تتأرجح الأزمة السورية دوما بين الحل السياسى والحسم العسكرى، لتبقى أسيرة لهذه اللعبة الدامية على مدى 3 أعوام ونصف العام، أتمتها كاملة يوم 15 سبتمبر الحالى، وبينما تعلو نبرة أحدهما ويخفت صوت الآخر بين فترة وأخرى، يبدو اليوم وكأن المسارين، السياسى والعسكرى، يمضيان معا فى طريقين متوازيين، لكل منهما أهله وداعموه الدوليون والاقليميون، فى انتظار أن يفرض أحدهما نفسه على الآخر، بأى شكل. سياسيا، تشير المعلومات المتواترة الى أن عملا يجرى فى الغرف المغلقة، وتحركا اقليميا ينضج على نار هادئة، حتى تستوى ملامحه وتتبلور بوضوح، على يد مصر والسعودية، مع كل من ايران وروسيا أكبر داعمى الرئيس السورى بشار الأسد، بالتنسيق مع أطراف المعارضة السورية، سواء المؤيدة للحل السياسى، أو حتى تلك المشرفة على تنفيذ الخيار العسكرى. وعسكريا، وفى التوقيت ذاته، أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية استراتيجيتها لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية"، المعروف اعلاميا باسم "داعش"، الموجود فى كل من سوريا والعراق، وسعت الى تشكيل تحالف دولى عربى لمواجهته، كما أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلبه من الكونجرس الموافقة على تدريب قوات المعارضة السورية فى السعودية لمواجهة التنظيم. "الأهرام" سعى الى استطلاع حقيقة وتطورات ما يجرى على المسارين، عبر هذين الحوارين، مع الدكتور منذر خدام المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، والعقيد هيثم العفيسى نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة "الجيش الحر" الذراع العسكرية للائتلاف الوطنى السورى المعارض.