ماذا يحدث لنا.. ولماذا أصبحنا هكذا؟ ومتى سنخرج من هذا المستنقع الذى غرست فيه أقدامنا؟.. هموم لست وحدى أحملها على عاتقى بل هى هم مشترك لكل المصريين الذين يعيشون أحلك أيامهم على مدار التاريخ. فعن جريمة الحدود.. لا تكفى بحور من الدموع.. فقد فقدنا 16 من شباب فى عمر الزهور، سالت دماؤهم الطاهرة لحظة إفطارهم على أيدى الغدر والإرهاب.. ودفع أبناؤنا ثمن الاستهتار من قيادات ومسئولين لم ينتبهوا لتصريحات إسرائيل عن احتمال وقوع تفجيرات فى سيناء بدليل مناشدة رعاياها بالرحيل من هناك.. وكعادتنا نستفيق بعد "الهنا بسنة" ويكون الثمن غاليًا جدًا.. وفى هذه المرة كان أرواحًا بريئة لعدد من زهور مصر. وحتى نصل لمن تجرأ وتعدى على جنودنا لابد من رد حاسم وقوى يليق بجسامة الحدث الذى هز مصر كافة، وفجر براكين من الغضب والحزن على استباحة دماء جنودنا وتدبير جريمة قذرة لمقتلهم فى وقت كانوا فيه منزوعى السلاح حيث كانوا يفطرون. من حقنا إغلاق المعابر ونسف الأنفاق، واستغرب من غضب البعض فى غزة من موقفنا, ولكننا ننبههم إلى أن أمننا القومى فوق كل اعتبارات, أنتم أشقاء لكم كل مودة وتقدير ولكن ليس على حساب أمن واستقرار بلدنا, ولم أفهم نفى الرئاسة صحة ما تردد عن أن الرئيس محمد مرسى أصدر قرارًا جمهوريًا بتدمير جميع الأنفاق، التى تربط بين غزة ورفح المصرية، عقب حادث التفجير الذى استهدف كمينًا لحرس الحدود, وأتساءل: لما لا ننسف كل هذه الأنفاق لو توصلنا بالفعل لأماكنها مادامت غير شرعية وتستغل كثيرًا لتهديد الأمن القومى المصرى؟، ويجب على حماس أن تسعى لذلك أيضًا لتبرهن على حسن نواياها. نتوقع جميعًا رد فعل شعبيًا غاضبًا بشكل كبير لأن المساس بأمن الوطن يشكل كابوسًا مفزعًا لكل المصريين، وما حدث فى رفح جريمة منظمة تعكس حقارة ووضاعة مرتكبيها، وتؤكد أنهم ينتقمون لمصلحة طرف يريد تخريب مصر وجرها لمستنقع من الفوضى والدمار. أما عن البلطجة فحدث ولا حرج.. شوارع ينتشر بها قطاع الطرق والمجرمون استغلوا ما روج له البعض بأنها الحرية فحولوها إلى فوضى صارخة ندفع ثمنها كل يوم من أعصابنا الكثير، بخلاف الذعر والهلع الذى يحاصر عددًا كبيرًا من المحافظات نتيجة الانفلات الأمنى.. إنه ملف شائك أمام وزير الداخلية الجديد الذى يبدو من تصريحاته الشدة والحزم، وهو المطلوب فى هذه الفترة الحرجة. أما فضيحة الكهرباء فهى وصمة عار فى جبين مصر فى هذه الآونة التى تشهد نقلة كبيرة فى التكنولوجيا، وكارثة مثل هذه قد تعيدنا سنوات للخلف وتؤدى لانتكاسة فى طريق التقدم الحضارى إذ أنها بمثابة عودة لزمن التحطيب وإيقاد الشموع. [email protected]