نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: التحقيق مع 128 طالبا وطالبة بسبب الغش.. ولجان مفاجئة ب145 مركز شباب لرصد الانضباط    "موان" ينفذ عددًا من المبادرات في قطاع إدارة النفايات بموسم الحج    وزير الإعلام يزور جناح وزارة الداخلية في المعرض المصاحب لأعمال ملتقى إعلام الحج مكة المكرمة    مصدر رفيع المستوى: تلقينا ردودا من الفصائل الفلسطينية حول مقترح الهدنة    في غياب بيرسي تاو.. جنوب أفريقيا يصعق زيمبابوي بثلاثية بتصفيات كأس العالم 2026    الإسماعيلي يحدد سعر بيع عبد الرحمن مجدي (خاص)    دي بروين يوجه صدمة مدوية لجماهير الاتحاد    ضبط 7 محاولات تهرب جمركي في مطار القاهرة الدولي    استعدادًا لعيد الأضحى.. حملات مكثفة لمراقبة الأسواق وإنذار 7 مطاعم بالغلق في مطروح    رئيس جهاز شئون البيئة يكشف تفاصيل ضبط خراف نافقة في البحر الأحمر    أحمد عز يكشف سبب تقديم ثلاثة أجزاء من "ولاد رزق".. شاهد    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    أول رد من عريس الشرقية بعد فيديو ضرب عروسه في الفرح: «غصب عني»    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    «الأعلى للإعلام»: حجب المنصات غير المرخصة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأضحية لا تجزئ عن الأسرة كلها في حالة واحدة    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    محافظ جنوب سيناء يوجه بالبدء في تنفيذ مشروع المجمع الديني بنبق بشرم الشيخ عقب إجازة عيد الأضحى    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    عيد الأضحى في المغرب.. عادات وتقاليد    «الدفاع الروسية» تكشف أسباب تحطم طائرة "سو-34" خلال طلعة تدريبية    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 11-6-2024 في محافظة المنيا    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفون و أدباء و شعراء مصريون:متفائلون ب 2015..و2014 عام تضميد جراح الثقافة المصرية
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 12 - 2014

بين عام يرحل و آخر يقبل، لابد لنا فى هذه الأيام من كل عام أن نقف وقفة ننظر فيها بعين الحساب لما مضى وعين الأمل لما هو آت.
وبناء عليه فإن الكثير من المهام والآمال فى انتظار العام الجديد ، لا لترسم ملامح الساحة الثقافية فى مصر فقط و إنما لتعيد للبلاد الكثير من مكانتها العربية و الدولية فى مجالات الفكر والابداع.
الأهرام استطلعت آراء عدد من المثقفين والكتاب والأدباء والشعراء فى الحصاد الثقافى لعام 2014 وتطلعاتهم و أمانيهم لعام 2015.
بداية، عبر الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى عن أمنياته باكتمال مؤسسات الدولة فى 2015 ، وإجراء الانتخابات البرلمانية واتمامها بنجاح ، و أن تصل جميع التيارات السياسية الى البرلمان على اختلافها. كما أعرب عن أمنيته بأن تتمكن ثورتا الخامس و العشرين من يناير والثلاثين من يونيو من تحقيق أهدافهما بالكامل فى العام الجديد ، و أن تنجح مصر فى تحقيق نهضتها الحديثة على مستوى الثقافة ، و أن تنهض من كبوتها ، و أن تستأنف فى العام الجديد العمل على ترسيخ الأسس التى وضعها آباء النهضة الأولى أمثال الدكتور طه حسين ومحمود عباس العقاد ومحمد عبده وعلى مبارك وأحمد لطفى السيد وعلى عبد الرازق و قال أيضا إنه يجب علينا أن نضع حدا لأوهام الجماعات المتاجرة بالدين ، وأن نغلق الباب أمام الحديث عن اقامة دولة الخلافة و أن ننقى الدستور من المواد التى تفتح الطريق أمام الأحزاب السياسية “السلفية” التى لا تقل فى خطورتها – فى رأيه - عن جماعة الاخوان الارهابية..
