترا لمنع انتشار العشوائيات حول الهضبة..
وهناك مسئول عن تنفيذ المشروع وعن الحسابات وعن دراسات الجدوي.. المسئول عن الأمور المادية هو قطاع المشروعات وليس الوزير..
هذا الاتهام جزافى ... والوزير عمله رؤية سياسية ومتابعة.
وماذا عن البلاغ الذى تقدم به اتحاد شباب الثورة مؤخراً للنائب العام ضدك وضد سوزان مبارك وزكريا عزمى وزاهى حواس باتهامكم بإهدار المال العام فى جمعية الأمومة والطفولة؟
ليس لى علاقة نهائيا بجمعية الأمومة والطفولة، ولم أكن عضواً بها إطلاقاً .. ولا أعلم حتى اليوم مقرها، ولم أشترك فى أى اجتماع لهذه الجمعية ولا أعرف نشاطها بالضبط.
قبل إندلاع ثورة 25 يناير فإن هناك معركة بينك وبين أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى آن ذاك فى مجلس الشعب حول قانون حماية الآثار .. وخاصة المادة التى تحظر الاتجار فى الآثار أو التصرف فيها إلا بعد الحصول على موافقة كتابية من المجلس الأعلى للآثار .. والخلاف على تصريف الآثار؟ وكان أحمد عز قد تقدم بتعديل القانون بما يسمح بالاتجار وتداول الآثار داخلياً!! ماكواليس هذه المعركة؟
وقفت أنا وزاهى حواس أمام أحمد عز وكان يحتمى بقوة أغلبية أعضاء المجلس ورفضنا تماماً ما كان يريده أحمد عز بالسماح بتجارة وتداول الآثار المصرية، فى هذا الوقت تم إعادة مادتين من مشروع القانون للدراسة فى لجان مجلس الشعب .. وهما المادة الخاصة بتصريف الآثار والمادة الخاصة بتشديد العقوبة على تهريب الآثار..
وفى الحقيقة كان القانون المقدم لمجلس الشعب محكما للغاية وخاصة مسألة بيع الآثار وتهريبها .. وتم إعداده فى سنوات ..وكان أحمد عز يريد أن يتصرف كل من لديه أثر كما يريد!! وهذه كارثة تصدينا لها .. حتى لا تستباح الآثار المصرية..
وتم وضع حدود قاسية جداً لتحريك الآثار وشكل التعامل معها، وكان المستشار أشرف العشماوى المستشار القانونى للوزير والمجلس الأعلى للآثار على مستوى المسئولية الوطنية فى تدبيج نصوص القانون وهو ما ساعدنا على تخطى أى عثرات..
كيف ترى محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك؟
محاكمة الشعب لرئيسه عمل تاريخي.. وهذا مكسب كبير للشعب المصري.. وهذا معناه لا أحد فوق القانون.. فبعد كل هذه السنوات من الحكم الفردى بغضالنظر عن مبارك أوغيره.. هذه المحاكمة تمنح احساسا للشعب بالفخر الشديد..
وبالمناسبة أعترف أننى كنت مخطئنا لاننى لم أقيم الشباب المصرى كما يستحق.. وفعلا حزنت لاننى لم أعرف هؤلاء الشباب عن قرب.. ولانهم كانوا يبتعدون عن الدولة وعن وزارة الثقافة.. وللأسف هناك من نجح فى ابعاد هؤلاء الشباب عن وزارة الثقافة والعمل الثقافي.. لتقديم نشاطات آخرى سائدةلهم فى ذلك الوقت. وكان للوزارة برنامج لتقدم الثقافة فى الجامعات وأكتشاف الموهوبين من شباب الجامعات لكن للآسف كنا نصطدم بالإدارات الجامعية الرا فضة لهذه النشاطات الثقافية والفنية، وهذا جعل هؤلاء الشباب الذين رأيناهم فى ميدان التحرير بعيدين عن حقوقهم لدى الدولة من التزود بالثقافة والفنون.
من ستعطى صوتك فى انتخابات رئاسة الجمهورية؟ ومن هو رئيس الجمهورية الذى تتمناه لمصر؟ وماهى ملامحه؟
لابد لرئيس الجمهورية الجديد أن يتمتع بالخيال وبرؤية ثاقبة تساعده على النهوض بالدولة والوطن والشعب بدون خوف أو وجل، وأن يقرأ مصر وخريطتها بأرضها وشعبها وتلك الامكانيات التى لاتمتلكها إلا دولة عظمى وان يكون حاسما حازما..
مصر تحتاج إلى فيلسوف عالم.
