انطلاق تكبيرات صلاة عيد الأضحي بمسجد مصر بالعاصمة الجديدة    بحضور السيسي.. مدبولي والطيب ووزيري الدفاع والداخلية يؤدون صلاة العيد بالعاصمة الجديدة    متحدث الأمين العام للأمم المتحدة: نحتاج إلى المحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت في غزة    كأس العالم للأندية| الأهلي يغادر فندق الإقامة لخوض المران الأول    الونش: الفوز بالكأس أبلغ رد على الانتقادات    بالسجاد.. ساحات دمياط تستعد لاستقبال المصلين في عيد الأضحى    مصرع 3 أشخاص إثر انقلاب سيارة فى الإسماعيلية    «علي صوتك بالغنا».. مها الصغير تغني على الهواء (فيديو)    خليل الحية: حماس لم ترفض مقترح ستيف ويتكوف الأخير بل قدمنا تعديلات عليه    محافظ القليوبية يتابع استعدادات وجاهزيه الساحات لاستقبال المصلين    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 6 يونيو بسوق العبور للجملة    ناصر منسي: كنت على يقين بتسجيلي هدفاً في نهائي الكأس    خاص| الدبيكي: مصر تدعم بيئة العمل الآمنة وتعزز حماية العاملين من المخاطر    توقف الرحلات الجوية في مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي بموسكو وإسقاط مسيّرات أوكرانية    السيطرة على حريق ميكروباص بمحيط موقف السويس    «محور المقاومة».. صحيفة أمريكية تكشف تحركات إيران لاستعادة قوتها بمعاونة الصين    عيدالاضحى 2025 الآن.. الموعد الرسمي لصلاة العيد الكبير في جميع المحافظات (الساعة كام)    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    اليوم.. وزارة الأوقاف تفتتح 8 مساجد جديدة بالمحافظات    تحرك أمني لضبط صاحب شركة مقاولات وهمية نصب على المواطنين في ملايين الجنيهات بالهرم    موعد ظهور نتائج سنوات النقل في الجيزة عبر بوابة التعليم الأساسي 2025 (تفاصيل)    أبو الغيط: الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار بلبنان تهدد بتجدد العنف    عبارات تهنئة رومانسية لعيد الأضحى 2025.. قلها لحبيبك فى العيد    كيفية حفظ لحوم الأضاحي.. خطوات بسيطة لصحة آمنة في عيد الأضحى    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    محافظ الأقصر يتفقد ساحة أبو الحجاج استعدادًا لصلاة العيد (صور)    وفاة الإعلامية والكاتبة هدى العجيمي عن عمر 89 عاماً    الفرق بين صلاة عيد الأضحى والفطر .. أمين الفتوى يوضح    عمر جابر: جمهور الزمالك يستحق بطولة    مسجد نمرة.. مشعر ديني تُقام فيه الصلاة مرة واحدة في العالم    مصرع شابين وإصابة 4 آخرين أثناء سباق موتوسيكلات بكفر الشيخ    محمد أسامة: ثلاثي الزمالك استكمل المباراة مُصابين ونهدي اللقب لجمهورنا    4 قضاة في مرمى النيران، الجنائية الدولية تصف عقوبات واشنطن بمحاولة تقويض استقلاليتها    عقوبات أمريكية على 4 قضاة بالجنائية الدولية لإصدارهم مذكرات ضد نتنياهو    طرح البرومو الرسمي لفيلم the seven dogs    عيار 21 يقفز أكثر من 100 جنيها.. مفاجأة في أسعار الذهب محليا وعالميا أول أيام عيد الأضحى    بيراميدز يهنئ الزمالك بالفوز بكأس مصر    بالفيديو.. استقبال خاص من لاعبي الأهلي للصفقات الجديدة    محافظ قنا يستقبل ممثلي الأحزاب ونواب البرلمان للتهنئة بعيد الأضحى    كيرلي وقصات شعر جديدة.. زحام شديدة داخل صالونات الحلاقة في ليلة