مر زمان كانت فيه القارة السمراء نسيا منسيا.. وكان الحضور المصري ضعيفا ان لم يكن غائبا في مناسبات كثيرة.. والحق لقد نشط الإعلام الصهيوني وحرضه أفارقة علي اتهام مصر بالتعالي وعدم الاكتراث بأي قضايا تتعلق بإفريقيا.. ومما اذكره أن عددا من الدبلوماسيين الأفارقة كانوا يندهشون أن الإعلام المصري مقروءا أو مسموعا أو مرئيا كان يهتم بأمريكا وأوروبا ولا يهتم إلا بالكاد بالقارة السمراء.. ومن عجب أن أمريكا وأوروبا لم يأت منها إلي مصر سوي الاحتلال والانتداب والاستشراق الاستعماري. أما القارة السمراء فلم يأت منها إلي مصر سوي (ماء الحياة) يقصدون النيل برغم ذلك لم تهتم مصر إعلاميا أو سياسيا بإفريقيا وكأنها كم مهمل أو شيء زائد عن الحاجة. وإحقاقا للحق بعد ثورة 30 يونيو والطموح لبناء مصر الجديدة والتحول الديمقراطي الذي تقوده مصر في المنطقة بدأ الشروع في فتح صفحة جديدة مع إفريقيا بدأت بزيارة مهمة قام بها عمر البشير (الرئيس السوداني) إلي مصر ثم زيارة أخري قام بها سلفا كير رئيس جنوب السودان إلي مصر ومباحثاته مع الرئيس السيسي.. كذلك زيارة ثالثة قام بها رئيس غينيا الاستوائية ثم زيارة رابعة قام بها الرئيس التشادي إلي مصر أخيرا.. وليس من شك في أن هذه الزيارات جعلت مصر تستعيد دورها الرائد في القارة السمراء. ولا شك أن المتأمل لزيارة الرئيس التشادي ومجمل القضايا التي ناقشها مع القاهرة يتأكد أن تشاد معنية بما يحدث في ليبيا باعتبارها من دول الجوار وكذلك بالتنسيق مع مصر في مكافحة الإرهاب الذي لا وطن له ولا دين . باختصار لقد عادت مصر لتتبوأ مقعدها في قلب القارة الإفريقية التي تنظر إليها باعتبارها عاصمة لها. ولقد بحث الرئيس السيسي العلاقات الثنائية مع تشاد وتم توقيع اتفاقات خاصة بالتعليم والصحة وموافقة تشاد علي تفعيل دور مصر في الاتحاد الإفريقي ولن ننسي أن صوت تشاد سيكون مهما إذا ما رأت مصر ترشيح نفسها في مجلس الأمن ممثلة عن إفريقيا في إطار إصلاح الأممالمتحدة. علي أي حال لقد كان لقاء مثيرا.. هذا اللقاء الذي جمع بين السيسي وديبي الذي كان التقاه قبل فترة في تشاد المهندس إبراهيم محلب . وكلمة أخيرة لقد فتح الزعيمان (السيسي وديبي) الباب واسعا امام علاقات وثيقة بين الشعب المصري وشعوب القارة السمراء.