وفى رأيى أن الرئيس الجديد لمصر لابد ان يعتمد على هذا الشعب العظيم.. هذا الشعب يحتاج لقائد حقيقي..، وتأكدى لو أن الرئيس الجديد صاحب خيال فسيعبر بالشعب والوطن إلى دولة متقدمة..
ايضا على الرئيس الجديد أن يدرك قيمة التعليم والتربية.. لان التربية والتعليم فى حالة انهيار.. وتحتاج إلى رؤية جديدة وعلى الرئيس الجديد ان يعلم ان الشعب المصري.. شعب كبير ولا يتعامل معه وكأنه فاقد الأهلية.
ماهو مشروعك القديم الذى لم تحققه برغم تعاقب حكومات كثيرة عليك من حكومة عاطف صدقى إلى حكومة أحمد نظيف؟
كان لدى مشروع قدمته للحكومات المتعاقبة منذ توليت وزارة الثقافة وقد تحدثت عن هذا المشروع امام رئيس البنك الدولى آن ذاك.. فأعجب به تماما وعرض تمويل المشروع..، فعرضت الأمر على أول حكومة كانت للدكتور عاطف صدقى وكان اسم المشروعŒخيال ̃ ولايمكن تصديقه، لانه كان يتحدث عن نيل جديد فهذا جنون!! ولكن هذا النيل الجديد نبع عكس النيل الرائع.. ينبع من الشمال إلى الجنوب.. وهو عبارة عن طريق عظيم بمواصفات دولية يقترب من الوادى ويبتعد عنه ثم يعود ويقترب../ حيث يوجه امكانيات الطريق الجمالية والتراثية، وهذا الطريق يمكن أن يغير اقتصاديات السياحة فى مصر.. لاننا كما نعرف أن مصر تعتمد على سياحة الجماعات.. وهذا الطريق يحول السياحة من سياحة الجماعات إلى سياحة الأفراد والعائلات..، وتمر عرباتهم على ساكنى الصعيد فتثبتهم فى اماكنهم.. وتجلب لهم الخير.. كما ان الطاقة الاستيعابية الضيقة الان يمكن لها ان تتسع بطول وادى النيل...وتتحمل بناء فنادق جديدة.
وهناك مشروع آخر وهو الساحل الشمالى الشرقى والذى يمتلك بحيرتين هما المنزلة والبرلس ونهرين هما دمياط ورشيد.. وايضا البحر الأبيض المتوسط وأراضى شاسعة.. هنا ايضا يمكن اقامة دراسات جدوى لكلا المشروعين للتكلفة والاستثمار... وبهذا تم بناء دولة مصر الجديدة التى تدعو للعمل فيها والهجرة إليها للبناء والتعمير.. وهذا غير امكانيات الوادى الجديد بما يحمل من 13 منطقة اثرية ومناظر خلابة.. وكذلك سيناء.
عند افتتاح مركز الهناجر بالاوبرا أو ايضا بدء العمل فى المرحلة الثالثة من المتحف المصرى الكبير لم توجه لك دعوة للحضور برغم ان هذه المشاريع هى مشاريعك ماتعليقك؟
انا تفهمت الأمر واعذر تماما، لامشكلة فى ذلك ولكن كنت انتظر فقط دعوة ككل المدعوين، وأنا أعرف الظروف، ولايمكن أن أسبب أى حرج أو مزاحمة لاى وزير ثقافة.
من صبر ظفر هذه الحكمة تحملها دائما جدران منزلك وكأنها شعارك الذى لاتتخلى عنه؟ بعد مرور كل هذه لسنوات والاحداث ماالحكمة أو الفلسفة الجديدة لك؟
Œمن صبر ظفر ̃ هذه الحكمة كان لها تأثير كبير جدا على حياتي..
وانا صبور بطبيعتى وكنت دائما أرى عندما أتعرض لمحنة ما..، سواء بالاتهام أو القذف أقول لنفسي.. الزمن هو الكفيل بإن يؤكد أو ينفي..
وفى رأيى ان هذه الحكمة شديدة الالتصاق بالزمن.. والزمن هو الوجود الدائم لكل العصور.. ونحن نسكن الزمن.. وانا أعرف الزمن بانه اللامرئى والمتمثل فى الاشياء.. والاشياء هى التى تهرم أما الزمن فهو باق..
والصبر يساعدك على انتظار النتائج التى لابد من انتظارها.
ما أخبار الرسم والألوان؟ ولماذا ألغيت معرضك الفنى هذا العام؟
ابدا أنا رسمت كثيرا بعد ماتحررت من الوزارة.
وفورا دخلت المرسم والحمدلله كان انتاجا جديدا وكلها بطعم التحرير ومعرض سيقام الشهر المقبل فى الكويت وهى دعوة رسمية من احدى دور العرض الكبرى هناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.