العيد    بعد طرحها.. "سوء اختيار" ل مسلم تتصدر تريند " يوتيوب" في مصر والسعودية    المايسترو تامر غنيم مديرًا للدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية 2025    وفاة الإذاعية القديرة هدى العجيمي صاحبة برنامج «مع الآباء الشبان»    عاجل.. "الشهر العقاري" تواصل تقديم خدماتها خلال إجازة عيد الأضحى    رسميا بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الجمعة في أول أيام عيد الأضحى المبارك    سعر طن الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    ما هي سُنة الإفطار يوم عيد الأضحى المبارك؟    سُنن الخروج لصلاة العيد.. احتفالات واتباع للسنة النبوية    خطوات عمل باديكير منزلي لتحصلي على قدمين جميلتين في عيد الأضحى    الإمام الأكبر يهنئ الرئيس السيسي وقادة العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك    السيسي يؤدي صلاة عيد الأضحى اليوم في مسجد مصر بالعاصمة الجديدة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي محافظ بورسعيد ويبحثان سبل تطوير الخدمات الصحية    قطر تهزم إيران بهدف نظيف وتنعش آمالها في التأهل إلى مونديال 2026    جامعة كفر الشيخ ترفع درجة الاستعداد بمستشفى كفر الشيخ الجامعى خلال العيد    في وقفة العيد.. «جميعه» يفاجئ العاملين بمستشفى القنايات ويحيل 3 للتحقيق (تفاصيل)    المهيرى: اتفاقية للحفاظ على حقوق العاملين ب «اقتصاد المنصات»    شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    الصحة: فحص 17.8 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وراء كل قتيل امرأة
حريم الثأر.. حقائق وأسراريكشف عنها «دوار الصراحة» بالنخيلة

هنا في النخيلة بل قل في كل قري اسيوط ، تطاردك الحكايات عن تجارة السلاح و حريم الثأر قبل ان تطاردها ، تسعي اليك بمجرد ان تفكر أو «تنكش» فيها ، لاشيء ولا أحد يحجب عنك مايجب ان تعرفه.
وهنا في النخيلة وفي كل قرية تذهب اليها تلاحقك حكاية «فطام بنت الأخضر» المرأة فائقة الجمال ، التي قتل ابوها وأخوها يوم معركة النهر بين الخوارج وعلي ابن ابي طالب .. فلما رآها «عبد الرحمن بن ملجم» أخذت قلبه فخطبها .. فقالت له: لا اتزوجك حتي تثأر لي قال: وماذا تريدين ؟ قالت: ثلاثة آلاف عبد ، او قتل علي ابن ابي طالب ، فان أصبته نفعك العيش معي .. فوافقها واصاب علي .. في النخيلة وربما في قري اخري تشعر ان كل سيدة تعاني من ازمة الثأر وكأنها « فطام « ، فكلهن يردن ويحرضن علي الثأر ولايسقط من ذاكرتهن ابدا مهما طالت السنين ، والأمثلة كثيرة ولا سيما إذا كانت المرأة ذات نفوذ أو سلطان أو كان الأمر بيديها، وهنا تبث من سمومها وتبعث بأوامرها لكل من في كفالتها أو في حيازتها يأتمر بأمرها ولا يملك إلا أن ينفذ الأوامر دون مناقشة أو تردد أو وقفة مع النفس للتريث.
وأما حقول الذرة الرفيعة التي من شدة كثافتها تكاد تحاصرك وتطبق علي جانبي الطرق المؤديه الي المراكز والقري حتي تظللك بالخوف وهواجس الشياطين ، وهو الأمر الذي يجبرك أن تسأل وبشكل واضح : هل هناك علاقة بين هذه الزراعات وبين زيادة معدلات جرائم الثأر في هذه القري ، تحديدا في هذه الفترة التي ينمو ويزداد فيها طول عيدان هذا المحصول ، وصدق القائل : بأن كل من له ثأر اراد ان يأخذه فلابد ان يلبد في الذرة !!
