يوافق اليوم الذكري الثالثة والأربعون لاستشهاد فارس العسكرية المصرية الفريق عبدالمنعم رياض الذي لقي وجه ربه علي الخطوط الأمامية للجبهة يوم9 مارس عام1969 في منطقة المعدية قرب حافة قناة السويس حيث كانت تدور أعنف اشتباكات بالمدفعية الثقيلة مع القوات الإسرائيلية المتمركزة شرق القناة. استشهد رجل كان شديد التواضع في مسلكه عظيم الاعتزاز بنفسه قريبا إلي قلب ضباطه وجنوده ولعل ذلك ما ساعده علي إنجاز ملحمة إعادة بناء القوات المسلحة من جديد عقب هزيمة5 يونيو1967 في زمن قياسي ومن ثم ينسب إليه جانب كبير من فضل ما حققته القوات المسلحة المصرية يوم السادس من أكتوبر عام1973 حيث يدرك كثير من العالمين ببواطن الأمور أنه أول من وضع ملامح خطة متكاملة للعبور بحكم موقعه كرئيس للأركان ثم جرت عليها تعديلات متتالية في السنوات الأربع التالية التي سبقت اليوم الموعود. كان عبد المنعم رياض صاحب التوجيه الاستراتيجي لقواته بأن المهمة الأولي التي ينبغي أن تواكب عملية إعادة البناء والشروع في المراحل المتدرجة للصدام والمواجهة تتمثل في إثبات زيف الأكذوبة التي صورت الجيش الإسرائيلي بعد معارك يونيو1967 بأنه جيش أسطوري لا يعرف الهزيمة. كانت مشاعر هذا الرجل تبعث الثقة في النفوس رغم ظلام اليأس بعد الهزيمة المفاجئة حيث كانت هذه المشاعر مزيجا من الواقعية في تقويم الأمور ورصيدا هائلا من اليقين في صحة حركة التاريخ التي تتجاوز أي نتائج مزعجة من تداعيات يوم الخامس من يونيو عام.1967 ولأن الرجل كان قيمة حقيقية وليس هالة مصنوعة فقد رأيت بعيني كيف انهمرت الدموع من عيون ثلاثة من كبار قادة القوات المسلحة لحظة وصول نبأ استشهاده حيث انخرط اللواء محرز عبد الرحمن مصطفي نائب مدير المخابرات الحربية لشئون المعلومات في بكاء مسموع داخل مكتبه بمبني القيادة المشتركة قبل أن يتجه إلي المكتب المجاور لرئيسه المباشر اللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية الذي كان في تلك اللحظة مجتمعا مع اللواء محمد عبد الغني الجمسي نائب مدير المخابرات الحربية لشئون الاستطلاع. وفي اليوم التالي كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتصدر مشهد الوداع للبطل الشهيد في جنازة شعبية وسط القاهرة غطت علي كل ترتيبات ومراسم الجنازة العسكرية لتتحول حادثة الاستشهاد إلي حدث تاريخي غير مسبوق. كل التحية لقواتنا المسلحة وأخص بالذكر جمعية المحاربين القدماء ورئيسها اللواء نبيل الخميسي بمناسبة احتفالات يوم الشهيد. خير الكلام: وفي السماء نجوم لا عداد لها.. وليس يكسف إلا الشمس والقمر! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله