"..... واليوم نجتمع هنا لإصدار قرار دولى حول تجريم تنظيم داعش ومحاربته، داعش المدعومة من قبل دول معروفة, أنتم تعرفونها أكثر من غيركم, وهى حليفة لدول كبرى أعضاء فى مجلس الأمن. " تلك كانت آخر الكلمات التى تفوهت بها رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دى كيرشنر فى مجلس الأمن قبل أن يتم قطع البث المباشر عنها رغم عدم انتهائها من كلمتها بعد, ولكنهم تعمدوا منع إرسال الحقائق التى تحدثت عنها, والتي كانت بمثابة كرات من اللهب تلقى بها بكل قوة فى وجه الدول الحاضرة، وذلك بعد أن فضحت كيرشنر مخططات بعضهم من أجل مصالحهم الشخصية، ولو على حساب دول أخرى. وقد كانت رئيسة الأرجنتين أكثر ذكاء وحنكة منهم, وذلك لإدراكها أنه من الممكن أن يتم بالفعل قطع البث عنها أو منعها من استكمال كلمتها، مما جعلها تستهل كلمتها بأهم جزء وأكثرها حدة..حيث قالت "منذ عام كنتم تعتبرون نظام الأسد إرهابي، وكنتم تدعمون المعارضة الذين كنا نعتبرهم ثوار، واليوم نجتمع للجم الثوار الذين تبين فيما بعد أنهم إرهابيون..واتهمتم إيران على خلفية الانفجار الذى طال السفارة الإسرائيلية فى العاصمة بوينس أيرس عام1994، ولم تثبت التحقيقات تورط إيران بهذا الإنفجار، وأصدرتم قرارا لمحاربة القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر، واستبيحت بلاد وقتل أهلها تحت هذا العذر مثل العراق وأفغانستان، ومازالت هاتان الدولتان تعانيان من الإرهاب بالدرجة الأولى.. رحبتم بالربيع العربى وعممتموه فى تونس ومصر وليبيا وغيرها، وأوصلتم الإسلام المتشدد للحكم فى هذه البلدان بقراراتكم ومباركتكم ومازالت شعوب تلك الدول تعاني من وصول المتشددين الإسلاميين إلى الحكم والعبث بحريات المواطنين هناك.. إتضح من خلال القصف على غزة فداحة الكارثة التى ارتكبتها إسرائيل وموت العديد من الضحايا الفلسطينيين بينما اهتممتم بالصواريخ التى سقطت على إسرائيل والتى لم تؤثر أو تحدث خسائر فيها..". حادث أردوغان وفى الدورة ذاتها, حدث إشكال بين حراس الرئيس التركي أردوغان ورجال أمن المنظمة الدولية. وبدأ الإشكال خلال وقوف أردوغان فى المنصة الخلفية أثناء إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمته، وبينت المشاهد محاولة رجال أمن المنظمة منع أردوغان من التقدم فيما راح حراسه يقولون إنه الرئيس التركي ويدفعون عنصر أمن الأممالمتحدة، وقامت عدد من وسائل التواصل الإجتماعى بتداول لقطات عرضها موقع صحيفة "التليجراف" البريطانية على الإنترنت ترجع لعام 2011 وتظهر فيها مشاجرة عنيفة بين عناصر أمن المنظمة الدولية وحراس أردوغان حين كان رئيساً للوزراء. وحينها أوضح ناطق إعلامي بإسم المنظمة أن ما جرى ناتج عن سوء تفاهم آملا عدم تكراره مستقبلا, إلا أن الأمر عاد وتكرر لكن في شكل أقل حدة. حذاء خروشوف وقد شهدت الدورة التى أقيمت عام 1960 عدد من الحوادث الغريبة والطريفة, والتى يأتى فى مقدمتها ما قام به زعيم الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خروشوف حينما قام بنزع حذائه ثم ضرب به بقوة على منبر الجمعية العامة، وذلك لإسكات المندوب الفلبيني الذى كان يلقي خطابا يندد فيه بما أسماه "الإمبريالية السوفيتية", وهى الحادثة الدبلوماسية الأشهر في تاريخ الحرب الباردة. لكن هذا لم يكن سوى امتداد لخطاب الرئيس السوفيتي الذى كان صادما للغرب, خاصة بعدما أنهاه ب "سندفنكم أحياء". تمثال الجاسوسية وفى مشهد أقرب للمشاهد التى طالما نشاهدها فى أفلام الجاسوسية وفى الدورة ذاتها, دار سجال حول إسقاط طائرة تجسس أمريكية داخل الأراضي السوفيتية, وقتها قام السفير الأمريكي هنرى كابوت لودج وبكل هدوء بإخراج تمثال خشبي صغير أهدته جمعية الصداقة السوفيتية - الأمريكية إلى السفارة الأمريكية بموسكو، ثم قام بإخراج ميكروفون تنصت زرع فى عين التمثال، مما وضع الوفد السوفييتى فى موقف حرج. هجوم كاسترو مازلنا فى نفس