أكد علماء الأزهر أن من ينكرون أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وأحاديث أبى هريرة، بعيدون عن الإسلام. وطالبوا رئيس الوزراء بسرعة إصدار قانون يجرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين، ويمنع وسائل الإعلام والفضائيات من الخوض في ثوابت الدين الإسلامي والتشكيك في السنة وكتب الأحاديث والطعن في الخلفاء الراشدين. وقال الدكتور إسماعيل الدفتار، أستاذ الحديث وعلومه وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن الشيعة باعتبار أنهم يوقنون بأن النبي، صلى الله عليه وسلم، أوصى بالخلافة بعده لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، يرون أن كل من خالف هذه الوصية ظالم فاسق، وبالتالي يزعمون أنه لا تصح الرواية عنه، لأنه في نظرهم غير مأمون على أمور الدين، وبالتالي فهم يضمون السيدة عائشة وأبا بكر وغيرهما من الصحابة وكذلك أبو هريرة رضي الله عنه، إلى جانب أن أبا هريرة رضي الله عنه، يروي الكثير من الأحاديث ومن بينها أحاديث يمكن ألا تتفق مع الوصاية بالخلافة لعلي رضي الله عنه وأرضاه، وكذلك يرى الشيعة أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يود معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وكان يتردد عليه، فهم لا يحبون معاوية ولا من يحب معاوية على وجه الخصوص، وكذلك فإنهم يرون أن الأحق بنقل ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، من توجيهاته وتعليماته فيما يختص بالإسلام الأحق بذلك الشيعة، ومن أجل هذه المعاني هم يوثقون رواة لا يوثقهم من حولهم من الناس، ويرون أن ما يمكن أن يؤخذ عن هؤلاء الرواة إنما هو من أعمال التقوى، والتي منها التقية، التي تبيح للواحد منهم أن يكذب على خصمه ليفوت عليه غرضه، وأذكر في هذا المقام أنني حينما كنت أقوم بإعداد رسالة الدكتوراه في المكانة العلمية للإمام عبدالرزاق بن همام الصنعاني وهو شيخ الإمام أحمد بن حنبل، وأقرانه وجدت أنهم يروجون في كتبهم أن عبدالرزاق كان متشيعاً. ويؤكد الدكتور الدفتار أن الشيعة يعتقدون أن أبا بكر الصديق، وكذلك عمر بن الخطاب، اغتصبا حق السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها في ميراثها، من تركة النبي، صلى الله عليه وسلم، مع أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال (نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة) وأبو بكر رضي الله عنه، وكذلك عمر من بعده، كانا يصرفان العائد مما تركه النبي، صلى الله عليه وسلم في مصالح المسلمين كما كانا يصرفان النبي، صلى الله عليه وسلم، ومن أجل هذا يرون أن أبا بكر ومن يميل إليه وكذلك عمر، ومن يميل إليه لا تصح الرواية عنهم، فجميع من حول النبي، صلى الله عليه وسلم لا يصح الاعتماد عليهم ولا محبتهم فيها باستثناء، بعضهم يقول 17 من الصحابة المخلصين، وبعضهم يرى أنه أقل من ذلك. وكان بعضهم يصلي معي في الأزهر وحدث أخذ ورد في بعض الأشياء وحضر للمنزل وتناقشنا كثيرا في مثل هذه الأمور. سيف القانون وفي سياق متصل أكد الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، عميد كلية أصول الدين، إن تشكيك الشيعة في سيدنا أبي هريرة، وفي أمنا عائشة رضي الله عنها، وكذلك تهجمهم على أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب وعثمان كما أذاعت بعض وسائل الإعلام التي نقلت لنا في الأيام الماضية هذه الفضائح التي تدل على حقدهم الأعمى على خلفاء المسلمين وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكل ذلك لا ينبني على أساس سليم من الناحية العلمية وإنما ينبني على التعصب فلو أننا أخذنا بكلام الشيعة لنبذنا القرآن الكريم الذي بين أيدينا لأنهم يقولون إنه محرف ولأحد المغالين منهم كتاب يسمى (فصل الخطاب في تحريف كلام رب الأرباب) فهل من يقول هذا الكلام وينشره عن تحريف القرآن الكريم الذي قال الله تعالى فيه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) بعد هذا الكلام يقبل مسلم عاقل ما تقوله هذه المراجع؟! وهناك حلقة مشهورة على «اليوتيوب» يلقن فيها هؤلاء الحمقى صغار السن ما يقولون بأن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة في النار، فهل هذا دين؟ وهل هذا إسلام؟ إن هذا الأمر قد شاع في مصر ولا حل له في نظري إلا بسيف القانون، الذي يجب أن يجرم سب الصحابة وسب أمهات المؤمنين وأن يعتبر ذلك من الجنايات التي يجب أن تنزل على فاعلها أقصى العقوبة لأن هذا الأمر سيؤدي إلى فتنة كبيرة في المجتمع، لا يعلم مداها إلا الله، آجلا أو عاجلا. أسباب إنكار الشيعة ويضيف، من الأسباب التي جعلتهم يقولون ذلك، إن الشيعة يعيشون في وهم كبير، وهو أن الخلفاء الثلاثة، أبا بكر وعمر وعثمان قد اغتصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وأنهم يكذبون على النبي، صلى الله عليه وسلم، فيقولون زورا وبهتانا أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أوصى بالخلافة إلى علي بن أبي طالب، وما أسهل الرد على هؤلاء الحمقى، الذي يغررون بشباب مصر، حيث نقول