ردا علي ملاحظات واستفسارات عديدة تلقيتها حول ما كتبته أمس الأول «الأحد» تحت عنوان «خطر النفاق والوشاية» ورأي فيه البعض تلميحا إلي مخاطر تعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي فخ النفاق والدس والوشاية. أقول بوضوح أنني كنت أناقش قضية عامة وطالما إنني تحدثت عن هواجس ومخاوف مشروعة من خطر النفاق والدس والوشاية الذي يلاحق ويحيط كبار المسئولين فإن الأمر يشمل بالطبع رئيس الدولة الذي ليس في حاجة للطبالين والزمارين بعد أن استدعاه الشعب بإرادته الحرة وألقي بكل همومه وآماله علي أكتافه في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد. بوضوح شديد أقول: إنني استهدفت تحذير المنافقين من عدم جدوي مسعاهم مع رجل ليس من نوعية الحكام الذين تطربهم كلمات المديح والإطراء ومسيرات التأييد والمبايعة وإنما الذي يسعده ويرفع من درجة تحمله للمسئولية الثقيلة الملقاة علي عاتقه أن يري تجاوبا مع دعوته الصادقة لانخراط كل المصريين في منظومة العمل والتنمية والبناء تحت مظلة من الالتزام الصادق بحسن أداء الواجب ومسابقة الزمن حتي تتمكن مصر من تعويض ما فات واسترداد ما ضاع خصوصا خلال سنوات الفوضي والانفلات الأخيرة. والذين اقتربوا من السيسي وعملوا إلي جواره في جميع المواقع القيادية التي تبوأها قبل إجماع الشعب علي الإتيان به رئيسا للجمهورية يعرفون أنه قيادة تجيد فن الاستماع والإنصات والقدرة علي فرز الغث من السمين بين مختلف الآراء فلا ينطلي عليه أي ادعاء بالمعرفة ويكتشف بسهولة الأفواه والعقول السطحية ومن ثم لا يضيع معها وقتا سواء بالحوار أو الجدل.! ومعني ذلك أن السيسي محصن ذاتيا حتي الآن ضد النفاق والدس والوشاية ولكنه يجب أن يعلم أن محاولات الإغراء والالتفاف ونصب فخاخ النفاق لن تتوقف ومن ثم فإنه ينبغي أن يواصل إعطاء الإشارات الواضحة بأنه يريد من الشعب أن يكون شريكا وليس تابعا وأن يواصل فتح أبواب الحوار لكي يستمع بنفسه لكل رأي مفيد بعيدا عن زوابع الجدل العقيم الذي يمتهنه البعض لمجرد الوجود في الصورة والمشهد... وسوف ينجح السيسي وتنجح معه مصر عندما يقتصر الرهان علي الشعب الذي يختزن في داخله قدرات هائلة أشبه بكنوز مدفونة تحتاج فقط إلي من يقدر علي اكتشافها واستخراجها ويحسن توظيفها بدلا من استمرار اللعب بأوراق الكوتشينة القديمة فقط.! خير الكلام: من تراه ملاكا أمامك ربما يكون شيطانا في غيابك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله