جوة كل بيت حكاية بطلها ذاق مرار التحرش والاعتداء ..في اللي خاف وتاهت حكايته ورا ابواب الصمت وفي اللي حكي وصرخ بعلو الصوت ..أنا غالي... وهي دي البداية، مفتاح حل الحكاية . أزاي نربي جيل فاهم أن الجسم غالي وله حدود زي ما أي حاجة في الدنيا لها حدود، عارف أن من حقه يقول لا لأي شخص يقرب من جسمه.. معادلة صعبة حلتها سارة عزيز بأبسط الأشياء؛ بالألعاب والرسم والمسرحيات والأغاني عرفت سارة أن تدخل قلب وعقل الكثير من الأطفال مما ساعدها في توصيل المعلومة بشكل سلس. بدأ حلم سارة بعد أن تخرجت واشتغلت بمنطقة عشوائية ومنها قابلت حالات تحرش كثيرة لأطفال لا يعرفون معني الحفاظ علي أجسادهم الصغيرة وكيفية التعامل مع من يريد العبث بها، كما أثار غياب الوعي الثقافي عند الأهالي في احتواء الطفل ومواجهة الموقف حماسة سارة في أن تقتحم هذا العالم. ومن هنا قررت سارة العمل في مجال مكافحة التحرش الجنسي للأطفال وبدأت بالفعل منذ عامين في إنشاء مؤسسة سيف لتدريب الآباء والأمهات والمدرسين كيفية أن يتعلم الأطفال أن يحموا حدود أجسادهم بكل بساطة. ومن أجل أن يتحقق الحلم بشكل عملي ناجح أخذت سارة دبلومة عن التحرش الجنسي وكيفية مساعدة المتحرش بهم، وحصلت علي رخصة معالج نفسي من الولاياتالمتحدةالأمريكية في كيفية احتواء المتحرش بهم، كما شاركت أيضا في دورات مشوريه للمتحرش تحت سن 18 لتدرس بشكل علمي الأسباب الرئيسية التي دافعته للتحرش وكيفية مساعدته في أن يصبح انسان سوي. الحلم بالعمل أصبح حقيقة ونجحت سارة خلال السنة الأولي من المؤسسة في تدريب الدائرة المحيطة بالأطفال سواء الأهل أو المدرسين وغيرهم، قررت عمل تدريب موازي للأطفال من سن 3 إلي 10، والمراهقين من سن 10 إلي 18 من أجل أن نضمن مجتمع آمن وجيل جديد واعي قادر علي حماية نفسه من خطر التحرش. هذا إلي جانب توفير الدعم الكافي لمن وقعوا ضحايا للتحرش. وبمرور الوقت كشفت مثل هذه الندوات والورش لسارة عن الفجوة التي بين الأسرة والطفل حيث أن بعض الآباء والأمهات لا يجدون أداة أو مادة تساعدهم علي شرح الموضوع بشكل مبسط للطفل؛ ومن هنا ألفت سارة أول كتاب موجه لحماية الطفل من التحرش بعنوان "أنا غالي" ليكون أداة جذابة للأطفال توصل الرسالة بطريقة علمية شيقة وبسيطة. يهدف الكتاب إلي توعية الأطفال بالحفاظ علي أجسادهم، وكيفية مواجهة التحرش سواء كان من داخل الأسرة أو خارجها وكيفية التعامل مع الحياة اليومية العادية بشكل سليم عن طريق بطل القصة سيف الذي يحكي بلغة سهله وسلسة (لما بروح البحر بغطي المناطق اللي ليها احترام خاص في جسمي)(ما ينفعش حد يدخل عليه الحمام ). ولكي يجذب الكتاب أكبر قدر ممكن من الأطفال قامت سارة بإعداد نسخة أخري للتلوين لتمتزج متعة التلوين مع المعلومة لتنسج أهم رسالة في عقل وعلي لسان كل طفل وهي" أنا غالي". أنا غالي في عين نفسي وبيني وبين نفسي أمير أنا غالي يا عين جارحة يا أيد سارحة ومش عارف لفين بعلو الصوت أنا غالي وبيني وبين نفسي أمير