كما عبر حجازى عن أمله فى أن تستعيد المرأة حقها فى المساواة الكاملة مع الرجل فى كل شيء ، وأن تصبح حقوقها الانسانية واقعا ملموسا وليس مجرد كلام. كما شدد على ضرورة فتح الباب أمام حرية الإبداع و التفكير

أما الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى ، فقد أعرب عن آماله للعام الجديد ، وهى أن تحل قضايا الجماهير، وأن تحسم مصر معركتها ضد الإرهاب.
وقال إنه رغم الظروف السياسية التى مرت بها البلاد فى عام 2014، والتى كانت فى مجملها متقلبة و متغيرة ، وهى عادة لا تتيح للمبدع أو الكاتب ذلك الهدوء المطلوب من أجل أن يكمل مسيرته الابداعية، إلا أن ذلك لم يحدث فى مصر، حيث رأينا شباب الشعراء والروائيين يتألقون بأعمال جديدة كلها مستلهمة من الأحداث العامة و هموم السياسة و الوطن. لكنه اعتبر أن عام 2014 على مستوى المسرح لم يأت بجديد يذكر. أما على مستوى السينما، فقد أشاد الخال بفيلم المخرج وحيد حامد المستوحى من رواية فلان الفلانى . هذا إلى جانب بعض الأعمال التليفزيونية المميزة التى شاهدناها هذا العام مثل سجن النسا. وقال إن هذا الانتاج الفنى فى كل الأحوال لا يعبر عن كافة أنواع الإبداع و الفنون الموجودة فى مصر و التى لا نظير لها فى أى بلد عربى آخر.

من جانبه،عبرالكاتب والروائى يوسف القعيد عن أمنياته لمصر بالاستقرار أو على أقل تقدير أن تعرف طريق الاستقرار، لأن استمرار الأوضاع على ما هى عليه الآن لا يبشر بإنتاج أو تقدم.
وللثقافة المصرية تمنى القعيد أن يتبنى رئيس الدولة شخصيا مشروعا حقيقيا لمحو أمية المصريين، موضحا أنه من المستحيل أن تنهض دولة لا علاقة ل 40% من أبنائها بالثقافة ولا يدرون كيف يتعاملون معها..
كما أعرب عن أمنياته بأن يوضع حجر الأساس لمتحف نجيب محفوظ الذى تمر عشر سنوات على رحيله فى 2016 . و تمنى القعيد النجاح لمؤتمر الرواية العالمى المزمع عقده فى فبراير المقبل .. وأن يعيد معرض القاهرة الدولى للكتاب لمصر دورها الثقافى الرائد. وطالب الدولة بدعم مشروع مكتبة الأسرة لما يمثله من أهمية شديدة بالنسبة للمصريين الذين يتواصلون مع الابداع بثمن زهيد من خلاله. كما أعرب عن أمنياته بأن يعود الانتاج السينمائى الحقيقى إلى مصر وأن تعود المسارح المصرية للعمل مرة أخرى بالشكل اللائق بها، مشددا على أن التطرف لا يجد له مكانا فى بلد توجد به حركة ثقافية حقيقية..
وعلى المستوى الشخصى ، تمنى القعيد أن ينتهى من كتابة روايته الجديدة التى اختار لها مبدئيا اسم “ كل الأشجار تثمر الحنظل”.
وعن 2014 ، يقول القعيد إنها كانت عام تضميد جراح الثقافة المصرية بعد جراح التغيير التى مرت بها البلاد..
وأشار إلى أن أهم ملامح 2014 أنه كان عام الانفجار الإبداعى عند الشباب، إلا أن هذا الإبداع لم تواكبه نهضة نقدية ملائمة له..
