المعادلة الصعبة التى تواجه المسئولين عن الكهرباء فى مصر الان هى محاولة تحقيق التوازن بين القدرة المنتجة والقدرة المطلوبة من الطاقة. بعد أن أصبح مشهد انقطاع الكهرباء من المشاهد التى اصابت الناس بحالة من الاستياء. ولان الدقهلية واحدة من كبرى المحافظات حيث تضم نحو6 ملايين نسمة «بحجم دولة» فان استمرار انقطاع الكهرباء علاوة على عدم رد المسئولين على شكاوى المواطنين سواء على التليفونات الارضية او المحمولة ووجود عدد كبير من المصانع والورش المنتجة زاد من حجم معاناة هؤلاء الناس حيث يهددهم انقطاع الكهرباء فى مصادر الرزق بسبب استمرار هذه الازمة وهو ما دعا مديرالتحكم بمنطقة انتاج الكهرباء بطلخا الى توجية النصح لبعض المواطنين الذين اشتكوا بشراء مولدات كهربائية بدلا من الشكوى حيث ان كهرباء الشبكة الموحدة للمصالح العامة وليست للمؤسسات الخاصة . ومع استمرار الازمة لجأ آلاف المواطنين خاصة من التجار وأصحاب المحلات التجارية والورش الصناعية الى شراء ماكينات توليد الكهرباء التى تعمل بالبنزين والسولار وهو الامر الذى يزيد الطين بلة حيث يتسبب تشغيل الماكينات فى التلوث السمعى والبيئى فما ان تنقطع الكهرباء حتى تعلو اصوات هذة الماكينات ويخرج العادم منها لتستنشقه الصدور. تعطل ألفى ورشة بالرغم من استثناء المنطقة الصناعية بجمصة التى تضم 190 مصنعا منتجا حاليا من فترات انقطاع الطاقة الكهربائية الا ان الموقف مختلف تماما بالنسبة للورش الصناعية الشهيرة سواء بمدينة المنصورة او مدينة ميت غمر حيث تضم منطقة الحسينية بالمنصورة وحدها نحو 2000 ورشة ميكانيكية لاصلاح المعدات والالات الى جانب عدد كبير من ورش الخراطة وانقطاع الكهرباء يتسبب فى خسائر فادحة لاصحاب هذة الورش والعمال خاصة الذين ترتبط اجورهم بالعمل اليومى .
ويقول المهندس مهند فودة ان مدينة ميت غمر تضم اكبرعدد من مصانع انتاج الالومنيوم على مستوى الجمهورية حيث ينتج نحو الفى مصنع وورشة 70% من اجمالى ما تنتجة مصر من هذه الاوانى ويتسبب انقطاع الكهرباء لفترات عنها فى اضرار بالغة باصحابها والعاملين فيها ..وقد لجأت بعض المصانع والورش فى الاستعانة بماكينات توليد الكهرباء غير ان كثيرا من المصانع يحتاج الى قوى كهربائية كبيرة لتشغيل الالات وهو مالا يتم الا عن طريق الاعتماد على كهرباء الشبكة الموحدة. ومن مدينة المطرية يصرخ طارق عبد الرازق " الناس لم تعد تتحمل مشكلة انقطاع الكهرباء المتواصل الذى يتسبب فى تعطل العمل بالورش الصناعية والمحلات التجارية الى جانب تلف الطعام الموجود بالثلاجات ويضيف طارق ان مايزيد الطين بلة ارتفاع فواتير الكهرباء ويتسائل هل استفاد الناس من الكهرباء حتى تقوم شركة الكهرباء برفع الفواتير بهذا الشكل " ؟!. ويقول ان هناك اكثر من 300 مصنعا صغيرا بمنطقة العصافرة الصناعية تصدر منتجاتها للخارج مهددة بالتوقف فى حالة انقطاع الكهرباء . مصائب قوم ! واذا كانت ازمة الكهرباء تسبب اضرارا بالغة لبعض المواطنين فانها فى ذات الوقت تسبب ارباحا خيالية للبعض الاخر حيث راجت تجارة ماكينات توليد الكهرباء المستوردة من الصين والتى اصبحت المحلات التجارية بالمدن والمنازل بالقرى تستعين بها بغرض الانارة وهو ما يؤكدة وجيه السعيد تاجر آلات كهربائية بالمنصورة مشيرا الى ظهور انواع جديدة من ماكينات توليد كهرباء عبارةعن بطاريات جافة مزودة ب " تونجر " واخرى بدون تونجر تعمل بدون صوت اعتمادا على اعادة شحنها من الكهرباء كما راجت تجارة كشافات الاضاءة بشكل غير مسبوق حتى لم يعد هناك منزل الا وبه احد نوعيات هذه الكشافات صينية الصنع . ويقول المواطن احمد فؤاد انه بالرغم من ان هذه الماكينات والكشافات معرضة لسرعة التلف وهو مايضيف اعباء جديدة على كاهل المواطنين الا انه ليس امامهم من خيار سوى اقتناء هذه الكشافات تحسبا لتكرار انقطاع الكهرباء الذى يصل الى ساعات طويلة تمتد الى 18 ساعة . تجهيز العرائس ويشير ياسر امين ابو عيسى تاجر اجهزة كهربائية بالمنصورة الى ان ماكينات توليد الكهرباء وكشافات الانارة بمختلف انواعها اصبحت من اللوازم الاساسية فى قوائم تجهيز " العرائس" وهو امر جديد على المجتمع المصرى لم يكن يحدث من قبل وان الشهور الاربعة الاخيرة قد شهدت اقبالا شديدا على شراء الماكينات و الكشفات المستوردة من الصين لرخص اسعارها حيث يتراوح سعر الماكينة بين 1750 جنية الى 4750 جنية حسب كمية الطاقة التى تنتجها والتى تكفى انارة منزل او اكثر. تخفيف الاحمال اما المهندس صلاح رضوان رئيس مجلس ادارة شركة توزيع كهرباء شمال الدلتا بالمنصورة المسئولة عن توزيع الكهرباء بمحافظات الدقهلية وكفر الشيخ ودمياط فيقول ان الكهرباء منظمومة واحدة واذا كان هناك نقص فى مكان بسبب خروج احدى المحطات من الخدمة فانه حتما سيؤثر على الشبكة الموحدة بالجمهورية ويتم اللجوء الى تخفيف الاحمال لتحقيق التوازن بين القدرة المنتجة والقدرةالمطلوبة علاوة على حماية الشبكة القومية من الانهيار والفصل الكهربائى الكامل على مستوى الجمهورية ونحتاج للمحافظات الثلاث 2100 ميجا وات ولان التخفيف امر متغير كل يوم وفقا لظروف الشبكة القومية يحدث انخفاض فى القدرة الكهربائية ولا نستطيع تحديد وقت الفصل لانة متوقف على حالة الشبكة الموحدة . ورغم مطالبة بعض الحركات والتيارات ومعهم الاف المواطنين بالتوقف عن سداد قيمة الفواتير لشركة توزيع كهرباء شمال الدلتا الا ان المحاسب علاء الطملاوى نائب رئيس مجلس ادارة الشركة يؤكد ان الفواتير تستخرج بقدر الاستهلاك وناشد المواطنين ترشيد استهلاكهم من الكهرباء وعدم تشغيل اجهزة التكييف فى اوقات الذروة والاكتفاء بتشغيل المراوح لانها اقل استهلاكا من اجهزة التكييف .