عادت للصدارة مرة أخرى الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتى سبق وأن نشرتها صحيفة دنماركية 2006 وذلك حين اقتحم إرهابيان مبنى صحيفة فرنسية وقتلا عددا من العاملين بها، انتقاما من موقفها من هذه الرسوم واصرارها على إعادة نشر رسوم مسيئة.. واستفز هذا الحادث الشعب الفرنسى وقيادات العالم ضد هذه الجريمة الشنعاء، واصطفت الرموز العالمية كإشارة رمزية وواقعية لمواجهة هذا التطرف الممقوت والسلوك الجانح المرفوض، وتحول الموقف من تطرف إرهابى إلى ادانة واضحة وصريحة ضد الفكر الدينى المتطرف الذى يتنافى مع قيم الدين الصحيح، وهى الفكرة التى أكدها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه بمناسبة المولد النبوى الشريف. وما أريد أن اقوله هو أن الدول الإسلامية لم تتخذ موقفا سريعا تجاه الصحيفة الدنماركية، وقتها إلى أن انفجر الغضب من جماهير المسلمين فبادرت الأنظمة بامتطاء الغضبة كالعادة. كما أن الدولة الأوروبية لم تعتذر، أو حتى تلوم الصحيفة ارتكانا إلى حرية التعبير وحرية الصحف، وعدم التدخل فى الشئون المتعلقة بالرأي. وقد بحثت وقتها عن هؤلاء الذين يصدعون رءوسنا بحرية التعبير فلم أجد لهم صوتا، وكأنهم دخلوا فى سرداب مظلم وأغلقوا عليهم الباب، فلم اقرأ إدانة للموقف، أو الصور المسيئة.. وإننى أتساءل: كيف يدخل التطاول على المقدسات والأنبياء فى باب «حرية التعبير»؟ إن السخرية والتحقير والتهكم تعصب دينى وفكرى ممقوت ومدان هو الآخر. وأتذكر هنا كيف غضب الغرب، وهاجم الإسلام هجوما عنيفا حين حطمت طالبان تمثال بوذا، واعتبرت ذلك ازدراء للأديان، فى الوقت الذى أهمل الرسوم المسيئة بل، وأدان غضبة المسلمين لنبيهم!! وسؤالى: ما الذى يمكن أن يحدث لو تجرأت صحيفة على انتهاك الثابت من المعتقد الإسرائيلى كالمحرقة أو السامية؟.. الحقيقة وقتها ستبادر الدولة بالاعتذار الفوري، وبمحاكمة من تجرأ على هذا الفعل، أين حرية التعبير إذن؟ ولماذا يقف الغرب هذا الموقف المثير للخجل، هل يتصور الغرب أننا بهذه السذاجة سنصدق أنه يحمى حرية التعبير فى الوقت الذى يجيش فيه اتباعه للهيمنة وتحقيق أهداف سياسية، وتبنى الفكر المتطرف، لتنفيذ مخططاته!! وماتنظيم «داعش» ببعيد!! إن صانع الكراهية والتطرف والعداء لايلوم إلا نفسه حين تعاود الأفعى مسارها إلى »حاويها« مرة أخرى فتصيبه فى مقتل!! الأديب محمد قطب