وحذر القعيد من أن ظلال الاخوان مازالت موجودة فى العديد من مواقع الدولة ، ومازالت على عدائها و رفضها للمثقف المصرى . وقال إن ثمة مخاطر تحيق بمجتمعنا من الضرورى الالتفات إليها, لأننا بكل أسف أصبحنا مجتمعا استهلاكيا و غير قاريء.

من جانبه ،عبر الدكتور محمد عنانى أستاذ الأدب الانجليزى عن أمنيته بأن يرى فى عام 2015 المزيد من الأعمال الأدبية العربية المترجمة للغة الانجليزية، لأن هذه الأعمال تعمل على تصحيح نظرة المجتمع الغربى للشرق . وقال : صحيح أن هناك العديد من الأعمال العربية المترجمة إلى الفرنسية ، لكنها ليست كافية لسد هذه الفجوة, فى حين أن اللغة الانجليزية اليوم هى اللغة العالمية الأولى..
وضرب عنانى مثالأ على ذلك أنه بمجرد ترجمة عدد من القصص القصيرة لجمال الغيطانى فى عام 2000 ، ترجمت بعدها إلى الألمانية فى غضون ثلاثة أشهر فقط..
كما قال عنانى إنه يتمنى أن يعود المسرح القومى لتقديم روائع المسرح العالمى من جديد، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أننا لدينا تراث مسرحى عظيم لم يلق حظه من الرواج اللائق به، مثل مسرحية رعية السلطان لفوزى فهمى . وأكد أن أعمال كبار رموز الأدب العربى مثل أحمد شوقى وعزيز أباظة لم تقدم حتى الآن على المسرح بالشكل اللائق.

ويرى الدكتور محمد عنانى أستاذ الأدب الانجليزى أن عام 2014 كان يستحق لقب “عام الاستقرار الثقافي”، لأن كل توجه ثقافى فى الدولة وجد الطريق الصحيح له . وضرب على ذلك مثلا بالجامعات المصرية التى عقدت مؤتمرات علمية دولية. وقال إنه على الرغم من أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فإنها تدعمت بشكل واضح هذا العام . فمثلا عقدت مؤتمرات فى موضوعات جديدة على الجامعات المصرية مثل التنمية الثقافية والصناعية واستغلال الثروات والحفاظ على البيئة، هذا إلى جانب المؤتمرات الثقافية المعهودة . وقال إن من بين أهم هذه المؤتمرات مؤتمر جامعة القاهرة للأدب المقارن ومؤتمر الأزهر الدولى الذى ضم ممثلين عن كل الأديان.
وقال عنانى إن لهذه الظواهر التى شهدها 2014 عدة دلالات, أهمها: أولا ارتباط الجامعة بالمجتمع, بعد ما شهدته تلك العلاقة من اضطراب فى السنوات الماضية .ثانيا : ارتفاع مستوى الوعى لدى الأكاديميين بضرورة الارتباط بمشاكل الحياة اليومية ومحاربة الانعزال، مشيرا إلى أن العزلة ولدت فراغا شغله دعاة التكفير والهجرة الذين وجدوا لمذهبهم مكانا فى مصر فى الثمانينيات، ثم عاد ينحسر مرة أخرى . ثالثا: المؤتمرات تصب فى مسار الحركة الثقافية المجسدة ؛ حيث عادت هيئة الكتاب تصدر الكتاب العربى المترجم للانجليزية . وشدد على أن مثل هذه الأعمال المترجمة تصحح صورة مصر والاعلام والعرب فى الخارج. . وأضاف أن التركيز هذا العام فى مكتبة الأسرة كان ينصب على الكتب الموجهة للشباب . وقال أيضا إن الفنون الأدائية هذا العام تميزت بنهضة مسرحية ناشئة . كما أن مهرجان السينما هذا العام كان دعوة للعالم للاطلاع على الفنون المصريةالأصيلة. وأشار عنانى أيضا إلى أن 2014 أيضا تميز باتساع النشاط الثقافى فى جميع أنحاء مصر فى أسيوط و أسوان وسوهاج مثلما كان فى البحيرة ودمياط و المنصورة ، مؤكدا أن هذه الخطوة تحسب لصالح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة
أما الكاتبة و الأديبة سكينة فؤاد، فأكدت تفاؤلها الشديد بعام 2015 لما رأته من مبشرات حقيقية فى عام 2014 و ذلك فى كل المجالات، و ليست الأدبية فقط.
