ما هى القوة؟ فى العضلات..أم الجماعة؟..ماهى نسبة نجاح الفرصة الثانية لأى شخص؟هل تكمن فى تغيير الطريق السابق أم الاستمرار فيه،مع محاولة الاستفادة من أخطائه السابقة؟..سؤالان طرحهما فيلم الجزيرة 2،الذى تدور أحداثه فى الفترة من 25 يناير 2011 وحتى منتصف 2012 حول منصور الحفنى الذى يهرب من السجن مع قيام ثورة يناير وإقتحام السجون ثم رجوعه لنفس الجزيرة التى كان كبيرها ليستعيد مركزه فيها لكنه يفاجأ بأحداث جديدة بعد مرور أربع سنوات،حيث دارت أحداث الفيلم الذى كتب الشخصيات السينمائية له شريف عرفة،وكتب السيناريو والحوار كُل من شرين ومحمد وخالد دياب. تبدأ الأحداث بتصور كامل للمخرج والمؤلف باقتحام السجون فى 30 يناير 2011 بواسطة الرحالة والجماعات الإرهابية..ويعتبر من أجمل البدايات التى أرخت لهذا الحدث،ثم نجاة منصور الحفنى من هذه الاقتحامات التى قتُل فيها من قتُل وهرب فيها من هرب،وحتى ماحدث لمديريات الأمن والأقسام الشرطية. القصة تصاعدت بحرفية سينمائية حتى وصولها للنهاية،بعد المرور بالعديد من المفاجآت بما فيها علاقة منصور بكريمة حبه الأول.. وبعد أن أصبحت كبيرة الجزيرة،و شخصية جعفر (خالد صالح) وتقديمها وتصاعدها فى الأحداث حتى النهاية..أما شخصية اللواء رشدى وما حدث لضباط الداخلية من جِراء الثورة،كانت كلها فى خدمة الدراما.. ولكن أين شخصية الضابط طارق (محمود عبد المغني)،عديل الضابط رشدى والمحرك الرئيسى للجزء الأول وخصوصاً فى الجزء الأخير من الأحداث؟!!. والتمثيل أحمد السقا فى شخصية منصور..ممثل له العديد من الأدوار فى أفلام كثيرة منها الأكشن والكوميدى والرومانسي،إلا إنه فى شخصية منصور الحفنى فى الجزيرة 2 كان أداؤه أكثر نضجاً،خصوصاً فى المشاهد الصامتة سواء مع ابنه على أو كريمة،فهو ممثل أصبح كبيراً. وهند صبرى فى دور كريمة..منذ أول أفلامها فى تونس (صمت القصور) مع مفيدة تلاتى وحتى بداياتها فى مصر (مذكرات مراهقة) وهى دائماً تأتى بجديد مع كل دور تقوم به،و هنا لها العديد من المشاهد بحوار قليل،فكان أداؤها عالى مع الدراما وتفهمها شخصية كريمة الكبيرة الحزينة فى صمت. نضال الشافعى فى شخصية فضل..ممثل يتمتع بحس كوميدى فطري،فكان أداؤه فى الفيلم ممتعا. خالد الصاوي..ممثل كبير استطاع أن يؤدى الضابط المنكسر بعد الثورة والثائر فى نهاية الأحداث بتفهم كامل للشخصية،فكان أداؤه فى خدمة الدراما كما فى مشهد عائلته فى السيارة. خالد صالح فى شخصية جعفر..ممثل كبير أضاء فجأة واختفى فجأة،أدى الراحل الكبير دور الشيخ الذى يتاجر بالدين فى سبيل الوصول لما يريد بتفهم تام من خلال الحركات والأداء اللفظى وطريقة النطق لآيات القرآن الكريم،فهو ممثل تشعر أنه أتى من الجبال ليؤدى دوره فى الأحداث،فكانت مشاهده مع كريمة لها لون خاص فالأداء مابين الشر والحب..رحم الله خالد صالح. وأحمد مالك فى دور على منصور الحفني..ممثل رغم صغر سنه إلا إنه يجيد أداء الشخصيات المركبة،فهو الحالم المحب الذى يجد نفسه مسجونا فى ماضيه ومحاولة تغيير مستقبله،فهو ممثل كبير قادم. وسامى مغاوري،محمد التاجي،أروى جودة،مى الغيطي..حضور مميز. والتصوير أيمن أبو المكارم..يصبح فى أفضل حالاته حينما يكون مع المخرج شريف عرفة،فكانت الإضاءة مواكبة تماماً للدراما كما فى حالة الغموض الذى كانت تعيشه شخصية جعفر،و فى مشاهد البداية واقتحام السجون وفى النهاية،فيلم الجزيرة والجزيرة 2 حالة خاصة فى مسيرة أيمن أبو المكارم. والمونتاج داليا الناصر..رغم أن الفيلم مدته تخطت الساعتين والنصف إلا أن الإيقاع كان سريعاً،حتى أن المُشاهد لم يشعر بالوقت،كما أن تسارع الأحداث خصوصاً فى المفاجآت التى تحدث وقت القتل كان المونتاج فى خدمة الدراما،وكان سريعاً فى مشاهد البداية فى اقتحام السجون ومشاهد النهاية الذى جعل المُشاهد يتفاعل مع الأحداث..مونتيرة كبيرة. والموسيقى عمر خيرت.. استخدم كثيراً من التيمة الموسيقية التى كانت فى الجزء الأول ولكنها كانت فى خدمة الصورة وخصوصاً فى مشاهد الصراع فى الجزيرة،كما أن استخدام الجمل الموسيقية فى الحوارات الصامتة بين منصور وكريمة كانت مكملة للمعني. الملابس ناهد نصر الله..رغم إنها مصممة الأزياء فى الجزء الأول،إلا إنها فى الجزيرة 2 استطاعت من خلال الشخصيات الجديدة مثل جعفر ورجاله والمنصب الجديد لكريمة،أن يكون للأزياء دور كبير فى الدراما من خلال ملابس ناهد نصر الله بكل تاريخها بدءاً من فيلم اليوم السادس ليوسف شاهين. الإخراج شريف عرفة..مخرج كبير وهو من أهم المخرجين فى السينما المصرية،فهو يعتبر من القلائل الذى بمجرد كتابة اسمه على الفيلم يعطى للمُشاهد ثقة فى الفيلم،استطاع شريف أن يبدع فيلماً فيه كل أنواع الدراما سواء كانت حربية أو كوميديا سوداء وحتى الدراما السياسية من وجهة نظر متابعة للتاريخ فى الفترة السابقة منذ اندلاع الثورة 2011 وحتى وصول الإخوان إلى الحكم،فهو استطاع قيادة مجموعة عمل كبيرة من الفنانين لفيلم كبير يعتبر من الانتاج الضخم فى الفترة الأخيرة،ولكن كما ذكرنا كان يجب وجود شخصية الضابط طارق فى الأحداث،خصوصاً أن شريف عرفة هو صاحب الشخصيات السينمائية فى الأحداث،كما إن استخدام زاويا الكاميرا وكل المفردات السينمائية من ديكور وملابس وموسيقى ومونتاج كان هو المايسترو الكبير للأحداث..مخرج كبير لفيلم كبير.