موافقة القمة الافريقية الأخيرة على تشكيل قوة افريقية من 7500 جندى لمواجهة هجمات الإرهاب المنظمة والممنهجة فى عدد من البلاد الافريقية، هو خطوة أعتقد أنها لن تكون الأخيرة. إذ أننا أمام تنظيمات متوحشة أشرت لنواياها مبكرا هنا منذ استيلاء الإخوان على حكم مصر عام 2012 وهى تهدد عددا من بلاد القارة السمراء تحت أسماء متعددة، منها شباب الإسلام فى الصومال، وبوكوحرام فى نيجيريا، والقاعدة فى بلاد المغرب العربى فى المغرب ومالى وموريتانيا، فضلا بالطبع عن أنصار الشريعة وغيرها فى ليبيا وتونس. حزام التطرف فى افريقيا خطير وهو يطوقنا من الجنوب والغرب على نحو مقلق. وما يضاعف من قلقنا وصول ممارسات التنظيمات الإسلامية الإرهابية إلى آماد مخيفة، منها الاستيلاء على معظم مقاطعة بورنو فى جنوب شرق نيجيريا، واجتياح مدن أعملت فيها القتل على نحو يفوق الخيال، ورسمت صورة كفكاوية قاتمة ومتأرمة حين أبادت الآلاف من سكان إحدى القرى النيجيرية وتركت أشلاءهم مبعثرة فى كل مكان وسط لهيب حرائق، وبقع دماء، لا بل وأثارت اندهاش العالم واشمئزازه حين استعرضت طوابير من الأطفال يحملون السلاح تمهيدا لمشاركتهم فى القتل فى إعادة إنتاج لصور حشد الإخوان الإرهابيين فى رابعة لأطفال يحملون الأكفان وآخرين يحملون البنادق. المواجهة تتسع، والسبعة آلاف وخمسمائة جندى الذين قررت القمة الإفريقية الرابعة والعشرين تخصيصهم لمواجهة الإرهاب بناء على توصية من المجلس التنفيذى (وزراء الخارجية)، قطعا غير كافين لحسم المواجهة مع الإرهاب، ولا يجب هنا التذرع بضيق ذات اليد، إذ ينبغى أن يكون إسهام مصر بقدر مسئولياتها ووزنها، ومكافئا لدورها فى مواجهة امتدادات الإرهاب التى تؤثر على (مجال) الأمن القومى المصري. وفى هذا السياق فإن واحدا من أكبر داعمى الإرهاب هو رجب طيب أردوغان يتجول الآن فى إفريقيا، وينبغى علينا أن نقلق من وجوده الذى يعنى تواصل (اهتمامه) بمجال أمن مصر القومى والذى يستمر حائما حوله. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع