وضعت وزارة الزراعة لأول مرة فى مصر خريطة للمخلفات الزراعية الناتجة عن كافة المحاصيل واحجامها واماكنها بمختلف محافظات الجمهورية بما يسهم فى تحقيق مكاسب زراعية كثيرة. وصرح الدكتور أشرف الغنام الخبير الزراعى والاستاذ بمعهد الارشاد التابع لمركز البحوث الزراعية وصاحب الخريطة ، بأن إجمالى المخلفات الزراعية فى مصر يبلغ نحو 79 مليون طن ، مشيرا إلى أن المخلفات الزراعية ثروة قومية مهدرة واشار الى أن تلك المخلفات تعتبر من الثروات غير المستغلة ، حيث يتم استخدام جزء بسيط منها والبقية يتم حرقها والتخلص منها بطرق غير مفيدة، موضحا أن هذه المخلفات يمكن استخدامها فى تصنيع السماد البلدى الذى يؤدى لرفع خصوبة التربة الزراعية وتحسين خواصها، والتقليل من استخدام الأسمدة الكيماوية ، وايضا إنتاج الأعلاف الحيوانية التى تعانى البلاد من النقص الشديد بها، فضلا عن استخدامها فى إنتاج الطاقة الحيوية، والاسهام فى القضاء على السحابة السوداء ولفت الغنام إلى أن الاستفادة من المخلفات بتدويرها يؤدى إلى إتاحة فرص عمل للشباب للتغلب على البطالة فى الريف،مشيرا الى انها يمكن أن تدخل ضمن المشروعات الصغيرة الممولة من الصندوق الاجتماعى للتنمية، وقال ان إجمالى مخلفات الموسم (العروة) الشتوى 2013/2014 يبلغ 13.8 مليون طن، فيما يبلغ الموسم الصيفى 44.8 مليون طن، بينما تبلغ مخلفات الموسم النيلى 4.8 مليون طن، بالاضافة الى ان النخيل 4.3 مليون طن ، واشجار الفاكهة 6.7 مليون طن، وأشجار الزينة 4.6 مليون طن واكد أن محافظتى الشرقية والبحيرة فى المركز الأول بإجمالى مخلفات زراعية يبلغ 6.2 مليونا طن، وتأتى المنيا فى المركز الثالث بإجمالي 5.6 مليونا ، تليها كفر الشيخ بإجمالى برصيد 4.2 مليونا ، موضحا أن أقلها محافظة السويس بإجمالى 90 ألفا و القاهرة 70 ألفا ، بينما تأتى محافظتا شمال وجنوب سيناء بإجمالى مخلفات زراعية يبلغ 50 ألف طن. ولفت الى ان هناك 63.4 مليون طن من أهم المحاصيل التى توفر كميات من المخلفات الزراعية يمكن تدويرها والاستفادة منها فى عمل الكمبوست (الكومات السمادية) والاعلاف الحيوانية, و إنتاج الطاقة منها فى أشكال متعددة وبأنماط غير تقليدية يستفيد منها المزارعون وأسرهم. واشار الى أن أكثر محصول يعطى كميات كبيرة من المخلفات هو محصول الذرة الشامية (الصفراء والبيضاء)، فإجمالى مخلفاته يبلغ 13.5 مليونا ويستفاد منه فى عمل كميات كبيرة من السيلاج، أو فى تغذية الحيوانات فى الصورة الخضراء، والقمح بإجمالى يقترب من 8 ملايين من التبن (الغذاء المثالى للحيوانات المزرعية). وقال انه عند تدوير المخلفات الزراعية بجانب استخدامها، تؤدى إلى حماية البيئة من التلوث ،موضحا ان تركها كبقايا على رؤوس الحقول وفى الأراضى الزراعية يؤدى لزيادة إصابة المحاصيل المختلفة وانتقال الأمراض والإصابات لإحتوائها على بذور الحشائش والآفات الضارة والميكروبات، كما تكمن بها الحشرات والقوارض.