«الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية ».. هكذا تعلمنا على مر الزمان.. مابين أسرنا الكبيرة الممتدة وفى بيوت العائلات، وبعيدا عن البيوت والموروثات أكدت الدراسات أن الاختلاف فى الرأى هو أحد الأسباب الرئيسية التى تساعد على التواصل الصحى بين أفراد الأسرة والمجتمع خاصة، اذا كان مبنيا على أسس من الاحترام المتبادل و تفهم وجهة نظر الآخر، و لكن ظهر جليا فى الآونة الاخيرة خاصة بعد ثورة 25 يناير محاولة فرض الرأى سواء بالعنف او تبادل الاتهامات او الالفاظ و السباب عبر صفحات التواصل الاجتماعى وبعض شاشات الفضائيات، ووصل الخلاف والصدام الى فقد بعض الاصدقاء لأصدقائهم، ولم تسلم الأسرة من هذا الخلاف وفى ظل عدم الوعى السياسى الكافى بأسس الحوار و تقبل الرأى الآخر وقع أفراد الأسرة الواحدة ضحية لهذا الجهل الفكرى مما أدى الى اتساع الفجوة وعدم التواصل، وعن أسباب الخلاف وكيفية التواصل بهدف بناء وطن قوى مبنى على أسس سليمة من الحوار و ديمقراطية هدفها مصلحة الوطن و أمنه و استقراره كما أوصى الرئيس السيسى « اختلفوا فى الرأى سواء فى الفكر او الاعتقاد و لكن كونوا كتلة واحدة متجانسة لا يقدر عليكم احد « فاختلاف الرأى لا يفسد للود قضية. «أجيال.. ورا أجيال» ويرجع د.عماد مخيمر» أستاذ ووكيل كلية الآداب جامعه الزقازيق» أسباب الاختلاف السياسى و الانقسام و النزاع داخل الاسرة و المجتمع الى افتقاد الثقافة السياسية والوعى السياسى ويقصد بها معرفة الفرد داخل الأسرة للثقافة السياسية و ما يجرى فى العالم من أحداث، ومعرفه المنظمات السياسية العالمية ودورها كمجلس الامن والامم المتحدة و جامعة الدول العربية و الاتحاد الاوروبى و الافريقى وغيرها من المنظمات السياسية و الاجتماعية فى العالم أيضا افتقاره الى التنشئة السياسية، وتعنى عدم تربيته القيم الديمقراطيه أواحترام معتقدات وآراء الآخرين وعدم احترام الرأى و الرأى الآخر وعدم اتقان واحترام العمل، ففى التنشئة السياسية أبناء نجد أنهم يشبون وينتمون الى نفس التوجهات السياسيه لآبائهم وأجدادهم، فلدينا عائلات و اسركاملة تنتمى للاحزاب الوفدية و اليسارية و الناصرية،و هو نفس مايحدث بأمريكا حيث إن الأبناء والآباء والأحفاد ينتمون الى الحزب الجمهورى أو الديمقراطى على سبيل المثال. وهنا يؤكد د. مخيمر أهمية دور الاسرة والجامعة والاعلام والاحزاب السياسية فى العمل على نشر الوعى والثقافة السياسة لدى الابناء والشباب ونشر فكر التعددية الحزبية والحوار واحترام معتقدات وتوجهات الآخرين، وأن يكون هدف كل الاحزاب وعناصر المجتمع المدنى هو احترام مدنية الدولة، واحترام حقوق الافراد فى اختيار اتجاهاتهم، بشرط عدم الاضرار بنظام الدولة، فكل يعمل فى اطار منظومة متكاملة للرقى ونهضة الوطن. أيضا للآباء دور فى القيام بدورهم فى تثقيف الأبناء سياسيا وفى عرض الأحداث السياسية ومناقشتها بحيادية، فاذا ماكان أحد الزوجين ينتمى لحزب أوتيار معين، فليس على طرف أن -يحاول تطبيع- أو فرض رأيه على الآخر، كلما زادت او اتسعت المشاركة السياسية الايجابية و التى هدفها مصلحة الوطن وأمنه و استقراره كلما قل الخلاف حيث يتم دمج الطاقات البشريه فى أنشطة سياسية واجتماعية واحدة لبناء هذا الوطن القوى، والخلاف السياسى بالطبع-لا يفسد للود قضة. أبناؤنا.. علماء وشعراء وتقول:د.آمنة نصير استاذ الفلسفه والعقيدة الاسلامية بجامعة الازهر» عدم قبول الآخر والاختلاف دليل على أننا لم ننضج بعد، و قد أصبحت المشكلات متوغله وواضحه وجلية فى كثير من البيوت المصرية سواء فى مجال االسياسة أوالفكر أو حتى اللامور الحياتية العادية، ووصلت الى حد النزاع والشروخ وقطع الارحام، وهذا الاختلاف ظهر بعد حكم الاخوان الذى أفقد الشعب المصرى صوابه فى أثناء حكمهم الفاشل، فإن الحل يكمن فى تطوير واعادة تأهيل طالب الجامعة للحياة العلمية و الإنسانية ، ونطالب بتدريس مادة الاجتماع و العقائد الفلسفية و دراسة العلوم الانسانية لجميع طلاب الطب و الهندسه و الصيدلة وحتى يكون لديهم الجانب الانسانى و الفكرى، والعاطفى بجانب شهاداتهم العلمية و لنأخذ ابن سينا طبيب القرن ال18 و ابن الهيثم مثلين لكثيرين من العلماء كانوا علماء وأطباء وشعراء وفلكيين ولنأخذ من كل هؤلاء قدوة. وأناشد الاسرة المصرية أن تعكف على الميثاق الغليظ، وأن تبتعد عن كل ما يمزق أعمدة الحياة الزوجية من السكن و المودة والرحمة حتى يكون لدينا أطفال وشباب قادرين على بناء واقامة وطن قوى، ولن يتحقق ذلك الا بعودة الهدوء و عدم الخلاف من أجل فكر أوحزب أو قضية سياسية أو جماعة. أن بناء الاسرة و استقرارها أعظم من كل الهرج الذى يدور، وما يحدث «من جماعة» ما هو الا تجارة بالدين و اللهث وراء الحكم، «و لا تنازعوا فتفشلوا و ارحموا أسركم و مجتمعكم». د.محمد رجائى استشارى الصحة النفسية يقول: لأن داخل الأسره الواحدة أعمارا وأجيالا وثقافات وانتماءات فكرية وسياسية مختلفة لابد من الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة الواحدة وتقديم مصلحة الوطن على كل المصالح، وتقبل فكر كل طرف وانتماءه وأفكاره طالما كانت مشروعة مع وجود مرجعية دينية ثابتة من القرآن أو الانجيل «كل حسب عقيدته»، وليكن هدفنا جميعا بناء هذا الوطن.