بعد 14 شهرا قضاها في سويسرا بين الحياة والموت فقد الامل في ان يعود الي تراب الوطن مرة اخري بعد ان ظل لمدة 3 اشهر متواصلة في غيبوبة تامة ظن الجميع انه لن يفيق منها ولن يعود إلي الحياة مرة اخري ولكن ارادة الله كانت المعين له في تلك الأيام العصيبة ليفاجيء الجميع بعد مرور الأشهر الثلاثة بأنه عاد للحياة علي الرغم من توقف اجهزة الجسم المختلفة والكبد والكلي الا ان دعوات المصريين الذين دافع عنهم المقدم ساطع النعماني نائب مأمور قسم بولاق الدكرور من هجمات الإرهابيين كانت طوق النجاة له. بهذه الكلمات روي النعماني للحظات العصيبة التي عاشها خارج الوطن منذ ان اطلق عليه الإرهابيون والقناصة الرصاص من اعلي اسوار جامعة القاهرة اثناء انقاذه العشرات من اهالي بين السرايات بعدما اعتدوا عليهم وقتلوا 15 منهم واصابوا 60 آخرين ودمروا 70 محلا مملوكة للمواطنين وبصوت منخفض بدأ يتذكر المقدم ساطع تلك اللحظات العصيبة وبالتحديد في يوم الثاني من يوليو عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسي يلقي خطابه بالتليفزيون ويردد كلمة الشرعية مرات ومرات وهنا خرج عناصر من الإخوان بمنطقة بين السرايات وظلوا يطلقون الرصاص علي الاهالي واشتبكوا معهم مما اسفر عن مقتل أهالي لاذنب لهم الا الوجود بالمنطقة مصادفة وقامت قناصة باطلاق الرصاص بصورة عشوائية وهنا يقول النعماني « قررت النزول للشارع حتي لا تتفاقم المجازر ويتساقط القتلي باعداد كبيرة بعدما تدافع أعداد من منطقة بولاق الدكرور وبين السرايات وكادت تحدث مجزرة يسقط فيها المئات والعناصر الإرهابية تلقي الرصاص علي المواطنين واثناء قيامه بمحاولة ابعاد مواطني بولاق فوجئت بقناص اعلي الجامعة يطلق الرصاص فسقطت ولم اشعر بشيء بعدها وبالتحديد كنت في عداد الاموات ولم اعد للحياة الا بعد 92 يوما بعد ان قرر اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية تسفيري في طائرة طبية للعلاج في سويسرا « واضاف المقدم ساطع أن ظل تلك المدة في غيبوبة تامة وتوقف في الكلي حتي انه كانت تجري عمليات غسيل بشكل يومي وقال ايضا «ظللت علي هذا الحال الا انني اشعر بالفخر لاني كما وقفت بجوار الشعب المصري فالله سخر لي مصر دولة وشعبا لتقف بجواري إلي ان تم شفائي من اصاباتي وتم اجراء 12 جراحة لي بالبطن والوجه بعد ان تحطمت اسناني وفقدت بصري» .. وهنا انتابته حالة من البكاء قائلا « ان كنت فقدت بصري لكني لم افقد بصيرتي والآن اري بعيون المصريين وعيون زوجتي وطفلي الوحيد ياسين الذي اتمني ان يعيش في هذه الحياة وينعم بعد ان حاول الارهابيون تعكير فرحة المصريين بثورتهم موضحا بانني سوف اظل طوال حياتي مدين لمصر وشعبها العظيم الذي وقف بجواري في محنتي خاصة أن وزارة الداخلية لم تدخر جهد للانفاق علي وعلاجي موضحا بانه عندما وطأت قدمي مصر وعند نزولي من الطائرة كان اول شيء فعلته هو السجود لله وتقبيل تراب الوطن الذي نحيا فداء له جميعا وسنظل كذلك موضحا بأننا نتمني الشهادة من اجل رفعة الوطن وحياة طيبة لابنائنا». وكان اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية للاعلام والعلاقات قد وجه ضباط العلاقات العامة لاستقبال المقدم ساطع ورافقه اللواء محمود فاروق مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة من المطار حتي منزله بمنطقة الهرم ، وهنا يلتقط المقدم ساطع خيط الحديث مرة اخري ويوضح أنه سوف يسافر مرة اخري الي سويسرا بعد 4 اشهر لاجراء عمليات تجميل وزرع اسنان التي تحطمت تماما موضحا بان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم اكد له انه لن يدخر جهدا في علاجه نظرا لما قدمه لمصر .
