منذ إعلان وقف إطلاق النار ليلة 7/8 أغسطس عام 1970 فى إطار ترتيبات مبادرة وليم روجرز وزير الخارجية الأمريكى والتى نجحت مصر فى استثمارها لتحريك حائط الصواريخ كان هناك همس متزايد وغليان متصاعد يسرى فى جنبات القوات المسلحة يطلب ويضغط على سرعة التحرك والانتقال من أوضاع السكون والتهدئة على الجبهة المصرية إلى أوضاع الحركة و القتال سعيا إلى استرداد الأرض واستعادة الكرامة يختلف عن ذات النداء الذى كان يسرى فى الشارع المصرى بشدة مما جعل الرئيس السادات يدرك أن الحرب باتت هى خيار مصر الوحيد. والحقيقة أن عامى 1972 و1973 شهدا نموذجين من أروع نماذج التحضير لحرب أكتوبر من خارج المؤسسة العسكرية حيث كانت هناك مجموعة عمل إعلامية يقودها الدكتور محمد عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام هدفها استعادة الثقة بالنفس العربية وإجهاض كل دعوات التيئيس وإلى جوارها مجموعة عمل دبلوماسية يقودها السيد حافظ إسماعيل مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى وكان ضمن أعضائها الدبلوماسى الشاب أحمد أبوالغيط الذى أصبح وزيرا لخارجية مصر بعد 31 عاما من حرب أكتوبر . وعلى المستوى الاستراتيجى جرى التوافق بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية بشأن ركائز قرار الذهاب إلى الحرب بالتنسيق مع سوريا على أساس أن إسرائيل لا تستطيع القتال فى أكثر من جبهة فى وقت واحد وأنها إذا داهمها هذا الخطر فإنها تلجأ إلى حشد مجهودها الرئيسى فى جبهة واحدة وتكتفى فى الجبهات الأخرى بالمشاغلة. كان فى حسابات التحضير لحرب أكتوبر أن إسرائيل التى تحتل أراضى 3 دول عربية تفتقر إلى حجتها التقليدية فى القيام بضربة وقائية وأنه حتى لو توافر لها مناخ دولى موات لتنفيذ مثل هذه الضربة فإنها تحتاج لتجهيز سياسى وعسكرى لا يقل عن أربعة أسابيع... ومن ثم يجب علينا فى مصر حماية سر قرار الحرب إلى قرب ساعة الصفر حتى تتحقق المفاجأة الاستراتيجية والتكتيكية بنجاح تحت مظلة خداع شاملة.. وهو مانجحت مصر فى تحقيقه ببراعة وإتقان.. وغدا نواصل الحديث لمزيد من مقالات مرسى عطا الله