تترقب الأوساط السياسية في الداخل والخارج الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الي القاهرة ردا على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى التي قام بها في أغسطس من العام الماضي. ....... تأتى هذه الزيارة في وقت بالغ الأهمية والخطورة حيث تواجه مصر تنظيمات إرهابية دولية لها جذور ضاربة في الكثير من الدول وتسعى مصر بجد وإخلاص الي القضاء عليها داخل البلاد كما تعمل مصر على توسيع دائرة علاقتها الخارجية وجلب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي مع المؤسسات الروسية ورجال أعمالها وتفعيل جميع أوجه التعاون السياسي والاقتصادي والأمنى مع روسيا وباقي دول العالم. وبالطبع فهذه ليست زيارة عادية لرئيس اكبر دولة نووية في العالم لمصر الدولة الأهم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط . الدكتورة نورهان الشيخ, أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة, ترى ان الأولوية في هذه الزيارة مناقشة الاستعداد والمشاركة في المؤتمر الاقتصادي لمصر فيما يتعلق بالمؤسسات الاقتصادية الروسية ورجال العمال خاصة ان روسيا تتميز بشركات عظيمة في مجال النفط والغاز كما يجب طرح كل المجالات الاقتصادية على القطاع الخاص الروسي للمشاركة فيها لان هذه نقطة ملحة ومهمة جدا وهو المؤتمر الذي تعلق عليه مصر وقيادتها أمالا كبيرة في العبور الي المستقبل. فمن المعروف ان روسيا تتميز بأنها تمتلك تقنيات أمنية عالية وأجهزة تخابر قوية فعلينا ان نستفيد من هذه التقنية ونرسخ لتعاون أمنى مشترك خاصة في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب وتفعيل الحركات الإرهابية لنشاطها في الكثير من المناطق والبلدان داخل مصر، هذا الإرهاب الذي فرض نفسه على الجميع. وتؤكد الدكتورة نورهان الشيخ وجود العديد من الاتفاقيات بين مصر وروسيا وقعت منذ زمن وللأسف لم تفعل ولم تر النور حتى الآن , وقد أن الأوان لهذه الاتفاقيات ان تفعل وبشكل كامل مشيرة الي ان الجانب السياسي في هذا الأمر فاعل ويقوم بدوره وللأسف فالوزراء المعنيون لا يقومون بدورهم في تفعيل هذه الاتفاقيات مع روسيا بالسرعة المطلوبة وكأن هناك «لوبي» داخليا يعمل ضد تطوير العلاقات المصرية الروسية وهذا الأمر جد خطير بل و أصبح غير مقبول خاصة ان مؤسسة الرئاسة تسعى جاهدة الي تفعيل العلاقات المصرية الروسية . كما تشير الدكتورة نورهان الشيخ ان تفعيل العلاقات المصرية الروسية لا يعنى أبدا توقف العلاقة مع أمريكا أو اى دولة في العالم خاصة ان مصر لم تكن البادئة في توتر العلاقات مع أمريكا والتوسع في العلاقات السياسية الدولية والتعاون الاقتصادي والامنى حق أصيل لمصر كما هو حق أصيل لغيرها من الدول وبالتالي فمن حق مصر ان يكون لها علاقات متعددة مع كل دول العالم وهذا أمر طبيعي في العلاقات السياسية الدولية. وأخيرا تطالب الدكتورة نورهان الشيخ وتوصى بضرورة العمل بجد على تفعيل الاتفاقيات الثنائية بين مصر وروسيا والتي وقعت في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وعلى سبيل المثال فهناك اتفاق بين البلدين على إقامة منطقة صناعية كاملة في برج العرب منذ عدة سنوات ولم يفعل حتى الآن وهناك أيضا اتفاق المشاركة الإستراتيجية الذي وقع في 2009 ولم ينفذ أيضا وهناك أيضا اتفاق إقامة أسابيع ثقافية روسية في القاهرة وللأسف الشديد لم يفعل فإذا كان السبب في عدم تفعيل الفعاليات الثقافية في القاهرة نظرا للإرهاب فمن الممكن إقامة هذه الأسابيع في شرم الشيخ أو غيرها من المدن السياحية وأخيرا يوجد العشرات من الاتفاقيات التي يجب ان نهتم بها ونفعلها لتفعيل العلاقات بين مصر وروسيا وتحقيق أقصى استفادة ممكنة للوطن سواء كان ذلك على المستوى الأمني أو السياسي أو الاقتصادي.