لا أريد أن أصدق بعض التحليلات والاجتهادات التى تتسرب من عديد من المراكز البحثية فى الغرب حول دور مشبوه تقوم به عدة أجهزة استخبارات عالمية لدعم وتقوية الأنشطة الإرهابية فى دول الشرق الأوسط تحت مظنة الاعتقاد - واعتقادهم خاطيء. بأن ذلك هو السبيل الوحيد لإبعاد شبح الإرهاب عن المدن والعواصم الأوروبية والأمريكية. وإذا صح شيء من هذه التحليلات والاجتهادات فأظن أننا أمام مجموعة من السيناريوهات السوداء كلها أسوأ من بعضها خصوصا أن هذه التحليلات والاجتهادات تتحدث عن خطط وبرامج لتغذية حزمة التناقضات التى تعانى منها غالبية دول المنطقة والتى ترتكز فى الأساس إلى صراعات طائفية ومذهبية وعرقية يمكن رى أشجارها بمياه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة والراكدة. وألف باء القراءة السياسية يستوجب عدم إهمال أو تجاهل أى تحليلات أو اجتهادات حتى لو كانت مجرد بالونات فى الهواء بشرط تحصين هذه القراءة من أى تبعات سلبية تؤدى إلى هز الثقة بالنفس أو المبالغة فى تقدير المواقف المحتملة والتى تظل بكل المقاييس مجرد استقراءات للمجهول بأكثر من كونها استشراف للغد! ومعنى ذلك أنه يتحتم علينا - فى ضوء القراءة العميقة للمشهد الراهن وما يتضمنه من محاولات يائسة لجماعات الإرهاب - أن نبدأ وعلى الفور بتقوية جميع جدران العمل الوطنى التى تجسد وترسخ قواسم الانتماء المشترك تحت رايات الانتصار لاستقلال الإرادة والسيادة الوطنية من خلال عملية فرز لمختلف القوى والتيارات السياسية للتمييز بين الذين ينتصرون للمصلحة الوطنية العليا ولو على حساب مصالحهم الحزبية والفئوية وبين أولئك الذين يرتكزون إلى أجندات خارجية يجرى التغطية عليها بشعارات خادعة ومخادعة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وظنى أن مصر ليست فقط مؤهلة لتجنب كل هذه السيناريوهات السوداء وإنما أيضا مستعدة للمساهمة مع أشقائها العرب فى درء هذه الأخطار المحتملة التى تستهدف مواصلة تأجيج النزاعات والزج بالمنطقة نحو فضاء فوضوى يسمح بحرب الجميع ضد الجميع... وليحفظ الله مصر وأمتنا العربية من كل هذه السيناريوهات السوداء! خير الكلام : من استكبر الاعتذار عن أخطائه عظمت خطاياه ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله