من المؤكد أننا لسنا وحدنا كمصريين الذين نعانى من بعض ضعاف النفوس الذين يجيدون الدس والطعن فى الظهر والوشاية بالكذب فذلك سلوك اجتماعى قديم قدم الحياة البشرية ذاتها ولم تستثن كتب التاريخ شعبا أو أمة بعينها من هذا الداء اللعين الذى تطور مع تطور المجتمعات.. ولكن يبدو أن ضغوط الحياة وتراجع الإيمان بالقيم الأخلاقية فى هذا العصر قد أدى إلى اتساع وانتشار حجم هذه الظاهرة اللعينة عندنا وعند الآخرين! والحقيقة أنه كلما تراجعت درجة الإيمان بالقيم الأخلاقية فى أى مجتمع زادت شريحة النمامين والدساسين والوشاة اتساعا حيث تتغلب الأنانية الذاتية للفرد ومعها يختفى تماما أى إحساس بالالتزام بمشاعر وحقوق الآخرين! إن مثل هؤلاء الوشاة والدساسين لديهم القدرة على خلط الأوراق ولى الحقائق من خلال تملق المسئولين (الكبار) وإجادة فن النفاق لمن يستهدفون إيصال رسالة الوشاية إلى آذانهم وبالتالى تهيئة الأجواء لتلميع أو تشويه من يريدون! وهذه الشريحة من الوشاة والدساسين تمثل خطرا على أى مجتمع لأنها شريحة تضم تجمعا غريبا من الفاشلين والحاقدين والمجروحين نفسيا وأخلاقيا.. وهم لا يختلفون فى كثير أو قليل عن كتاب التقارير المشبوهة فى الأنظمة الاستبدادية التى تأخذ الناس بالشبهات بدلا من أن تواجههم بالاتهامات الباطلة حرصا على عدم كشف أمثال هؤلاء العملاء! ويخطيء من يظن أن بالإمكان تنقية أى مجتمع من مثل هذه الشرائح المريضة بين يوم وليلة لأن الذين تربوا على هذا السلوك يصعب تهذيب سلوكهم بمزيد من جرعات التوعية والإقناع وإنما السبيل الوحيد يكمن فى مدى قدرة المسئولين «الكبار» على التمييز بين الغث والسمين من الأقوال والفصل بين الطيب والرديء من الأفعال بعيدا عن أجواء النفاق ودقات المديح الكاذب! وإذن فإن العلاج السليم لهذا المرض الاجتماعى الخطير ينبغى أن يبدأ من الجذور بالعمل على تنشئة الأطفال وسط أجواء نقية تنمى فيهم حب الغير وأمانة القول من خلال توسيع قاعدة «القدوة الطيبة» التى يشب الطفل متعلقا بصفاتها الحسنة... وهذا هو حديث الغد. خير الكلام: رجل بلا مال خير من رجل بلا فضيلة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله