اشعلت ملاحم الحفر اليومية بالقناة الجديدة ..حماس هواة التاريخ فى بورسعيد الذين يحتفظون فى خزائنهم بكنوز الصور واللوحات والافلام التى سجلت تاريخ قناة السويس منذ ان ضرب المعول الاول لحفرها فى ابريل 1859 وحتى تاريخ اطلاق الرئيس السيسى مشروع حفر القناة البديلة.. وتبارى حراس التاريخ بالمدينة الباسلة فى الكشف عن اغلى واقدم مايملكون من وثائق وصور ورسوم عن اعمال الحفر والتكريك والتعميق الاولى التى تلت افتتاح القناة فى 1869 مباشرة وكانت فرصة فريدة للمقارنة بين ماكان فى القرنين التاسع عشر والقرن العشرين ، وصيف 2014 من ناحية ظروف الحفر التى لم تخل مع نشأة القناة من السخرة والامراض، والظلم الذى راح ضحيته اكثر من 100 آلف مصرى شقوا القناة باظافرهم قبل فئوسهم ومقاطفهم البالية، تنفيذا لعقد الامتياز الموقع من جانب الخديو اسماعيل والفرنسى المغامر فرديناند ديلسبس .. وبين ظروف الحفر بالقناة الجديدة التى يحظى خلالها العاملون بالمشروع بكل وسائل الامن والرعاية الصحية والاجتماعية، ناهيك عن اجواء العزة والكرامة المصرية التى ترفرف على الموقع .. واعلام مصر المرفوعة على كل الصوارى والمعدات والايادى العاملة والزائرة .. وعن الفارق بين الحدثين التاريخيين للحفر يقول الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس .. ان الفارق شاسع .. وهو فارق من يحفر بالفأس وسط لهيب الصحراء بلا ماء ولاطعام ولا أجر ولاحتى ظل ..ومن يحفر باحدث المعدات المكيفة الهواء فى العالم ..ومحاط بكل سبل ازالة التعب والعرق ، والاقامه الجيدة و المياه النقية والتغذية السليمة والرعاية الصحية.. واذا كان 100 آلف مصرى قد راحوا ضحية السخرة والامراض فى الحفر الاول للقناة .. فإننا قد عاهدنا الله على ألا يدفع مصرى واحد حياته ثمنا للمشاركة فى حفر القناة البديلة. وتؤكد مواقع بورسعيد التاريخية ان استخدام المعدات الآلية لاول مرة فى حفر قناه السويس جاء نتيجة اتهام انجلترا لفرنسا وديلسبس معا باستخدام السخرة فى الحفر وهو اتهام لم تقصد به انجلترا طبعا الدفاع عن المصريين الذين جمعهم فرمان الخديو من كل قرى الصعيد وبحرى للمشاركة فى الحفر ولكن الهدف كان محاولة تعطيل المشروع الفرنسى. ويضيف المهندس محمد بيوض مؤسس موقع تاريخ بورسعيد ان الاتهام الانجليزى قد افلح فى انهاء السخرة بالفعل ولكن بعد 3 سنوات من بدء الحفر وتحديدا فى 1863. حيث ظهرت اول معدات الحفر والتكريك وجرى نقل ناتج الحفر فى عربات القطار لاماكن بعيدة عن موقع القناة.