قبل 4 أيام من الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الزعيم الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، قام مجهولون بتفجير عبوات ناسفة أمام أكثر من عشرة منازل لقادة فى فتح فى قطاع غزة فجر أمس، مما ألحق بها أضرارا مادية بدون وقوع إصابات. ووقع انفجار فى منصة أقامتها حركة فتح غرب مدينة غزة لمراسم إحياء الذكرى العاشرة لوفاة عرفات المقررة الأسبوع المقبل. ووقعت سلسلة الانفجارات، التى استهدفت العديد من منازل ومركبات قادة ومسئولى الحركة فى عدة مدن فى القطاع من بينهم منزل عبد الله الافرنجى عضو اللجنة المركزية للحركة فى مدينة غزة وفيصل أبو شهلا عضو المجلس التشريعي، إضافة إلى سيارة فايز أبو عيطة المتحدث باسم الحركة فى غزة. وتاتى هذه الانفجارات عشية التجهيز لإحياء ذكرى وفاة عرفات التى وافقت وزارة الداخلية فى غزة على تنظيمها، كما أعلنت سابقا. ورغم إدانة حماس للتفجيرات ووصفها بأنها فعل «إجرامي» وإصدارها أمرا بتقديم مرتكبيها للعدالة، أكدت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» أن جريمة تفجير منصة الرئيس الشهيد «أبو عمار» ومنازل قيادات فى الحركة فى قطاع غزة جريمة هدفها نسف قواعد انهاء الانقسام والمصالحة. واعتبرت فتح التفجيرات عملية اغتيال ثانية للرئيس الشهيد عرفات، وأكدت أن الجرائم الإرهابية المتزامنة مع إرهاب جيش دولة الاحتلال والمستوطنين فى القدس لن تثنى مناضلى الحركة وقيادتها وشعب فلسطين فى قطاع غزة عن أخذ دورهم الوطنى فى هذه المواجهة وإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الرمز. وأجلت الحكومة الفلسطينية زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى الدكتور رامى الحمد الله وعدد من وزراء حكومة التوافق الوطنى التى كانت مقررة اليوم إلى غزة لإحياء ذكرى استشهاد عرفات، لحين إشعار آخر، وذلك بسبب التطورات الأمنية الأخيرة. واعتبرت الحكومة الفلسطينية أن هذا العمل الإجرامى بعيد عن أصالة مجتمعنا الفلسطينى وعن مفاهيمنا الوطنية، وخطير جدا على صورة القضية الفلسطينية، ويتعارض بشكل مطلق مع جهود القيادة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطنى فى إعادة إعمار غزة ودمج المؤسسات الوطنية، ضمن خطوات حثيثة تم اتخاذها لإنهاء الانقسام وإزالة آثاره الكارثية على المجتمع الفلسطينى وعلى القضية الفلسطينية. وقال أبو عيطة لوكالة «فرانس برس» إن الاحتفال لم يتم الغاؤه، والهيئة القيادية للحركة سيكون لها موقف فى ظل الهجوم الإجرامى والرسائل التى أوصلها المجرمون بتفجير منصة الاحتفال. وقال شهود عيان، إنه عثر أمام غالبية المنازل المستهدفة على رسائل تهديد موقعة من قبل تنظيم «الدولة الاسلامية» كتب عليها «نحذرك من الخروج من منزلك حتى تاريخ 15 نوفمبر، حتى لا تكون عرضة لضرباتنا التى ستطال كل الخونة والعملاء من أمثالك». إلا أنه لم يتسن التأكد من مدى صحة هذه الرسائل، واستنكرت حركة فتح التفجيرات ورسائل التهديد، وطالبت بالكشف عن الفاعلين.