هذا المشهد وغيره من المشاهد والدلالات الاخري التي تتسم بها قرية النخيلة ، كانت سببا قويا في اختيارنا لها بأن تكون نموذجا لمناقشة هذه القضية المعقدة العتيقة البالغة الحساسية والخطورة ، فما تبقي في الذاكرة المصرية عن النخيلة للاسف الشديد ، ليس إلا لكونها بلد امبراطورية عزت حنفي لتجارة السلاح والمخدرات والقتل والثأر .. وليست القرية التي انجبت يونس القاضي شيخ المؤلفين المصريين وصاحب ومؤلف نشييد بلادي والمكتشف لسيدة الغناء العربي وكروان الشرق محمد عبد الوهاب ، أو لانها مسقط رأس شاعر الكوخ محمود حسن اسماعيل مؤسس اذاعة القرآن الكريم وصاحب اهم قصائد شدا بها له عبد الوهاب كالنهر الخالد ودعاء الشرق ، أو باعتبارها قرية رئيس تحرير جريدة الأخبار الاسبق الكاتب الصحفي سعيد سنبل ، فكل هؤلاء العباقرة والمبدعين لم يشفعوا لها ، حتي الصحافة واجهزة الاعلام والسينما تجاهلت كل ذلك ، وراحت تحولها الي رمز من رموز الخروج عن القانون وتجارة السلاح دون ان يتذكرها احد ولو مرة بأنها مسقط رأس هؤلاء المثقفين والمفكرين العظام ، وهذا حال كثير من القري والنجوع في ريف وصعيد مصر .. من هنا كان لابد ان يكون للفكرة جلالها وصداها وتأثيرها ، فبمجرد أن نقلها الزملاء الي كبار العائلات بأسيوط والمتخصصين من اساتذة الجامعة ورجال الدين ولجان المصالحات وممثلي المركز القومي للمرأة والشباب ، الغالبية رحبت وطلبت الاسراع بالتنفيذ .
ولأنه ومهما طال الزمن يظل البشر هم الذين يمنحون الامكنة قيمتها ورونقها ، كان الموقع المختار »لدوار الصراحة« في وسط الشارع وسط القرية وامام البيت الذي ولد به محمود حسن اسماعيل ، وعليك ان تتصور التأثير والمعني .. النخيلة التي نتمناها ونعرف قيمتها وقيمة كل قرية مصرية انجبت عملاقا ومفكرا وعبقريا تعود الي الذاكرة .. اساتذة جامعة، متخصصون ، رجال دين ، قضاة عرفيون واعضاء لجان مصالحات ، نساء وشباب ، شخصيات وابطال لحكايات واقعية وفعلية كانوا معنا يؤكدون لك أنها فعلا ازمة ولن تحلها جهود فردية بل حملة قومية استجابت الاهرام للمشاركة فيها وقيادتها وستشارك فيها كل الاطراف « الاوقاف ، الامن ، المجتمع المدني ، رجال الاعمال.. وبتلقائية ودون خطوط حمراء تحدث وشارك وفضفض الجميع في قضية طال بقاؤها وتعقيدها وتاثيرها السلبي علي الصعيد واهله ..
أم الخمسة وقاتلة الأشقاء
وكانت البداية بتلك المآسي المأساة التي حكاها للحضور الشيخ أحمد حسني عضو لجنة المصالحات باسيوط وهوبالمناسبة شاب لم يتجاوز الثلاثينيات من عمره.. يقول الشيخ : أم قتل احد ابنائها ومنذ قتله وبدأت تحمس إخوته الخمسة تارة وتعايرهم تارة أخري ، حتي صارت تنتظر موعد تجمعهم علي وجبة الغداء لتلقي علي أسماعهم أقسي الكلمات الكفيلة بأن تعمي أعينهم وتصم آذانهم وتدفعهم للخروج مندفعين حاملين سلاحهم للثأر لشقيقهم ، وفي كل مرة كانت تخسر أحدهم مقابل خسائر في الجانب الآخر وظلت تدفع بهم واحدا تلو الآخر للأخذ بالثأر حتي فقدتهم جميعا لتصاب الأم بحالة نفسية وهلوسة حزنا عليهم حتي ماتت مريضة علي فراشها والمفارقة انه بعد موتها انتهت المشكلة وتصالحت العائلتان
وبعد ان انهي الشيخ أحمد حسني حكاياته راح يؤكد أنها معاناة أشد معاناة في قضايا الصلح التي تكون المرأة طرفا أصيلا فيها ، فهي دائما ماتكون وقود استمرار مسلسل الثأر وأكثر من يدفع الثمن.
وأوصي الشيخ أحمد حسني بضرورة تفعيل التوعية الدينية بين النساء وتعيين داعيات لهن بالمساجد خصوصا أن التجربة أثبتت أن مستوي التعليم أيا كان يقف عاجزا أمام علاج هذه الظاهرة،
ويشاركه في الرأي بيومي عبدالباسط الصحفي عضو لجنة المصالحات بمدينة أبوتيج مؤكدا أن المرأة هي الركيزة الأساسية في مد أمد الثأر وهو ما يتطلب ضرورة توعيتها بمخاطر الثأر وما تخلفه من عواقب في اشارة الي أن لجان المصالحات بدأت مؤخرا تستعين ببعض الرائدات الريفيات ونساء من الجمعيات الأهلية خصوصا أن كثيرا من النساء قد يمنعهن الحياء والخجل من التحدث معنا كرجال.
