إن العداء للاسلام قديم, والاساءة إلي الرسول( صلي الله عليه وسلم) موصولة كان آخرها هذا الفيلم المسيء للرسول والذي أحدث غضبا عنيفا لدي المسلمين وكان وراءه عدد من الموتورين دينيا ويسعون إلي إحداث فتنة طائفية,ويهدفون إلي إقامة وطن قومي قبطي في صعيد مصر, يحركهم في هذا التوجه حقد علي الاسلام والانقياد لبعض اليهود الذين يهدفون إلي تفكيك المسلمين وتهميش الاسلام. ولقد استخدم الغرب الفن في الإساءة إلي الرسول( صلي الله عليه وسلم) فقدموا أفلاما تحرض علي الاسلام, وتصوره عدوا للمرأة, وداعيا للإرهاب,.. ففي فيلم هولندي بعنوان( الخضوع) عرض لنساء منتقبات عاريات مكتوب علي أجسادهن بعض آيات القرآن.. كما دخل الفن التشكيلي دائرة العداء, ففي الدنمارك صور البعض الرسول بإرهابي بضع القنابل في عمامته او يربط حزاما من المتفجرات علي وسطه.. والغرب تحت ستار الحرية استهان بالأديان لكنه لا يجرؤ علي المساس بما يروجه اليهود كالمحرقة, وأفران الغاز, ذلك لأن لليهود قوتهم المادية الطاغية.. في حين يمتلك المسلمون الحناجر العالية!! إن الأنظمة الاسلامية لم تتخذ موقفا ما تجاه هذه الاساءات, كاستدعاء السفراء, أو تفعيل المقاطعة الاقتصادية, انطلاقا من أن للاقتصاد حكمه في المواقف السياسية, ومن ثم لم يهتم الغرب بالغضب الاسلامي الزاعق, ولا بالاحتجاجات, ولم يقدم اعتذارا ولم يعاقب أصحاب الاساءة بحجة حرية التعبير, وعدم التدخل في مثل هذا الشأن وها نحن نرفع الصوت الزاعق, ونقتحم السفارات, وندمر الممتلكات, ونتعدي علي مؤسسات الأمن, ونروع الآمنين.. كأننا نجلد أنفسنا, ونعاقبها ونتغافل عمن قام بالاساءة. لقد صنعنا سحابة من الضجيج والصخب العنيف, ولم نتوقف لنتخذ موقفا عمليا يدعو إلي احترام الإسلام والمسلمين عن طريق العمل, والتمسك بالقيم الداعية إلي المحبة والتسامح والعمل من أجل إقامة حياة تتسم بالعدل والسلام وإلي أن يحدث ذلك ستمتد السحابة وتمتليء وتعجز عن حملها.. فتتساقط علي الرءوس آلاما وأحداثا دامية!! ان الإساءة إلي الاسلام ورموزه الكبري وقيمه الثابتة, نتاج التعصب الكامن ضد الاسلام في التوجه الغربي عامة, يؤكد ذلك ما يمكن أن يحدث لصحيفة أو قلم, أو صورة لو انتهكت الأساطير اليهودية كالسامية مثلا فجماعات الضغط اليهودي والإعلامي ومن في أروقة صناعة القرار سترغم أنظمة الغرب علي الاعتذار الفوري, وسينبري المسئول ليعتذر بل ويحاكم من يتجرأ علي هذا الفعل, إنه التعصب ضد الاسلام إذن؟ فمواقف الدول تجاه هذه الاساءات تختلف عن مواقف الأفراد فعلاقات الدول تحكمها أنظمة ومواثيق عالمية تؤكد علي حرية الاعتقاد وعدم ازدراء الأديان. ولا يصح القول بأن التطاول علي المقدسات يدخل في باب حرية التعبير.. قد تختلف وجهات النظر في الأبحاث والدراسات العلمية للمقدمات والهدف من البحث والمرجعية التاريخية.. والدينية, ويبقي للدرس العلمي مجالات الخلاف والرد.. أما السخرية والتحقير والتهكم فهو دليل علي تعصب ديني ممقوت.. موجه قصديا إلي الإسلام.. ولعلني أذكر القاريء الكريم كيف غضب الغرب, وهاجم الاسلام هجوما عنيفا حين حطمت( طالبان) تمثال بوذا واعتبرت ذلك ازدراء للأديان, وهو الآن يا للغرابة يدين غضبة المسلمين لنبيهم. إن الغرب يضمر في قلبه عداء حقيقيا للإسلام وعداؤه موصول من قديم وحتي الآن إن الضعف الذي حل بالمسلمين وراء تجرؤ الغرب علي الاسلام مما أدي إلي تكريس الخنوع والذي وصل إلي حد المطالبة بتغير المناهج والتخفيف من المنهج الديني وثمة كتب غربية رأت أن الاسلام بلاء, وسوط عذاب, وهو العدو الأول.. مع أن الدعوة إلي العنف في التوراة أمر واضح( يقول الرب أمت الرجال والنساء والأولاد وحتي الرضع والبقر..) ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في وصاياه( لا تغدروا ولا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا شيخا.. ولاتقطفوا شجرا..). إن ما طال الرسول من إساءات أمره يطول قال تعالي..( إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون)الحجر