الدورة ولكن هذه المرة مع الزعيم الكوبى فيدل كاسترو الذي إستمر خطابه لمدة أربع ساعات ونصف ساعة، قام خلالها بمهاجمة الإمبريالية الأمريكية, وهو الخطاب الذى كشف عن موقفه المنحاز للجانب السوفيتي, كما هاجم كاسترو كلا من ريتشارد نيكسون وجون كنيدى مرشحى الرئاسة الأمريكية آنذاك, بل كانت من أشهر مقولاته في تلك الدورة: "لو لم يكن كنيدي مليونيرا أميا جاهلا لتسنى له أن يفهم أن المرء لا يثور أبدا على الفلاحين", ولكى يبرهن كاسترو على تواضعه وحبه لفئة الفلاحين ذكر أمرا غريبا ألا وهو "أنه يحتفظ بالدجاج الحي فى غرفته بالفندق". عرفات وغصن الزيتون وفى دورة عام 1974 , التى شهدت أول خطاب يلقيه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائد الثورة الراحل ياسر عرفات أمام الجمعية العامة، والذى إستهله بمقولته الشهيرة "جئت حاملاً غصن الزيتون فى يد وبندقية ثائر فى الأخرى, فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدى"، مقولة جعلت عددا كبيرا من الحاضرين يصفقون له تصفيقا حارا استمر دقائق, ثم أكمل كلمته بهجومه علي الصهيونية. وكان لخطابه رد فعل قوى وسريع من قبل الجمعية العامة, ففى الدورة التى تلتها, أصدرت قرارا بأن الصهيونية تساوى العنصرية . شافيز ورائحة الشيطان لم يستطع الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إخفاء ما يطويه من كره للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, وذلك بوصفه له بالشيطان أمام الجميع, فخلال إلقائة كلمته علي منبر الأمم الممتحدة عام 2006 قال أمام الجميع "كان الشيطان يتحدث هنا أمس، ولا تزال رائحة نترات الكبريت التى تعبق منه تفوح فى المكان"، مشيرا إلى بوش الذى كان قد ألقى كلمته فى اليوم الذى سبقه. ثم عاد ليكرر نفس الجملة فى كلمته عام 2009 حيث قال "إن المنبر صار الآن خالياً من رائحة الكبريت" نجاد والعدو الأول فى دورة الجمعية العامة عام 2008 أثار الرئيس الإيراني حفيظة الكثيرين بعدما استغل وجوده فى هذا الجمع ليهاجم عدوه الأول "إسرائيل" وبضراوة, بل وجاءت كلماته جريئة وصادمة عندما وجه حديثه لشعوب الغرب قائلاً إن "كرامة الشعوب الأمريكية والأوروبية ومصداقيتها وحقوقها تتلاعب بها فئة صغيرة مخادعة يسمى أفرادها الصهاينة، ورغم أن هذه أقلية ضئيلة، فقد ظلت تهيمن على حيز كبير من المراكز المالية إضافة إلى مراكز صنع القرار في أمريكا وعدد من الدول الأوروبية في عملية معقدة وماكرة", ولم يكتف بذلك بل اتهم الكيان الصهيونى بإرتكابه عددا من الجرائم شملت وقوفها وراء الحرب فى أوسيتيا الجنوبية, ثم إتخذت كلماته طابعا دينيا بعدما قام بالإستعانه بعدد من التعاليم الدينية الشيعية. طرائف القذافي أينما يذهب يترك بصمته التى يعتبرها البعض أفعاال طريفة والبعض الآخر يعتبرها شاذة وفاضحة, ولكن فى كل الأحوال فهى لا تليق برئيس أى دولة عربية, وبالفعل لم تخل دورة عام 2009 من بصمات الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى, الذى بالرغم من أنه كان قد أمضى 40 عام في الحكم, إلا أن تلك كانت المرة الأولى التى يقف فيها القذافى علي منبر الأممالمتحدة, وألقي فيها خطابا طويلا إستمر لمدة 100 دقيقة تقدم فيه بمظالم تعود لنصف قرن بما فيها أن الولاياتالمتحدة هى التي تقف وراء أنفلونزا الخنازير، وتتستر على قاتل جون كنيدى, ثم صب غضبه على مجلس الأمن فشبهه ب "تنظيم القاعدة" بإعتبار أن كليهما إرهابى، ثم أخذ بتمزيق صفحات من ميثاق الأممالمتحدة وإلقائها مشيرا إلى أن المبادئ التى تتضمنها غير محترمة ولا مصونة، ثم ألقى الميثاق فى الهواء. كما طالب القذافي بأمر أخر غريب, تصدر عناوين الصحف الغربية, ألا وهو إصراره على وضع خيمة بدوية كمقر إقامة له في نيويورك لكن الطلب قوبل بالرفض, وتفاديا لحدوث أزمة سمح له المليادير الأمريكى الشهير وإمبراطور العقارات "دونالد ترامب" بإقامة الخيمة فى فناء منزله!