علي أبو شنيف أحد الأهالي يقف مقاطعا ويصرخ :احنا دولة جوه دولة وشعب قليل الأدب الحكومة لازم تشد شوية وتقوم بجمع السلاح المرطرط في كل مكان لأن الحكومة لو قويت علي المجرمين والبلطجية الكل هيكش ويتوقف لحظات انتوا جايين تتكلموا عن ايه والحكومة سبب البلاوي لأنها بتترك الناس لحد ما تخلص علي بعضها وبعدين تتحرك يعني بعد الهنا بسنة.
نميمة تقتل 22 رجلا
وفيما اشتدت المناقشات سخونة وتعالت الاصوات .. دخلت سيدتان احداهما شابة كانت تحمل بين يديها طفلا صغيرا .. فهمنا بعد جلوسهما ان واحدة منهما فقدت اخوتها الخمسة وتطالب بالثأر والاخري فقدت احد ابنائها ضحية انه اراد ان يأخذ بثأره وتخشي ان تفقد الاخر ولاتريده ان يفعل .. طلبنا ان نسمعهما فقالت السيدة الشابة وهي تكاد تقطع الكلام بين اسنانها من شدة الغيظ والقهر الذي يتملكها : اخوتي الخمسة قتلوا غدرا اثناء خلاف علي شراء آخر علبة سجاير ، ولم يتبق سوي اخين أحدهما مصاب بقدميه ولايستطيع الوقوف ويجلس بالدار والآخر عنده 14 سنة ومازال صغيرا ان يحمل السلاح .. سأنتظر حتي يجيب لنا ثأر اخوتنا فمازلت احتفظ بملابس اخواتي بدمائهم حتي لا ينسي اخي الصغير ثأره حينما يشتد عوده ويقوي علي حمل البندقية . . حتي لو الحكومة اعدمت القاتل سوف ناخذ ايضا ثأرنا من خمسة أفراد بالتمام فحقي وحق اخوتي لن اتركه أبدا حتي لو مات كل أفراد عائلتي . أما الاخري.. فقالت بصوت غير مسموع «مات لي ولدان كبيران يا حبة عيني غدر والله» ..ولكني لا اريد ان اخسر ولدي الثالث ويقتل هو الاخر مثل إخوته ، فهو سندي في الحياة ، ولم يتبق غيره .. قالت بصوت خافت كأنها لاتريد ان يسمع الحاضرون «يابنتي الحكومة عارفه القاتل ولكنها لا تقبض علية »ورددت لم يعد في العمر بقيه لموت الثأر ..
وقبل ان تنهي السيدة المكلومة البوح بآهاتها وأوجاعها تستشهد السيد زينب التوني عضوة المجلس القومي للمراة بواقعة وكأنها تريد ان تؤكد أن المرأة أس البلاء فعلا في هذه القضية عندما قالت :
إن نميمة نسائية تتعلق بجريمة قديمه يزيد عمرها علي 37 عاما راح ضحيتها أكثر من 22 قتيلا في احدي قري مركز ديروط ، ذلك عندما قالت إحدي السيدات لجارتها في إحدي الجنائز : إن فلانا بدلا من أن يتطاول علي فلان وعلان .. لماذا لا يتشطر علي الذين قتلوا أبوه من 37 سنة» وراحت تذكر اسم القاتل .. وما أن خرجت من فمها هذه الكلمة حتي انتقلت كلماتها بسرعة لتشعل نار الفتنة ويخرج الرجل المقصود بالنميمة هائجا بلا عقل ليقتل ويصيب كل من أمامه وفي المقابل لم تقف العائلة الأخري عاجزة وخرج رجالها بالسلاح لتنتهي المعركة بسقوط 22 رجلا من الطرفين.
أطفال الثأر بلا أسماء وأوراق.
