تسود حالة من الانفصام النكد فى الاحداث المروعة المحيطة بنا من كل جانب فى أمور تمس صحيح الدين وصدق الوطنية،حتى ليخيل للناظرين انه لاخلاص منها لشدة وطأتها والتغير الذى طرأ على الشخصية المسلمة التى كانت عنوانا على نموذج إنسانى يشار إليه بالبنان، فى التمسك بأصول التربية الحقة. وبعد لكل شىء عدته، ويعرف ما عليه من واجبات نحو ربه ووطنه وأمته، ويقدم ما ينفع المجتمع والناس، متمثلا الحديث الشريف: خير الناس أنفعهم للناس يضع نصب عينه المصلحة العامة، مهموما بالشأن العام يعمل بروح الفريق والجماعة عن وعى وإدراك بأن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه» يقيم علاقات الود والتفاهم والتعايش مع بنى دينه ومجتمعه، سواء كانوا متفقين معه فى الديانة والفكر والمذهب والرأى أم مختلفين، لكن بحكم فكر زائف ومعيب، وممارسات بائسه دامت ردحا من الزمن، تغيرت هذه الشخصية فأصبحت منكفئه على ذاتها باحثة عن مصالحها فى غير اكتراث ولا اهتمام برساله الدين فى الحياة، منصرفه عن هموم الوطن غيرمراعية لعلاقات الاخاء والتعاون والنصرة والمشاركة المجتمعية، وحسبها أنها تتصارع فيما بينها، تتخذ من الممارسات المدمرة، وفكر الفتنة معول هدم للدين والوطن مغيبة لواجب الأصلاح والنهوض مغفلة لفريضة إيمانية ووطنية، فى التوحد وجمع الشمل، فى حين أنها مأمورة بأن تقيم جسور الثقة، وتمد حيل التساند والتواصل مع مواطنيها وبنى جلدتها بحسبانه أساس الاجتماع الايمانى المرتكز على المودة والتعايش المشترك القائم على التعاطف والتراحم، فهو نموذج مجتمع المؤمنين. بنص حديث: مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتزاحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. ولا يمكن أزاء هذا الوضع الراهن تجديد الفكر الدينى وبعث الولاء الوطنى لدين وأمة لديها عناصر الريادة، وفى وطن لديه مقومات النهضه يتمتع بميزات استراتيجية وخيرات لا تحصى، ويضرب بجذوره الحضارية فى التاريخ الإنسانى، قدم على أرضه النموذج لإنسان بناء، يسارع إلى العطاء متى وجد القدوة الحسنة التى تفجر طاقاته الكامنة لينطلق من إيمانه الصادق ووعيه بقضايا دينه ووطنه السبيل لإعادة البناء بالعزيمة والهمة فيتوحد الكل على تحقيق الهدف المشترك عن طريق تضافر جهد كل فرد حول إنجاز مشروعات التعمير والتنمية الكبرى، فهى أداة التقدم وسبيل النهضة، وصنع المستقبل الزاهر، وأجدر بكل مخلص لدينه ووطنه أن يعتصم بفكر البناء والنهضة الحقيقية، وجمع أبناء الأمة على ما فيه صوالحهم بديلا عن الفكر المأزوم وأن يستبدل الكسل والاتكاليه والتراخى بالعمل الجاد المتقن، «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا». ففكر التكفير والفرقة وشهرالسلاح يصيب الأمة فى مقتل يتعين تقليصه بأن يعود المؤمن البناءلا الهدم، والتعمير لا يخرب، يوحد لايفرق يصلح ولا يفسد فهو الحقيق بالالتفاف حوله لإنجاز مصالح الأمة، والسعى الحثيث والصادق لإنجاح وتجسيد مشروعات العمران الكبرى لأنه فوق أنه يساهم فى حل المشكلات، والتغلب على الأزمات، فأنه الطريق لإحياء انتماء مفقود وولاء مضيع لوطن وأمة فرط فى خيراتها وذهب بمصادر قوتها، وعناصر تميزها فكيف السكوت على فكر انتكس به الوطن، وممارسات ظالمة فاسدة، قامت بها أنظمه وفصائل تروع الناس هنا وهناك لم تراع حقوق الله والأمة فتاجرت بالدين والوطن وارتكنت إلى شعارات مغلوطة تخدع بها الجماهير وتغيب الفكر السديد أورثت المجتمع المذلة والفقر والتخلف، فخانت انتماءها ومسئولياتها الملقاة على عاتقها، على ظن باطل، وخاب ظنها فأنها لن تفلت من حساب التاريخ والأجيال ناهيك عن حساب الخالق الديان: وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون . لمزيد من مقالات د.محمد الشحات الجندى