وقالت إن ثمة إرهاصات بإبداعات جديدة هى أولا و أخيرا نتاج للثورة فى مصر . وأشارت إلى أن هناك الآن إبداعات بأقلام الشباب تنم عن جدية وعمق وقراءة إنسانية واعية للسياسة . وقالت إن هذه المجريات على الساحة ما هى إلا مقاومة حقيقية لحركة التجريف التى ظلت مصر تعانيها طوال السنوات الماضية . و لهذا ، فقد أثبتت الثورة أن هذا الشعب لم يمت .و رأت أن 2014 حملت مشهدا شديد الأهمية وهو إشراق شمس الشباب على المشهد السياسى بعد طول غياب وحرص القيادات على الاستماع إليهم .. وجرى فى هذا الإطار لقاءاتالقيادات السياسية بشباب الإعلاميين وأصحاب الابتكارات العلمية والمخترعين..
وعبرت عن أمنياتها بأن تتغير فى مصر ثقافة الاستعانة بالشباب فى المناصب الحكومية على سبيل الديكور والزينة لا أكثر، مشيرة إلى أن الأجيال الكبيرة صاحبة الخبرة هى أيضا فى حاجة إلى الأجيال الشابة و تتعلم منها.
وأشارت إلى أنها استشعرت فى الإنتاج الثقافى والإبداعى المقدم أخيرا على الساحة مذاقا شبابيا جديدا . وهو ما يحتم على القيادات فى مختلف المواقع إدراك حقيقة مهمة جدا وهى ضرورة خلق أجواء من الحوار والتكاملية و تبادل الاحترام و التقدير بين الأجيال الكبيرة وأجيال الشباب لأنه للأسف ، صارت العلاقة فى مرحلة من المراحل أقرب للصراع وهو ما يجب أن يختفى تماما فى 2015 من أجل مصر أفضل.
ولعام 2015 ، تمنت فؤاد أن يكون بحق عام ازدهار قصور الثقافة فى جميع محافظات مصر . لأننا للأسف حتى هذا اليوم مازلنا نعانى مركزية العاصمة التى تغلق الباب فى وجه فيضان من مواهب أبناء الأقاليم . وأشارت فى هذا الصدد إلى أنه وفقا للدستور فإن الشباب لهم مساحة فى الحاضر والمستقبل.

من جانبه عبر الكاتب والروائى محمد المنسى قنديل عن أمنياته لمصر فى العام الجديد بالمزيد من الاستقرار والخير ، و أن تكون البلاد قادرة على تجاوز ما تعانيه من مشكلات ومتاعب . كما عبر عن أمله فى أن تؤتى المشروعات الكبيرة التى انطلقت فى مصر فى 2014 ثمارها فى العام المقبل ، بما فى ذلك مشروع قناة السويس الجديدة و مشاريع استصلاح الأراضى و إصلاح الطرق و غيرها.
وفيما يتعلق بالحياة الثقافية، عبر قنديل عن أمنيته أن تصبح الثقافة فى العام الجديد هى أحد أهم اهتماماتنا وأولوياتنا و أن يتسم العام 2015 بالمزيد من الحراك الثقافى، بما يسمح لمصر الثقافة والحضارة أن تولد من جديد.
