بعيدا عن اللغط الدائر حول دعوة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى ومحاولات القفز على الحقيقة بالادعاء الكاذب بأن ذلك يعكس توجها للانقضاض على النصوص المقدسة فإن السبيل الوحيد لتعرية هذه المزاعم يبدأ - من وجهة نظرى - بالدعوة إلى تجديد الفكر وليس مجرد تجديد الخطاب لأن تجديد الفكر هو الذى سيؤدى - تلقائيا - إلى إنتاج خطاب دينى مستنير يواكب العصر ويملك القدرة على مواجهة موجات الكراهية المتصاعدة ضد الإسلام والمسلمين استنادا إلى شماعة الفكر المتطرف والسلوك الإرهابى لبعض الفصائل الشاردة التى تزعم انتسابها للإسلام. لا أحد يتحدث عن تجديد أو تغيير فى أصول الدين وثوابته وإنما المطلوب هو مراجعة وتنقية أساليب ولغة الدعوة والوعظ والإرشاد وقصر هذه المهمة على المؤهلين علميا وفقهيا القادرين على نشر المبادئ السمحة للإسلام والغايات العظيمة فى مقاصد الشريعة بمفردات تخلو من أى تأويل وتضع خطوطا فاصلة بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام. أتحدث عن تجديد الفكر الدينى من خلال رؤية واسعة وشاملة لا تقتصر على أئمة الأزهر وحدهم وإنما بمشاركة رموز العلم والفكر والثقافة باعتبار أن التجديد المطلوب ليس مسألة دينية بحتة وإنما دعوة للإصلاح والتطوير والحداثة من أجل رفع شأن الأمة الإسلامية وتقوية مناعتها استجابة لقول المولى عز وجل: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ». ويخطيء من يظن أن الدعوة لتجديد الفكر الدينى تعنى - من قريب أو بعيد - أى خروج على الثوابت المنصوص عليها فى القرآن الكريم أو تلك الواردة فى الأحاديث النبوية الصحيحة والمتفق عليها وإنما هى دعوة لإبراز جوهر الدين ومقاصده التى تقوم على التسامح واحترام المسلمين لم يختلفوا معهم سواء فى العقيدة أو فى نمط الحياة وبما يقطع الطريق على المزاعم الباطلة التى يستند مروجوها إلى فتاوى تصدر عن بعض الجماعات التكفيرية ذات السلوك المعوج. وظنى أن نجاح الدعوة من أجل تجديد الفكر الدينى سوف يمثل ضربة قاتلة ومزدوجة ضد المتعصبين المعاديين للإسلام سواء كانوا من المتربصين بأمتنا فى الغرب أو ممن يعيشون بين ظهرانينا ولا يفهمون حقيقة الإسلام. خير الكلام: كلمة الحق سيف قاطع فهى ملاذ المظلوم ولجام الظالم ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله