وضعت الأزمة الاقتصادية فى فنزويلا نحو40 من كبريات الشركات الأمريكية فى فخ، حيث سببت اضطرابات أسعار صرف العملة الفنزويلية ال"بوليفار" مقابل الدولار خسائر كبرى لهذه الشركات بلغت مئات الملايين من الدولارات. وأوضح تقرير لوكالة أنباء "رويترز" أن هذه الشركات الكبرى تمتلك أصولا نقدية بالعملة المحلية فى فنزويلا يمثل إجمالى قيمتها 11 مليار دولار على الأقل، لكن التدهور الاقتصادى وتعدد الأسعار الرسمية لصرف البوليفار أمام الدولار سبب خسائر كبرى للشركات الراغبة فى تحويل أرباحها. وأشار التقرير الى أن السعر الرسمى الأساسى لصرف الدولار يبلغ 6,3 بوليفار، لكن السلطات الرسمية اعتمدت سعرين آخرين للدولار تحت مسمى "سيكاد 1" و"سيكاد 2" بنحو 12 بوليفارا و50 بوليفارا، ولجأت إليهما فى غالبية تعاملها مع الشركات الأمريكية، بينما قيدت عمليات التبادل بسعر ال6٫3 بوليفار إلى أضيق حد، فيما يتصل فقط بالغذاء والدواء. وتسبب ذلك فى خسائر طائلة للشركات الأمريكية، وعلى رأسها شركة كبرى تستثمر فى فنزويلا التى تعد الأكثر تهديدا نظرا لحجم استثماراتها الضخم فى فنزويلا بنحو مليار ونصف المليار دولار. وكشفت عدة شركات أخرى عن خسائرها، حيث أكدت شركة فورد للسيارات أنها تكبدت خسائر بنحو 800 مليون دولار، أما شلومبرجر لخدمات الطاقة فقد تكبدت 472 مليون دولار. وأشارت بعض المؤسسات المالية الأمريكية العاملة فى فنزويلا إلى أنها تواجه صعوبة شديدة فى تحويل أرباحها إلى الدولار من خلال النظام الحكومى، فيما كشف أحد هذه البنوك عن أنه فشل فى شراء الدولار من الحكومة الفنزويلية منذ عام 2008.