قتل 4 مستوطنين فى هجوم على كنيس يهودى بالقدس أمس، بينهم حاخام إسرائيلى من حزب «شاس» وأصيب 8 آخرون، بالإضافة إلى مصرع منفذى الهجوم. وذكرت مصادر إسرائيلية أن ثلاثة من المستوطنين القتلى يحملون الجنسية الأمريكية، بينما يحمل الرابع الجنسية البريطانية.وفيما قالت مصادر فلسطينية، إن الشرطة الإسرائيلية قتلت منفذى الهجوم، أفادت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمرى بأن «إرهابيين دخلا إلى الكنيس فى حى هار نوف، وهاجما المصلين بفأس ومسدس، ووصل رجال الشرطة إلى المكان، وأطلقوا النار فقتلوا الإرهابيين»، على حد قولها.وأعلنت كتائب «أبو على مصطفى» الجناح العسكرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى بيان صحفى لها تبنيها الهجوم ، وقالت، إن منفذيه هما غسان وعدى أبو جمل من سكان بلدة جبل المكبر فى شرقى القدس. وأكدت الكتائب، أن هذه العملية تأتى رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال وشكلاً من أشكال المقاومة الشعبية». ودعا الجناح العسكرى للجبهة الشعبية إلى تصعيد وتطوير العمليات فى القدس. وأدانت الرئاسة الفلسطينية، عمليات قتل المدنيين من أى جهة كانت، واستنكرت أمس عملية قتل المصلين اليهود التى تمت فى إحدى دور العبادة بالقدس، وكل أعمال العنف أيا كان مصدرها، مطالبة بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين. وأكدت الرئاسة الفلسطينية أنه حان الوقت لإنهاء الاحتلال وإنهاء أسباب التوتر والعنف. من جانبهما، أعلنت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، مباركتهما لعملية الهجوم على الكنيس اليهودى. فى المقابل، توعد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، بالرد بيد من حديد على العملية، وحمل الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) مسئوليتها، وقال إن هذه العملية نتيجة طبيعية للتحريض الذى يمارسه الرئيس الفلسطينى «محمود عباس» وحركة «حماس» ضد إسرائيل. واتهم نيتانياهو، العالم بالتغاضى عن هذا التحريض. ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن نيتانياهو، سيعقد خلال ساعات فى مكتبه اجتماعا أمنيا لدراسة تطورات الأوضاع. من جهته، دعا موشيه يعالون، وزير الدفاع الإسرائيلى، إلى اجتماع عاجل لقيادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لدراسة وتقدير الموقف بعد العملية، فى حين صدرت تصريحات تحمل الرئيس الفلسطينى «أبو مازن» المسئولية المباشرة عن العملية. بدوره، دعا عضو الكنيست زعيم حركة «شاس» «ايلى ايشاى»، إلى هدم منازل منفذى العملية التى وصفها «بالمجزرة» وطرد عائلاتهم من مدينة القدس، فى حين طلب رئيس بلدية الاحتلال فى القدس نير بركات، من الحكومة الإسرائيلية وقوات الأمن القيام بكل ما هو ممكن لوقف «الارهاب». دوليا، أدان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس، الهجوم، واصفا إياه بأنه عمل إرهابى ووحشى، مطالبا فى أثناء لقائه نظيره البريطانى فيليب هاموند فى لندن، القيادة الفلسطينية باتخاذ أشد الإجراءات لإدانة هذه الواقعة وإثبات أن المنطقة تسير نحو طريق جديد. وأضاف وزير الخارجية الأمريكى: «هذا العنف ليس له مكان على الإطلاق». وأعرب وزير الخارجية البريطانى عن قلقه بشأن تفاقم الأوضاع فى القدس حاليا. وشدد هاموند على ضرورة أن يتخذ طرفا النزاع الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تصعيد الموقف. وفلسطينيا، اعتبر أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح، أن الهجوم على معبد دينى يهودى فى حى هارنوف بالقدسالغربية نتيجة طبيعية للانتهاكات الإسرائيلية بالقدس، محملا رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نيتانياهو مسئولية تصعيد الأحداث. وباركت حركة «الجهاد» العملية داخل معبد يهودى بالقدسالغربية صباح أمس وأدت إلى مقتل 4 مستوطنين بينهم حاخام إسرائيلى من حزب «شاس» حسب آخر حصيلة. وذكرت الحركة - فى بيان صحفى - أن «عملية القدس تأتى كرد طبيعى على جرائم الاحتلال ومستوطنيه». وأكدت على لسان الناطق باسمها داود شهاب أن «الحالة الفلسطينية أمام انتفاضة وثورة حقيقية، جاءت كرد طبيعى على السياسات الاحتلالية المتراكمة، وبفعل الاعتداءات المتواصلة بحق مدينة القدس ومسجدها». وقال شهاب إن الشعب الفلسطينى لن يلتفت إلى دعاوى التهدئة فى القدس والضفة المحتلة لسببين، أولهما أن إسرائيل مستمرة فى عدوانها على الفلسطينيين وطليقة اليد فى الجرائم المتواصلة ضد المقدسات، دون أن يحرك أحد ساكنا أو يلجم جرائمها، وثانيهما أن موجة الغضب العارمة فى صفوف الفلسطينيين لم تولد فى لحظة وجاءت نتيجة تراكم الاعتداءات بحق كل ما هو فلسطينى. وأضاف: العملية تدلل على أن الشعب الفلسطينى لن يبقى صامتا أمام الجرائم الإسرائيلية، وأن على الاحتلال أن يتوقع مزيدا من الغضب العارم الذى يتأجج بالشارع الفلسطينى.