إلا أن المفاجأة التي راحت تفجرها عندما قالت : لقد لاحظنا في أثناء تجوالنا في بعض القري والنجوع أن هناك أطفالا يولدون ويموتون دون وجود أي إثبات لهم يدخلون الدنيا ويخرجون منها دون ذكر اوراق او اسماء وذلك هربا من الثأر حيث يخشي عليهم آباؤهم أن تسجيلهم في المواليد قد يجعلهم أحد المستهدفين في الخصومات الثأرية يعني بدلا من أن يتم التفكير في مستقبل الطفل العلمي والأدبي يتم التفكير في كيفية حمايته من الثأر وهذه ظاهرة تستحق الدراسة وهي موجودة في القري والنجوع المتاخمة للجبل ومنها كوم المنصورة بأبنوب، مؤكدة إهمال المشكلات الصغيرة وتركها حتي تتفاقم وهناك أشخاص منوطة بهم مساعدة العدالة كمشايخ البلد أحيانا يكونون سببا رئيسيا في تضليل العدالة بإمدادهم بمعلومات مغلوطة وغير حقيقية كما أن اختفاء دوار العمدة والذي كان مفتوحا لحل جميع المشكلات كبيرة وصغيرة انعكس سلبيا في تأجيج مشكلات الثأر.
احصائيات غائبة
بينما تكشف عبلة البكري مسئولة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة بأسيوط أنه عندما حاول المجلس فتح ملف المرأة والثأر وجد معوقات كبيرة منها عدم وجود قاعدة بيانات أو معلومات للنساء اللاتي يعانين هذه المشكلة وعندما طالبنا الجهات المعنية بإمدادنا بالمعلومات اللازمة رفضت وقالت هذه اجراءات ومهام امنية واشارت الي أن تجارة السلاح الرائجة تلعب هي الأخري دورا في تأجيج المشكلة وعندما جمعنا نساء وسألناهن أجمعن علي أن بطء إجراءات التقاضي يلعب دورا كبيرا في تأجيج قضايا الثأر، مؤكدة علي ضرورة قاعدة بيانات للمرأة وهو ما يتطلب إعادة توظيف الدراما توظيفا سليما لأن الدراما تصف المرأة التي تسعي للأخذ بالثأر كالعفريت.
الحويج عضو المنظمة الدولية لحقوق الإنسان اشار إلي ملاحظة مهمة ومن هذا النموذج يجب التحرك علي إعلان قري بلا ثأر في محاولة لمشاركة جميع أطياف المجتمع وتشجيعهم علي المضي قُدما في وقف نزيف الدم وهكذا.
القضاء علي الموروث
وأما الدكتور أحمد ياسين نصار استاذ بكلية العلوم قال في بداية حديثه إننا نتوجه بالشكر لجريدة الأهرام علي تبنيها مثل هذا النوع من القضايا وفتح ملف شائك أمام المسئولين تم خلاله التركيز علي العنصر الرئيسي وراء ارتكابها وهو المرأة حيث تلعب المرأة بالصعيد دورا مهما في تحريك جرائم الثأر وتأجيجها بجانب ثالوث الخطر الذي يدمر الصعيد «الفقر الجهل المرض» لذا يجب التحرك سريعا بمعالجة الآثار المسببة لتلك الظاهرة حيث تجب مراجعة قوانين وأحكام جرائم الثأر الناتجة عن الموروث الثقافي السيئ وكذلك التوعية الدينية حيث إنني قرأت كتابا للشيخ جلال الدين السيوطي ذكر فيه ثلاث خطب عن حرمة الدماء ومحاربة ظاهرة الثأر وعقاب الثأر وجزاء من عفي عن أخيه موضحا أن الإعلام يلعب دوره في إظهار المرأة بصورة غير لائقة ومدي قوتها وسطوتها في المجتمع.