لهم، إن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، رضي بخلافة أبي بكر وبايعه، ثم رضي بخلافة عمر وبايعه، ثم رضي بخلافة عثمان وبايعه، وكان وزيراً للثلاثة، فهذا يدل على أنه يعترف بخلافة الخلفاء الثلاثة، فالشيعة هنا في مقولتهم (أن الخلافة قد اغتصبت من عليَّ بتعبير المصريين عندنا (ملكيون أكثر من الملك) ثم نأتي بعد ذلك، إلى اتهامهم لأبي هريرة، رضي الله عنه وأرضاه، فنقول، إن أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه، صحابي جليل، من كبار الصحابة، وأحد السبعة المكثرين من رواية الحديث، باتفاق أهل العلم، وقد تلقت الأمة أحاديث أبي هريرة بالقبول والرضا، بل إن هناك حديثاً صحيحاً يقول فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، لأبي هريرة، ما معناه (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)، وها نحن حينما نطبق هذا الحديث، على كل من يكرهون أبا هريرة، نقول لهم إن النبي، صلى الله عليه وسلم، تنبأ في زمانه بما هو موجود في زمانكم أيها القادحون في أبي هريرة، ووصفكم بأنكم منافقون، وهانحن نقول إننا نحب أبا هريرة، ونحب ما روى من الأحاديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، على شريطة أن تكون صحيحة الأسانيد، هذا هو المنطق العلمي الذي تمتاز به الأمة الإسلامية، حيث من المعروف أن الأمة الإسلامية تمتاز بالإسناد والأنساب والإعراب. العترة ويضيف، أما عن حجة الشيعة في (الوصية بعترة أهل البيت)، فهذا نص ثابت عندنا في صحيح مسلم، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي) ونحن لا ننكر هذا الحديث كما ادعى بعض الشيعة، كذبا وزورا، أنه لا يوجد عندنا، ولكن مفهوم الحديث ينطبق علينا أهل السُنة ولا ينطبق عليهم، والدليل على ذلك، أننا عندنا في الأحاديث الشريفة مسند كامل لعليَّ بن أبي طالب، في كتاب المسند للإمام أحمد بن حنبل الذي قسمه على مسانيد، كما أن هناك مسنداً لعبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، كما أن هناك مسندا لبقية أهل البيت، وبالجملة ليس هناك كتاب من كتب الحديث إلا وهو يحتوي على الكثير من أحاديث عليَّ بن أبي طالب، والحسن والحسين، وعبدالله بن عباس، والعباس بن عبدالمطلب، وما إلى ذلك من أهل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بل إن تعبير أهل السُنة في تعريف أهل البيت أشمل وأعم مما تقوله الشيعة، فهم يقولون إن أهل البيت هم (علي وفاطمة والحسن والحسين، وذريتهما) أما نحن أهل السُنة فنقول : (إن أهل البيت يشمل هؤلاء أولاً، ثم يشمل نساء النبي، صلى الله عليه وسلم) كما ورد عن كبار الصحابة، في صحيح مسلم أنه سئل عن نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال نساؤه من أهل بيته، كما يشمل كل من حُرّم عليه الصدقة، كأهل العباس رضي الله عنه، وما إلى ذلك، ونحن نقول لهم، وبخاصة أنهم يسبون عبدالله بن عباس ابن عم رسول الله في كتابتهم بعبارات بذيئة، نقول لهم كيف لا يكون عم رسول الله، وأبناء عم رسول الله، وزوجات رسول الله، كيف لا يكون هؤلاء جميعا من آل بيت رسول الله. شهود الإسلام من جانبه أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن من ينكر الأحاديث الصحيحة التي رواها راوية الإسلام أبو هريرة رضي الله عنه، والأحاديث التي روتها السيدة عائشة، رضي الله عنها، وهي صحيحة، أخرجها البخاري ومسلم، وهما إمامان جليلان، وهو معلوم من الدين بالضرورة، كأحاديث تتعلق بالصلاة والصيام والحج، ...الخ، فهذا يكون بعيدا كل البعد عن الإسلام، ثانيا، أن الذي يحاول أن يجرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأبي بكر وعمر وعثمان وغيره من أصحابه الأطهار، فهذا أيضا، ابتعاد عن حقائق الإسلام لأن الصحابة رضوان الله عليهم، هم شهود الإسلام، ورموز الدين، ولولاهم ما وصل لنا الإسلام ولا القرآن ولا السنة ولا الأحكام، فهم حلقة الوصل، عبرهم انتقل الوحي الإلهي إلى التابعين فأتباعهم ثم إلى الأجيال التالية بعد ذلك، فمعنى أنك تقدح في عدالتهم، وتجرح فيهم، فهذا تجريح لشهود الدين، وحملته ونقلته، ومخالف للقرآن الكريم، الذي قال فيه رب العزة، (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) فبعد أن يقول رب العزة عن الصحابة رضي الله عنهم ورضوا عنه، يأتي من يجرح أو ينال من عظمة هؤلاء الأئمة الشوامخ الأمناء الذي صانوا أشرف تراث في الوجود، فمن الذي يقدح في عدالة الصحابة، وقال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود) وشهد بعدالتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهى عن سبهم، فقال (لاتسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) والمد هو نصف القدح، والمعنى أن الذي يسب الصحابة خاسر ومخطئ، لأن ثوابهم عند الله مضاعف لأنهم حموا الدين. ولذلك يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم، فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)، فهم حملة الدين ونقلته، والذين شهدوا الوحي يتنزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، فمن يفعل ذلك ليس له عقيدة صحيحة.