فى أحدث تقرير لدار الإفتاء حول عقيدة الذبح عند تنظيم «منشقى القاعدة» المعروف بداعش أكد التقرير أن المرجعية الفكرية التى يستند إليها تنظيم منشقى القاعدة فى الذبح ترجع إلى فكر الخوارج الذين كانوا أول من فعل هذه الفعلة الشنيعة فى الإسلام؛ حين أوقفوا الصحابى عبدالله بن خباب بن الأرت فسألوه عن أبى بكر وعمر وعثمان وعليَّ رضوان الله عليهم أجمعين؛ فأثنى عليهم خيرًا، فذبحوه فسال دمه فى الماء، وبقروا بطن امرأته وهى حامل. وأكد التقرير أن قطع الرءوس ممارسة قديمة عرفتها البشرية بمختلف أجناسها وثقافاتها، وأن هذه العملية اللاإنسانية كانت معروفة لدى بعض العرب فى الجاهلية، وبعد أن جاء الإسلام لم يثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه حُمل إليه رأس كافر بعد قطعه، ولا أنه أمر بحزِّ الرءوس، بل إن النصوص الشرعية لم تؤسس لمثل تلك العقيدة التى ينتهجها تنظيم منشقى القاعدة فى القتل والذبح والتمثيل. وحول الأسباب التى تدفع هذا التنظيم إلى ارتكاب مثل هذه الفظائع التى تذكرنا بما فعله التتار والمغول حين دخلوا المدن الإسلامية، وعلى رأسها بغداد آنذاك، أوضح تقرير دار الإفتاء أن أبرز هذه الأسباب هي: إشباع سادية القائمين على التنظيم الذين أدمنوا رؤية الدماء، فأصبحت رؤية هذه الرءوس المقطوعة عامل نشوة لهم تمامًا مثل مدمنى المخدرات. ومن ثم التأثير على الأهالى حتى يأتمروا بأمرهم وينضووا تحت سلطانهم. بالإضافة إلى رفع معنويات المقاتلين فى صفوف التنظيم بإظهار قوة التنظيم وجبروته. كذلك إيصال رسالة لأعداء التنظيم بأن هذه هى نهاية من يعاديهم وأن قطع الرءوس والتمثيل بالجثث جزاء من يحاربهم. فضلاً عن شن حرب أعصاب، باستخدام وسائل الإعلام المختلفة حتى يصل الخبر بكل مقوماته العنيفة لجميع أنحاء العالم. وكشف التقرير أن التنظيم الإرهابى أصدر فتوى تبيح لمقاتلى التنظيم ذبح كل من يخالفهم، حيث نصت الفتوى على أن: «الذبح فريضة إسلامية غائبة» وقد استدل التنظيم بعبارة من حديث نبوى شهير: «جئتكم بالذبح»، دون الوقوف على مدلولاته وسياقه. وخلص التقرير إلى أنه لم يرد نص شرعى صحيح صريح يدل على جواز ذبح العدو حيًّا، فضلاً عن أن يكون سنة نبوية متَّبعة! وأن النصوص وردت بالتفريق بين القتل والذبح، وجعلت الذبح خاصًّا بالبهائم والطيور للتذكية. وأكد التقرير أن ما تتداوله وسائل الإعلام من تصرفات هذا التنظيم الإرهابى فى كيفية قتل معارضيه، لا يمتُّ للإسلام بأدنى صلة.