ظاهرة صحية
ويكشف الدكتور أحمد البريري عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسيوط عن أنه لوحظ ومن خلال الدراسات التي تم اجراؤها فى المجتمع الأسيوطي أن قري أسيوط شهدت في العامين الماضيين نحو قتيل يوميا يذهب ضحية لتلك الظاهرة اللعينة وأنه كلما ارتفع المستوي الاقتصادي للعائلة ابتعدت نسبيا عن الدخول في جرائم الثأر، هذا فضلا على اكتشاف أن المرأة هي المحرك الرئيسي لتلك الظاهرة وهي الوقود المشعل لها وذلك من خلال موروثها الثقافي من الأمثال الشعبية ومنها « اللي عليه تار ما يهنا له بال» «كلب دار مالوش تار» عند الاستهانة بشخص ما أو أنه ليس وراءه من سيطالب بثأره
وأكد الدكتور خالد جمال وكيل كلية الحقوق وأستاذ القانون المدني بجامعة أسيوط ان علي الدولة مواجهة تلك المشكلة من خلال التحرك سريعا في التعجيل بإصدار الأحكام في قضايا الثأر وكذلك تمكين الشرطة من القبض علي القاتل الحقيقي حتي ينال عقابه وأخيرا أن تكون الشهادة في مثل هذه الجرائم لله وليس للعصبيات والأقارب ولا يتم كتمها مع بث روح التسامح بين أفراد المجتمع.
وهنا تصرخ إحدي الحاضرات التي قتل أخوتها في ثأر انتوا عايزيني أسامح والنار جوايا مولعة أنا أخواتي ماتوا ودمهم سال أمام عيني ومنظر الدم لا يفارقني أبدا أسامح مين وفي ايه بالضبط؟!
وهنا يتدخل الدكتور خالد جمال لو تم القصاص من القاتل هترتاحي؟!
فترد أرتاح إزاي وقلبي محروق علي إخواتي؟
يعني لو قتل القاتل هيشفي غليلك؟
فترد المرأة بانفعال شديد أنا اخواتي ماتوا قدام عيني والقانون مخدش حقهم قانون إيه اللي انتوا بتتكلموا عليه.
هنا يتدخل الدكتور محمد حسين موسي أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق قائلا إن التوعية الثقافية بعقوبات تلك الجرائم هي الحل الأمثل لمقاومة انتشار الظاهرة حيث يتعامل قانون العقوبات مع مثل هذه الجرائم ويجب علي السيدات أن يتفهمن خطورة تلك الظاهرة ويري الدكتور محمد حسين أن الحل الأمني هو الحل الأفضل لتلك الظاهرة حيث يجب علي قوات الأمن جمع السلاح وتكثيف التحريات الدقيقة لضبط الجاني الحقيقي بعيدا عن الاتهامات الموجهة التي تضلل العدالة.
وهنا يصرخ شاعر النخيلة الحاج عبدالحي ليه متكنش العقوبة صريحة وهي الإعدام والقصاص هو ربنا لما تكلم عن القصاص لم يقل كلمة القتل العمد أو غير العمد الحل في القصاص ويكون من القاتل وليس غيره مع تشديد العقوبات لمن يحاول أن يقتل غير القاتل القانون الضعيف هو السبب القاتل بيتحبس سنة أو سنتين وبعدين يأخذ براءة عدل مين ده.
وأوضح الدكتور حازم حمدي أبو الحمد أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بداية لابد أن نوضح أننا إذا أعملنا ديننا إعمالا صحيحا وانطلقنا من هذا الدين انطلاقا صحيحا سوف تكون الوجهة صحيحة ، فقضية الثأر من الجرائم القديمة الموجودة قبل الإسلام وتصدي لها الإسلام ولابد من تدريب الداعيات تدريبا صحيحا وحملة توعية دينية سليمة
وهنا يتكلم د. أحمد نصار هناك كثير من الائمة الكبار تكلموا في هذه الظاهرة الخطيرة وعالجوها يمكن الرجوع لكتاباتهم مع وجود حملة قومية شاملة لمعالجة المشكلة.
الدكتور أحمد كمال عبد الموجود الأستاذ بقسم الاجتماع بكلية الآداب يري أن 90% من جرائم الثأر تقف خلفها المرأة وتجب تنشئة الأطفال الصغار علي قيم التسامح والبعد عن العدوانية وأخيرا تسليط الضوء من قبل الإعلام علي أحكام هذه الجرائم وعدم الاكتفاء بنشر القضية وتفاصيلها دون التأكيد علي عقاب الجاني ، وهنا تعترض إحدي الحاضرات أنا لا أتفق معاك أن المرأة وراء 90% من مشكلات الثأر أنتوا كده بتتحاملوا عليها؟! .. فيعاود كمال الحديث أنا مُصر علي هذه النسبة التي أكدتها جميع الدراسات الميدانية موضحة أن المرأة تلعب دورا كبيرا في الخصومات الثأرية
شارك فى الندوة:
وائل سمير اسامة صديق
تصوير محمد ماهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.