اوراسيا كلمة اصطلاحية تطلق على المنطقة الواقعة بين اوروبا وآسيا، والمشهورة- تاريخيا ومنذ عصر الاسكندر الى عصر برجينسكى- بأن من يسيطر عليها يملك ناصية العالم، وهناك تجمع اقتصادى يربط بعض الدول «الاوراسية» هى روسيا وكازاخستان وبيللاروسيا، وتذكرون- جميعا- ان زيارة الرئيس السيسى الى بلدة «سوتشى» الروسية (ومباحثاته التاريخية مع الرئيس بوتين) تضمنت فى شق نتائجها الاقتصادية، بحث اقامة مركز لوجستى للصادرات المصرية على البحر الاسود، وكذلك بحث اقامة منطقة تجارة حرة بين مصر ودول ذلك التجمع الاوراسى. ومنذ ايام انعقد اجتماع للمجلس الاعلى الاوراسى فى «مينسك» عاصمة بيللاروسيا، ووجه فيه الرئيس بوتين المجتمعين الى ضرورة زيادة التعاون مع مصر والهند، والاسراع باقامة مناطق تجارة حرة معهما، وهو ما يمكن ان يجفف بعض فرص الابتزاز الامريكى لبلدنا، وتهديدنا- كلما بدت مصر عصية على الاملاءات السياسية الامريكية- بعدم اقامة منطقة تجارة حرة بيننا والامريكان. نحن نريد شيئا آخر من روسيا والرئيس بوتين وهو ان يساعد مصر على الانضمام لمجموعة «البريكس» الاقتصادية، التى كانت بدأت بدول اربع هى: روسيا والصين والهند والبرازيل، وصارت اليوم احد التجمعات الواعدة فى العالم، كون السوق الاوروبية المشتركة غلب عليها الطابع السياسى فى الاتحاد الاوروبى، وكون «نافتا» منظمة التجارة الامريكية و»الاسّيان» منظمة الدول الآسيوية الاقتصادية كانتا تعبيرين عن تجمعين جغرافيين يربط كلا منهما التجاور بالدرجة الاولى. انضمام مصر الى «البريكس» سيفتح امامنا «فراندة» اخرى تمكنا من انعاش اقتصادنا، وتدعيم فكر استقلال القرار الوطنى، وتذكرون ان محمد مرسى (اول جاسوس مدنى منتخب) سعى من خلال اجتماعات البريكس فى جنوب افريقيا ان ينضم الى التجمع ليحقق انجازا يحاول فيه- كعادته- سرقة بعض الالهامات الناصرية والادعاء بانه يسعى للاستقلال، رغم كراهيته وجماعته لكل ما يمت لعبد الناصر بصلة، فمرة يدعى انه سيعمل على ان نتنج مصر سلاحها وغذاءها ودواءها، ومرة يحاول فتح قناة مع الروس فى زيارة خائبة، ولكنه كان دائما يفشل، لان موسكو نظرت اليه كممثل لجماعة ارهابية، كما استغربت طرائقه العجيبة فى الادارة والحكم. اليوم نحن فى زمن ثورة يونيو التى رفعت صور بوتين والسيسى وعبد الناصر فى محطة الرمل.. واليوم نحن فى تعاون يتسع افقه باطراد، وهو ما سوف يتدعم ويتعزز لو ساعد بوتين مصر كى تدخل الى مجموعة «البريكس». لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع