جاء توقيت تنفيذ مناورة بدر"2014" فى وقت عصيب تمر به منطقة الشرق الاوسط، وسط تحديات وتهديدات مستمرة وعناصر ارهابية استطاعت ان تأخذ من بعض دول الشرق الاوسط مقرا لها، لتبدأ انطلاقها وتنفيذ جرائمها فى دول اخرى، لتؤكد هذه المناورة ان القوات المسلحة المصرية هى القوة الاولى فى المنطقة وانها قادرة على ردع كل من يحاول المساس بالامن القومى المصري، واعطاء العديد من الرسائل للداخل المصرى وللعالم. ان مناورة بدر2014، هى الاضخم فى تاريخ العسكرية المصرية، ولم تشهد مصر من قبل هذا العدد من التشكيلات والوحدات التى تشارك فى مناورات داخلية، فجميع افرع القوات المسلحة والجيوش و المناطق العسكرية تشارك فى تنفيذ التدريبات، التى سيتوقف امامها العالم كثيرا فى التحليل والتدقيق والخروج بدروس مستفادة من تلك المناورة الكبرى.وترتكز اعمال المناورة على ادارة اعمال دفاعية استراتيجية لصد هجمات العدو المعادية وتهدف الى زيادة خبرة القادة وتنفيذ اجراءات الفتح التعبوى للقوات، ومجابهة المواقف الطارئة واتخاذ القرارات السريعة والحاسمة، والتأكيد على تنفيذ اعمال الابرار الجوية والبحرية، والسيطرة على خطوط الملاحة وتحقيق السيطرة الجوية، وتنفيذ هجمات جوية خلال جميع المراحل التى تمر بها المناورة. ويأتى الدفع بهذا العدد من القوات على جميع المواقع الاستراتيجية المصرية، فى الوقت الذى تستمر فيه القوات المسلحة فى حربها على الارهاب فى سيناء، واحكام السيطرة على جميع البؤر الارهابية فى جميع المناطق، ولتؤكد للجبهة الداخلية ان القوات المسلحة دائما وابدا على اهبة الاستعداد فى الوقت الذى تتعرض فيه الدول المجاورة لهجمات جوية من الدول الغربية تستهدف ضرب جيوشها وتدميرها من اجل اعادة سيطرة الغرب على منطقة الشرق الاوسط، وان الجيش المصرى قادر بمنتهى القوة على صد اى عدوان خارجى وتكبيد المهاجم خسائر فادحة فى المعدات والافراد، وان الجيش المصرى سيظل الدرع الواقية للوطن يصونه من اى تهديد محتمل، الامر الذى يبث الثقة فى نفوس شعب مصر العظيم، ويؤكد ان القوات المسلحة المصرية لم ولن تتهاون فى حماية الدولة. على الجانب الآخر فان هناك رسالة واضحة للارهاب ومموليه فى مصر ان الجيش المصرى ليس كما يتخيله البعض وانه بمقدور اى قوة ان تزعزعة او تسعى الى تهديد اى فرد من جنوده، بل ان القوات رغم هذه المناورة التى يشارك فيها اكثر من 500 الف مقاتل الا انها تنفذ عمليات تصفية الارهابيين المتواجدين فى سيناء وفى اماكن اخرى، وان نهايتهم اقتربت كثيرا ومصر ستعود خالية من الارهاب كما كانت. والرسالة الاخرى لداعمى الارهاب فى منطقة الشرق الاوسط والذين تخيلوا لوهلة ان الجيش المصرى يمكن كسره او ان العمليات الارهابية التى تنفذ ضد افراده قادرة على احباط الجنود والافراد، ولكن اثبت بالدليل القاطع ان تلك العمليات تزيد الجندى المصرى اصرارا على دحر الارهاب وداعميه، فى الوقت الذى ستنكوى فيه الدول الراعية للارهاب بناره وهو ما يحدث الان وبخاصة على الحدود التركية. الرسالة الاهم هى للدول الكبرى التى فكرت وخططت للقضاء على جيوش المنطقة وبخاصة جيش مصر العظيم عندما ساندت جماعة ارهابية للوصول الى سدة الحكم فى مصر، والمحاولات المستميتة لدخول الجيش فى صراع مسلح مع الشعب وهذا ما خطط له بعناية بعد ثورة يناير الا ان الجيش المصرى كان اذكاء من تلك المخططات وخرج بعد 3سنوات عصيبة لينفذ اضخم مناورة فى تاريخه. الرسالة الاخيرة لقادة و ضباط وجنود القوات المسلحة لاستيعاب وتنفيذ التدريبات الضخمة فى وقت واحد وبتناغم تام على جميع المحاور واعطاء الفرصة للقادة الاصاغر لتنفيذ خطط وتكتيكات تتناسب مع طبيعة المهمة المكلفين بها. ان " بدر 2014" ليست مناورة عسكرية فقط بل انها تحتوى على معان عديدة، لتثبت بعدها القوات المسلحة انها الدرع الواقية للوطن ورجالها قادرون على حماية كل حبة تراب مصرية، وانهم بالفعل خير اجناد الارض .