وعبر قنديل عن تفاؤله فيما يتعلق بمجال الرواية تحديدا، مؤكدا أن الساحة الروائية فى مصر اليوم غنية جدا و تبشر بمستقبل أدبى رائع. وقال إن هناك أسماء بعينها يتوقع لها شخصيا أن تثرى المكتبة الروائية فى مصر مثل طارق إمام ومحمد ربيع ونائل الطوخي.
وأشار إلى أن هناك تنوعا فى الكتابة الروائية على العكس من الاعتقاد السائد بأن الرواية تأخذ اتجاها معينا وهو اتجاه الإثارة و التشويق و الرعب.
وأكد أن الدولة عليها الكثير لتفعله فى العام المقبل من أجل إثراء الحياة الثقافية فى مصر، مشيرا إلى أن هذا المجال أيضا يتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية . لأنه من حق الجميع أن يقرأ ويطلع . وشدد على ضرورة التركيز على توصيل الثقافة لمختلف محافظات مصر و ربوعها . وذلك من خلال إعادة العمل الجاد لقصور الثقافة بمختلف المحافظات فى مصر. وعن 2015 فيما يخصه شخصيا، قال قنديل إنه ينتظر فى العام الجديد صدور روايته الجديدة ( كتيبة سوداء) ، والتى يجرى العمل الآن على إنهاء طباعتها تمهيدا لنزولها الأسواق قريبا.

من جانبه عبر الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة عن تفاؤله الشديد بأن يكون عام 2015 فاتحة خير على الحياة الثقافية فى مصر . وناشد الأدباء والمثقفين أن يتكاتفوا ويكثفوا من جهودهم من أجل عقد المزيد من الندوات و المؤتمرات لحسم القضايا الثقافية المعلقة . وقال إن الهدف من عقد مثل هذه الأحداث الثقافية هو إحداث حالة من الحراك.
وأشار إلى أن عام 2014 يغادرنا بحدث شديد الأهمية هو مؤتمر أدباء مصر المقرر عقده فى أسيوط فى الثالث و العشرين من هذا الشهر . كما أن عام 2015 سيستقبلنا بمؤتمر الرواية المزمع عقده فى فبراير المقبل . وأشار أيضا إلى أن منظمة الأليسكو كانت لها بادرة طيبة نتمنى أن ترى النور فى 2015 وهى عودة المؤتمر العربى للشعر . وعبر أبو سنة عن تمنياته بأن يشهد العام الجديد المزيد من الاهتمام بالشعر العربي. وناشد الاذاعة والتليفزيون التركيز على الأغانى الشعرية التى كتبت بالفصحى، لأن ثمة تراجعا مزعجا وفتورا من جانب دور النشر للاهتمام باللغة العربية الفصحى ، بعدما أضحى مسموحا به أن يكتب الأدباء باللغة العامية.
وأضاف أننا فى بداية العام الجديد على موعد مهم مع حدث عظيم وهو معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يبشر بحراك ثقافى شديد الأهمية ليس لمصر فحسب ، وإنما للعالم العربى بأسره.
وقال أبو سنة إنه يجب البناء على الكثير من العلامات الايجابية التى حملها لنا 2014 ، ومنها تخصيص هذا العام للدكتور طه حسين فى اصدارات الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة . وقال أيضا إنه يحسب لجريدة الأهرام تغطيتها لأهم أحداث هذا العام الثقافية والأدبية ومنها مثلا رحيل عدد من رموز الفكر فى مصر والعالم العربى أهمهم الراحلة رضوى عاشور والراحل محمد ناجي..
كما اعتبر أبو سنة أن وزارة الثقافة كانت موفقة هذا العام فى تنظيم العديد من الفعاليات الهامة و منح جوائز الدولة لمبدعين يستحقونها.

أما الكاتبة و الفنانة التشكيلية سناء البيسى ، فقد اعتبرت أن أهم أحداث 2014 بالنسبة لهاكانت رحيل الثنائى الساخر الذى لن تعوضه مصر الكاتب أحمد رجب ورفيق دربه الفنان التشكيلى الكبير مصطفى حسين حيث لحق أحدهما بالآخر لتبقى الساحة الفنية شاغرة من عباقرة الصف الأول.
