يو يانغ في الرابع عشر من يونيو 2025، احتفلت الصين بيوم التراث الثقافي والطبيعي. وفي هذا اليوم المميز، نظم متحف شرائح الخيزران والخشب (هي شرائح من الخيزران أو الخشب كان يستخدمها الصينيون القدماء للكتابة قبل اختراع الورق.) بمقاطعة قانسو فعالية بعنوان "رحلة البحث عن شرائح الخيزران والخشب، معًا نحمي الكنوز"، شاركت فيها 20 مجموعة من أولياء الأمور والأطفال الذين تحولوا إلى "فرق خاصة لحماية التراث"، وخاضوا تجربة عبور بين الماضي والحاضر، في دور علماء الآثار وخبراء ترميم الآثار، لاستشعار عظمة إنجازات اكتشاف الشرائح الخيزران والخشب تحت رمال الصحراء. منذ افتتاح المتحف في سبتمبر 2023، وخلال عامين فقط، نظم المتحف العديد من هذه الفعاليات الغامرة، ليصبح "ترند" للزوار، ونجحت شرائح الخيزران والخشب المنقوشة التي تعود إلى أكثر من ألفي عام في أن تصبح نجمة السياحة الثقافية الجديدة. كيف كان القدماء يعملون قبل ألفي عام؟ في متحف الشرائح الخيزران والخشب، يمكننا من خلال مخطوطات أسرة هان التعرف على كيف كانت حياة الموظفين آنذاك: نظام صارم لتسجيل الحضور، ولا بد من تقديم طلب رسمي عند طلب الإجازة، ومن يغيب عن العمل يُسأل من قبل "المدير"؛ وأثناء لحظات "الاسترخاء" كانوا ينشغلون برسم التنانين، والطواويس، والأرانب الصغيرة لتسلية الوقت؛ أما في المهام الرسمية، فلم يكن هناك نظام التعويض بالفواتير، وكان نظام "الدفع المشترك" شائعًا، وكان لا بد من تسجيل كافة المصاريف بدقة على شرائح الشرائح الخيزران والخشب... تخيلوا معي الموظف المعاصر وهو يرى هذه التفاصيل، ثم يجد في متجر المنتجات الثقافية مغناطيس ثلاجة مكتوب عليه "نختار يومًا مناسبًا ثم نعود للعمل" بنفس خط الإجازة القديم – كيف لا ترتسم الابتسامة على وجهه؟ هنا، يلتقي الماضي بالحاضر، ويشعر الناس باتصال روحي وعاطفي عبر العصور. لم تعد الشرائح الخيزران والخشب غامضة وصعبة الفهم، بل أصبحت جسرًا للحوار بين الإنسان الحديث وأسلافه. وهكذا خرج الكثير من الزوار بهذا الانطباع المدهش: "ما أقرب هذا المتحف من حياتنا اليومية!" وهو أيضًا متحف "عصري": عند دخول الموقع الرسمي، تظهر أمامك رسوم متحركة قصيرة ذات طابع صيني راقٍ، تترك انطباعًا أوليًا رائعًا؛ أما في الداخل، فالمساحات واسعة والتصميمات هادئة؛ كما تسهم تقنيات الإسقاط ثلاثي الأبعاد (هولوجرام)، والواقع المعزز (AR)، وغيرها من الوسائط المتعددة، في إبراز تفاصيل التاريخ وخلق أجواء غنية بالإحساس التاريخي. كما يوفر المتحف العديد من الأنشطة التفاعلية؛ فإلى جانب الكتابة على الشرائح الخيزران والخشب، يقوم المتحف أيضًا بدوره التعليمي والثقافي عبر تنظيم أنشطة مجتمعية وتعليمية مثل "مغامرة البحث عن الكنوز". إن بذور الثقافة تزرع بهدوء في قلوب الأطفال من خلال محاكاة حقيقية لعمليات التنقيب، والترميم، والحفاظ على الآثار. وخلال الأعياد والمناسبات الرسمية في الصين، يصمم المتحف عروضًا مسرحية غامرة تحاكي الكهوف، وألعابًا تفاعلية، واستعراضات أزياء الهان، وأسواقًا تقليدية بطابع عتيق، ليأخذ الجمهور في رحلة فريدة عبر الزمن. كما أن التعاون المشترك "الترند" هو وسيلة فعالة لاختراق الدوائر وتوسيع الشهرة، وقد أتقن متحف الشرائح الخيزران والخشب هذه المهارة. فمنذ افتتاحه، تعاون مع قناة قانسو الفضائية لإنتاج برامج مميزة مثل "قاعة محاضرات طريق الحرير"، كما أقام معارض وثائقية بالتعاون مع المكتبة الوطنية وغيرها من المؤسسات البحثية الكبرى، مستفيدًا من ميزة "موطن شرائح الخيزران والخشب" الفريدة، ليواصل تعزيز حضوره وشعبيته. لقد نجح متحف شرائح الخيزران والخشب في تحقيق هذه المعادلة النادرة: أن يكون قريبًا من الناس دون أن يفقد جديته كمتحف تاريخي، ليجعل من الآثار التي تبدو "معقدة" أو "غير مألوفة" شيئًا مفهومًا، ومحبوبًا، ومحل اهتمام من قبل الجماهير العريضة.