لابد أن نعترف بأن المخرج الوحيد لمأزق الحيرة والتردد والارتباك الذى يسيطر على المشهد المصرى منذ أكثر من 3 سنوات يكمن فى مدى القدرة على تضييق المسافات بين الحلم والواقع حتى يمكننا التحرك على طريق الممكن بدلا من استمرار اللهث وراء سراب المستحيل واستمرار الرهان على إمكانية إعادة استنساخ أزمنة الخوارق والمعجزات! وصحيح أن مصر باتت على يقين من حاجتها الملحة لقائد قوى تسلمه زمام أمورها، لكنها فى ذات الوقت لا تبحث عن بطل أسطورى تحيطه بأى نوع من القداسة وعدم الخضوع للمحاسبة والمساءلة تحت مظلة الدستور وراية القانون! مصر بحاجة إلى حاكم مهاب لم يسبق له أن تعرض لجروح فى هيبته وكبريائه وكرامته لكى يطمئن الشعب إلى قدرته على جلب الهيبة والاحترام وضمان الكرامة والكبرياء لهذا الوطن الذى تعثرت خطاه فى السنوات الأخيرة إلى حد أنه أصبح هدفا مستباحا لدويلة صغيرة لا تعدو كونها مجرد ديكور على حائط الزمن! مصر تحلم برئيس ينظر إلى الأمام بأكثر مما يلتفت إلى الوراء ويتبنى منهجا للإصلاح والترميم بأكثر مما يخطط للانتقام وتصفية الحسابات فالوطن لن يقوى ولن يشتد عوده بتغذية روح الانقسام والعداء وإزاحة كل الخصوم والمنافسين السياسيين، ولكن الوطن سوف يأمن لحاضره ويراهن على مستقبله عندما يصبح الإقصاء استثناء مقصورا فقط على من تلوثت أيديهم بالدماء وانخرطوا فى كتائب الإرهاب! ومن جانبى فإن صوتى سوف يذهب بلا تردد إلى من أشعر أنه يدرك وعن اقتناع أهمية الوحدة الوطنية وقيمة الانتماء العربى وضرورة تعضيد الروابط مع إفريقيا فضلا عن فهمه الكامل لحساسية التركيبة الاجتماعية وضرورات المواءمة بين محددات النمو الاقتصادى واستحقاقات العدالة الاجتماعية! وظنى أن هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن تحتاج إلى رئيس ليس مطالبا بتسديد أى فواتير لأحد حتى تتوافر له القدرة على حماية حقوق الوطن والمواطنين بأكثر من الحاجة إلى رئيس ربما لديه الحق فى الشعور بالظلم من الماضى وغايته الأولى أن يستعيد حقوقه أولا! خير الكلام: وسيفك راية للشعب تحدو.. وقولك دائما فصل الخطاب! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله