رأى خبراء عسكريون، أن المناورة "بدر 2014"، التى شرعت القوات المسلحة فى القيام بها منذ يوم 21 أكتوبر الجارى، وحتى السادس من نوفمبر المقبل، رسالة للداخل والخارج، بأن قواتنا المسلحة بكامل يقظتها، وقادرة على مواجهة أى تنظيمات إرهابية وردعها. وأكد الخبراء أن مثل هذه المناورات مختلفة عن أى مناورات تتم بين الدول وبعضها البعض، حيث تكون بمشاركة كافة أفرع القوات المسلحة ومناطقه العسكرية، وكأنه فى إطار حرب تتم، مع العدو، حيث يدرج مسمى عسكرى لهذه المناورة ب"مشروع الحرب"، أى استعداد كافة القوات للمشاركة فيه وعلى كافة الاستعداد لمواجهة التحديدات. وأشار الخبراء إلى أن هذه المناورة تأتى فى إطار التخطيط للعام التدريبى 2014، وليست موجهة ضد أحد، وتتم داخل الأراضى المصرية وحدودنا، لافتين إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة شرعت فى تنفيذ هذه المناورة، بعد أن تأكدت أن قوات الشرطة المدنية استعادت كفاءتها وتحسن الوضع الأمني فى البلاد، مؤكدين على أن تلك المناورة لن تؤثر على أعمال القوات فى مواجهة الإرهاب على ارض مصر التى ستستمر حتى القضاء عليه. ولفت الخبراء إلى إن المناورة "بدر 2014 " تعد أكبر المناورات تطورا من حيث التخطيط وحجم القوات المشاركة فيها والأنشطة القتالية، حيث تضم حجم قوات يمثل ضعف القوات التى شاركت فى آخر مناورة إستراتيجية عام 1996 للتأكيد على الكفاءة القتالية للقوات المسلحة والقدرة على الدفاع عن الوطن برا وبحرا وجوا ضد التهديدات كافة مع الاستعداد الكامل لتأمين الجبهة الداخلية. وقال اللواء سعد هاشم، الخبير العسكرى، إن المناورات العسكرية للجيش المصرى، تكون معده مُسبقًا، فى إطار العام التدريبى للجيش، ولكن المناورة بدر 2014، لها خصوصية مختلفة، لكون مشاركة كافة الأفرع الرئيسية بالجيش فيها قائلا: "مناورة بدر 2014 لها خصوصية وأهداف عسكرية كبرى". وأضاف هاشم، ل"بوابة الوفد"، أنه من الطبيعى أن تكون المناورات بين الجيوش وبعضها البعض، كالنجم الساطع مع أمريكا، ولكن المختلف فى أنه يرى أن مناورة بدر 2014، مختلفة تماما، وهى من نوعية خاصة تشارك فيها الأفرع الرئيسية والمناطق العسكرية، مؤكدًا على أنها أكبر مناورة إستراتيجية للجيش فى إطار التخطيط التدريبى الإستراتيجى التعبوى لعام 2014. ولفت هاشم إلى أن المناورة بمثابة رسائل عسكرية للخارج ودول الجوار والعالم، بشأن يقظة الجيش المصرى، والتأكيد على قدرته لمواجهة أى أعمال إرهابية، سواء على الحدود الخارجية، أو فى الشارع المصرى قائلا: "مناورة بدر رسالة ردع للإرهابيين فى الداخل والخارج". من جانبه، قال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الإستراتيجي، إن المناورة التى تجريها القوات المسلحة في الوقت الراهن، هدفها إرسال رسالة للعالم الخارجى عما وصل إليه وضع الجيش المصري جنوداً وأسلحة وخطط، وفشلت قوى الإرهاب في أضعافها . وأضاف درويش، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الدولة المصرية تشهد الآن حالة حرب تحتاج لإظهار عضلاتها، حيث الإرهاب المتعشش في الداخل فضلا عن التحديات الخارجية. وأشار درويش إلي أن مصر يحيط بها الكثير من التهديدات من دول الجوار حيث الحوثيين المسيطرين على اليمن والإرهاب في ليبيا وحماس فى غزة، لذا كان تدشين تلك المناورة في ذاك الوقت هو أمر حتمى لكشف الغطاء عن المستور من القوى وإرسال صورة معينة. وقال اللواء حمدي بخيت الخبير الإستراتيجي والعسكري، إن إعلان القوات المسلحة عن إجراء أكبر مناورة إستراتيجية لها، تعد إشارة إلى كفاءة الجيش المصري، واستعداده لمحاربة الإرهاب داخل مصر والمنطقة العربية. وأضاف بخيت، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن هذه المناورة تعد رسالة واضحة أمام العالم أجمع، وموجهة لمحاربة كل من تسول له نفسه المساس بأرض مصر أو أمنها أو شعبها العظيم. وأوضح بخيت أن هذه المناورة تتم في إطار تدريبي كل فترة، ولكنها تعكس مستوى عالي من الكفاءة، مشيرا إلى أن كل فروع القوات المسلحة تشترك فيها. وأكد اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري ومساعد وزير الدفاع الأسبق، أن مناورات القوات المسلحة تتم عقب خطة خداع حرب أكتوبر المجيد، مشيراً إلى أن تلك المناورة تأتى عقب إدراك القوات المسلحة أن قوات الشرطة المدنية استعادت كفاءتها وتحسن الوضع الأمني فى البلاد. واستبعد الخبير العسكري، أن تؤثر تلك المناورة علي أعمال القوات فى مواجهة الإرهاب على أرض مصر، قائلاً " تلك المناورة تؤكد أن القوات المسلحة علي درجة عالية من الاستعداد". فى السياق ذاته، أكد مدير مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل، أن المناورة "بدر 2014" لا علاقة لها بأي أحداث أو تطورات في المنطقة، وهي موضوعة في خطة القوات المسلحة من عام مضى، وهي تمثل أعلى مستوى تدريب عسكري''. ونفى سيف اليزل أن تكون المناورة موجهة ضد دولة أو شخص بعينه، مضيفا أن القوات المسلحة لم تُنفذ هذه المناورة لتهدد تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحا أن المناورة لا يتم تنفيذها فجأة ولا يجوز لوزير الدفاع أن يستيقظ ذات صباح ويطلب من جنوده تنفيذ مناورة بهذا الحجم، وهذا ما يؤكد أن المناورة "بدر"، مجرد مناورة في البرنامج التدريبي.