وأيضا تعيين الدكتور اسماعيل سراج الدين مستشارا ثقافيا لرئيس الوزراء إلى جوار عمله كرئيس لمكتبة الاسكندرية، وقالت إن هذا التعيين كان فيه اعتذار ضمنى و نوع من رد الاعتبار لما لحق بصاحب القامة الثقافية الدولية من تطاول واهانات من صغار العقول والنفوس.ومن بين الأحداث الهامة أيضا لهذا العام، اختارت الكاتبة واقعة استقالة الدكتور يوسف زيدان كاتب التراث و صاحب عزازيل من جميع مواقعه و تهديده باعتزال الكتابة تماما.
وتذكرت أيضا إلى أنه فى هذا العام رحل عن عالمنا الشاعر اللبنانى سعيد عقل الذى قال قبل وفاته :أريد فى الرئيس اللبنانى الجديد أن يكون لبنانيا فحسب . كما اعتبرت أيضا أن من أهم ملامح 2014 الثقافية ، احتفاء المثقفين المصريين ببلوغ يوسف الشارونى عامه التسعين و هو واحد من أهم أعمدة القصة القصيرة و من بين أهم من أثروا النقد القصصى فى مصر.
وعن أجمل ما قرأت البيسى فى 2014، قالت إنه استمتعت جدا بكتاب وجدى رياض “ كنت محررا علميا”، والذى يروى فيه مشواره العملى فى صحافتنا العربية والعالمية ... وهو مشوار يمتد لنحو نصف قرن فى الصحافة العربية والعالمية. كما عبرت عن استمتاعها الشديد بكتاب نبوءة آمون للدكتور خالد الغمرى حول الانترنت وحروب الجيل الرابع .
ولعام 2015، عبرت الكاتبة سناء البيسى عن أمنياتها بزيادة عدد دور النشر فى مصر حتى لا يمتد طابور الكتاب إلى مالا نهاية لتحقيق الأمل الكاذب فى الدخول المتعثر إلى الباب الملكى لعبور المحيط ، لتنشر كلماته بين دفتى كتاب.. و ما بين انتظار الفرج فى نشر الكتاب ...” موت يا كاتب أو أقعد بقى نقى الرز لغاية ما تفرج».
وعن أمنياتها الشخصية ، تقول البيسى ، إنها تتمنى أن يتحقق حلمها فى 2015 بأن تنشر موسوعة الفن التشكيلى التى عكفت عليها طوال عمرها و تخرج إلى النور لتكون إضافة حقيقة لمكتبة الفن التشكيلى التى تعانى فقرا شديدا فى المراجع.
وأشارت إلى أن موسوعتها الجديدة تتضمن أهم الفنانين التشكيليين العرب و العالميين . ومن المنتظر أن تخرج فى صورة مشرفة من حيث جودة الطباعة و الألوان ، لتكون إضافة قيمة فى هذا المجال.
أما الروائى و الكاتب محمد داود، فقد اعتبر أن من أبرز الأحداث الثقافية المهمة التى يودعنا بها عام 2014 كان افتتاح المرحلة الأولى من المتحف المصرى الكبير، كخطوة لتجميع آثارنا، وصيانتها وعرضها بشكل لائق.
وقال داود إن ثمة أسئلة لا بد لها من اجابات فى عام 2015 مثل السؤال القديم الجديد الأولى بالإلحاح علينا: لماذا نحن متخلفون؟! وقال إنه على الرغم من أن الاجابة عن هذا السؤال عادة ما تأتى فى إطار الفقر الاقتصادى والثقافي. فإن الحقيقة هى أن العقل المصرى لا يزال مثقلاً بالماضي، فقطاع عريض من الناس يرى أن سر تخلفنا هو الابتعاد عن الله.