وأوضح نائب مأمور بولاق أن مظاهرات واعتصامات ميدان النهضة كانت السبب الرئيسي فيما حدث له حيث ان المسلحين الذين أطلقوا الرصاص عليه كانوا من اتجاههم وبنبرة اسي يقول «اين منظمات المجتمع المدني واين المراكز الحقوقية لتري ما انا فيه وتتحدث عنه كما تقوم بفعل ذلك مع عناصر تحارب الوطن وسيظل السؤال مطروحا هل هم يشاهدون مايحدث من قتل وتدمير للشرطة بشكل يومي في جميع انحاء مصر؟ ، وفي النهاية يقول احمد الله علي العودة للوطن» ، وهنا يؤكد اللواء عبد الفتاح عثمان بان اجهزة الوزارة سوف تظل مع ابنائها وان المقدم ساطع سوف يعود لعمله ويحصل علي جميع مستحقاته فالوزارة لا تدخر جهدا في الوقوف مع ابنائها الذين يقفون مع الوطن.
وكان اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية قد استقبل أمس المقدم ساطع النعماني نائب مأمور قسم بولاق الدكرور عقب عودته من رحلة العلاج بالخارج إثر إصابته بطلق ناري بالرأس أثناء تصديه لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي أثناء محاولتهم الاعتداء علي المواطنين بمنطقة بين السرايات وقد أكد وزير الداخلية أن المقدم ساطع النعماني وما قدمه من تفان في أداء واجبه مثالٌ مشرف لرجال الشرطة الذين نذروا أنفسهم فداءً للوطن، مشيراً إلي أن بطولات شهداء ومصابي الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم وأجسامهم من أجل أمن الوطن سُتسجِّل في صفحات التاريخ تتناقلَها الأجيال ، وستظلَّ محفورة في ذاكرة الوطن ، تزيد رجال الشرطة الأوفياء عزيمة وإصرارا وصلابة في حماية الوطن والمحافظة علي أمنه واستقراره.
من جانبه، وجه المقدم ساطع النعماني الشكر لوزير الداخلية لمتابعتة الشخصية لحالته الصحية ومراحل علاجه وما قدمته الوزارة من تيسيرات لعلاجه بالخارج معرباً عن فخره واعتزازه بما قدمه من تضحية في أداء واجبه الوطني، واستمراره في أداء واجبه الوطني بجانب زملائه من رجال الشرطة وقد وجه الوزير باستمرار متابعة علاجه بالخارج وفق متطلبات حالته الصحية وقد كان اللقاء مفعما بالمشاعر الإنسانية، حيث استقبل جميع الضباط العاملين بالوزارة المقدم ساطع النعماني بحفاوة بالغة وهو ما ترك أثرا نفسيا فياضا داخله، مؤكدا انه لم يندم أبدا علي إنتمائه لجهاز الشرطة المصري وانه لو أن لديه ألف روح لقدمها فداء لهذا الوطن وقال ان دماءه قطرة قطرة فداء لهذا الوطن الذي لم يبخل عليه بشئ منذ من نشأته وحتي في أحلك اللحظات و فترة علاجه بالخارج، وقال إنه يخشي بشدة ألا تسمح حالته بعودته للعمل، قائلا: «أتمني العودة ولو حارسا علي باب قسم بولاق الدكرور».