التهمت النيران اجسادهم البريئة وصعدت ارواحهم الطاهرة بين ألسنة اللهب وأنطفأت قناديل حياتهم وتبدلت بنيران الاهمال التي اقتلعت احلام عشرات الاسر من جذورها وغرست بداخلهم احزانا تنوء عن حملها الجبال الراسيات وراح زهرات العمر من الشباب والفتيات ودفعوا سنوات عمرهم البريئه ثمنا لغياب القانون وانتشار الفوضي ويد الاهمال واللامبالاه التي كادت ان تقضي علي الاخضر واليابس. بالاضافه الي رعونة السائقين وتعاطيهم المخدرات بعد ان بث الامن الطمأنينه في نفوسهم ووعدهم بالاختفاء من الطرق السريعة بل ومن شوارع العاصمة ايضا ليرتكبوا كل مايحلو لهم وكأنه اتفاق ووعد علي ازهاق حياة البشر ولكي تكتمل المنظومه المأساوية للاطاحة بارواح خلق الله تسارع المسئولون في المحافظات وقطعوا الانوار عن الطرق حتي في شوارع القاهره لتحصد سيارات الموت ارواح اكبر عدد من ابناء ارض الكنانة 00الحادث كبير والفاجعه اكبر ولكنه لن يكون الاخير 0 لم نكن بحاجة لقراءة تلك السطور فما حدث فى كارثة البحيرة وشاهدناه عبرالفضائيات لجثث الاطفال الأبرياء وهى تتفحم امام أعيننا جميعا كفيلة بنقل توابع الحادث المفجع جراء فوضى الاهمال والتسيب واللامبالاة حيث كانت الصور ابلغ من أى حديث يثير مئات الاسئلة تسبقها الدموع وحزن يختلع فى الأنفس عما يعانيه أهالى الضحايا ومنهم أسرة الضحية الزهرة اليانعة البريئة مريم اليا جرجس الطالبة بالصف الاول الثانوى بمدرسة الأورمان بمنطقة العجمى بالاسكندرية ذات 16 ربيعا وهى الشقيقة الصغرى لأختين ما بين 25 و 23 عاما متزوجتين ، وقال صفوت فايق عبدالمسيح زوج شقيقة الضحية والدموع تغلب عينيه ان هذه الأسرة الصغيرة تقطن بحى شبرا بشارع جامع الأتوبيس بمدينة دمنهور وان مريم تتمتع بذكاء يفوق العبقرية ومتميزة جدا فى دراستها وكانت نموذجا طاهرا للنفس البشرية وستظل تعيش لأبد الابدين فى وجداننا وعقولنا جميعا كما أنها كانت تتصف بالخلق والعلم الرفيع وصاحبة عقل وقلب كبيرين وحس رفيع واقول لها ما احر شوقنا اليك أيها الروح الطاهرة مضيفا ان هذه الفاجعة هزت كل مشاعرنا وأبكت قلوب جميع الأهل والجيران بل والحى بأكمله بعد ان شاهدوا المناظر التى يهتز لها الحجر وستبقى عالقة فى أذهان الكافة لان بقايا الضحايا داخل مشرحة مستشفى دمنهور ستقف شاهدة لتحكى عن كارثة انسانية وعذاب لم نشهده من قبل .