وعلى من تفاجئه هذه الإجابة أن يراجع صلته بالواقع المصري. من هنا فلا جديد، لا مقاربات للب المشكلة باقتراح إجابات جريئة. المطروح على استحياء أن هناك (مشكلة ما)! فى الخطاب الديني، هذا لا يكفى خاصة بعد ثورة يناير التى يعتبر من آثارها الإيجابية العميقة أنها أظهرت لعموم الناس الآثار المدمرة لسلبيات الخطاب الدينى التى اقتصر تناولها من قبل على نخبة محدودة من مثقفينا مثل نصر حامد أبو زيد.
وعلى المستوى المؤسسي، يرى داود أن هناك غيابا لرؤية واضحة، واستمرارا للعجز عن التأثير الإيجابى فى العقل المصري، وربما غيابا للإرادة. ويوضح أنه على الرغم من وجود بنية لا بأس بها من حيث المواقع الثقافية والإعلامية - قصور الثقافة مثلاً فى كل مكان- ويمكنها أن تكون قاطرة للوعى المصري، لكنها تمتلئ بمن يغلب على معظمهم تفكير المستوظف الذى لا ينظر لعمله ويؤديه باعتباره رسالة، كما أنها منعزلة عن المؤسسات الأخرى المختصة بالبناء العقلى للإنسان كالمدارس والجامعات.
وقال إن أحد أهم أمانيه للعام المقبل هى انتقاء العاملين فى المؤسسات الثقافية والإعلامية، واستبدال غير الجديرين بالتواجد فيها بآخرين لديهم قدرات وطاقات العمل بين الناس، وتفعيل ما يقال له (تمكين الشباب) ضمن رؤية شاملة وخطط متكاملة، تمتد للتعليم، فلا خروج لنا من مستنقع التخلف، الذى هو ذاته مستنقع الاستبداد والفقر والإرهاب، دون تحسين العملية التعليمية، ليكون الهدف إنتاج الإنسان العقلانى المحب للحياة، القادر على العمل والتفكير والابتكار.
و شدد داود على ضرورة مراجعة و تنقية مناهج التعليم الأزهرى إن لم يكن إعادة النظر فيه، وأن تقرر فى مراحل التعليم المختلفة بعض عيون الأدب والفكر العالميين وأعمال بيرم وصلاح جاهين وفؤاد حداد ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وغيرهم من رموز الاستنارة، لا كجزء من مقررات اللغة ولكن من مقررات تهدف لبناء الإنسان. كما أكد ضرورة ايلاء اهتمام مساو فى تعليمنا لمقررات الموسيقى والتربية الفنية والرياضية والمسرح.
وتمنى الروائى الدكتور أحمد الخميسى على الدولة و المجتمع معا أن يتعاونا فى محو الأمية تماما و نهائيا . و أن يكون عام 2015 هو عام انطلاق مشروع جدى و فعال للانتهاء من هذه القضية المزمنة.
ويرى الخميسى أن عام 2014 يرحل عنا بنغمة مؤلمة وذلك باختطافه الكثير من الأدباء والمبدعين من حديقة الثقافة، أخص بالذكر الروائى محمد ناجي، ورضوى عاشور، ود. حامد عمار، كما رحل عنا عدد غير قليل من الفنانين فى مقدمتهم أحمد رمزى ومريم فخر الدين وغيرهما.
ويرى أنه رغم أن الحصاد الثقافى لهذا العام متنوع، وثري، فإن المهرجانات تبدو كأنما هى إنجازه الأكبر: مهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان المسرح فى دورته 23، ومهرجان العرائس الأول بقلعة قايتباي،
ومهرجان الاسكندرية للأغنية. المؤسف أن كل تلك المهرجانات أنها لا تتجاوز حدود القاعات لتصبح جزءا من حياة ووعى الناس بشكل فعال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.