وفاة سعيد عبد الواحد مرشح مجلس النواب عن دائرة إمبابة    اعرف الأسعار فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الخميس 4-12-2025 فى المنوفية    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025    استعراض تجربة مصر للحد من التلوث البحرى ومخلفات البلاستيك والأراضى الرطبة بcop24    الصين تساعد فلسطين ب 100 مليون دولار لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة    الاتحاد الكونغولي يخطر بيراميدز بموعد انضمام فيستون ماييلي لمنتخب بلاده    رصد تماسيح في مصرف مائي بالشرقية.. وتحرك عاجل من المحافظة    لغز اختفاء أسرة من 5 أفراد فى ظروف غامضة بأسيوط    تعرف على الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة والجيزة.. الخميس    المنيا.. حين تعود عاصمة الثقافة إلى مسرحها الأول    تعليم البحيرة تصدر تعليمات مشددة للتعامل مع الحالات المرضية المشتبه بها داخل المدارس    عبد الحميد معالي يهدد بفسخ تعاقده مع الزمالك    استجابة ل «أهل مصر».. أول تحرك من «الأوقاف» بشأن تعديل القيم الإيجارية لأراضي الوقف    محافظ كفر الشيخ يوجّه برفع مستوى أمان طريق إسحاقة - السرو    مكتب نتنياهو: الرفات الذى تسلمته إسرائيل من حركة حماس يعود لمواطن تايلاندى    انخفاض فى درجات الحرارة....تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 4ديسمبر2025 فى المنيا    "مشهد لا يُنسى" بورسعيد تُشيّع بطلها الصغير يوسف محمد فى لحظات الدموع والدعاء والوداع .. إنهيار والدته وحزن أصحابه وذويهم.. والده يؤكد على الحضور: "بالله عليكو ما تسيبوا حق إبني".. فيديو و صور    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025    وزير الري يتابع أعمال وأنشطة هيئة المساحة ومقترحات تطويرها وحوكمة أعمالها    كأس العرب| منتخب فلسطين يلتقي تونس.. وسوريا في مواجهة صعبة أمام قطر    بعد إلغائه لغياب تقنية الVAR.. البدري ومصطفي في مواجهة حاسمة الليلة بنهائي كأس ليبيا على ستاد القاهرة    الأحفاد جمعتنا، إعلامية شهيرة تفاجئ حسن شحاتة داخل المستشفى (صور)    «ما تسيبوش حقه».. نداء والد السباح يوسف محمد خلال تلقى العزاء (فيديو وصور)    استشهاد 6 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    قناة دي فيلت: إذا لم تجد أوكرانيا المال لتغطية عجز الميزانية فستواجه الانهيار الحقيقي    نائب وزير المالية: تمويل 100 ألف مشروع جديد للانضمام للمنظومة الضريبية| فيديو    الصحة: خدمات شاملة لدعم وتمكين ذوي الهمم لحصولهم على حقوقهم    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    دراما بوكس| بوسترات «سنجل ماذر فاذر».. وتغيير اسم مسلسل نيللي كريم الجديد    وزير الخارجية الفنزويلي: استقبلنا رحلات جوية حملت مواطنين مرحلين من الولايات المتحدة والمكسيك    تسريب «ويتكوف أوشاكوف».. مكالمة تهز الثقة بين أمريكا وروسيا!    أحمد حمدي يكتب: هيبة المعلم    جمال شعبان يُحذر: ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للفشل الكلوي في مصر!| فيديو    نجاح جراحة دقيقة لمريض يعاني أعراضًا تشبه الجلطة في الجانب الأيسر    لا خوف من الفيروسات.. الصحة توضح سبب شدة الأعراض في هذا الموسم    محمد رجاء: لم يعد الورد يعني بالضرورة الحب.. ولا الأبيض يدل على الحياة الجميلة    موعد صلاة الفجر.....مواقيت الصلاه اليوم الخميس4 ديسمبر 2025 فى المنيا    أكسيوس: إسرائيل تحذر من استئناف الحرب في حال استمرار تسلح حزب الله    حظر النشر في مقتل القاضى "سمير بدر" يفتح باب الشكوك: لماذا تُفرض السرية إذا كانت واقعة "انتحار" عادية؟    حريق بجوار شريط السكة الحديد بالغربية.. والحماية المدنية تُسيطر على ألسنة اللهب    أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    ماكرون يستعد لإعلان تعديلات جديدة على العقيدة النووية الفرنسية    مشاجرة بين طالبات وزميلتهم تتحول إلى اعتداء بالضرب عليها ووالدتها    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرشد الإخوان يواصل هجومه على وسائل الإعلام والمعارضة فى رسالته الأسبوعية.. بديع: أهيب بالإعلام أن يتقى الله.. وبالمعارضة أن تعبر عن رأيها بالكلمة الطيبة والتظاهر السلمى

واصل الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، هجومه على وسائل الإعلام وقوى المعارضة الرافضة لسياسات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والحكومة، قائلاً: "إن أبواق الفضائيات أضحت لا همَّ لها إلا كتمان الخير ونشر الفساد والشر، وقد أمرنا ديننا بالقول الحسن".
وطالب بديع فى رسالته الأسبوعية اليوم الخميس، حملت عنوان - قِيَم وثَوابِت تُوحِّد الأُمَّة-: "وسائل الإعلام أن تتقى الله سبحانه، وأن تتأكد من مصادرها؛ لأن بعضها لا ينقل أخبارًا عن الصادقين، مشيرا إلى أنها عليها أن تعلم أنها تتحمل الوزر الأكبر فى ذلك، وتتحمل كل ما يترتب على نقل الكذب والإشاعات المغرضة من أضرار للأفراد أو المؤسسات والأحزاب والهيئات والوطن، وإن لم تحاسب عليها فى الدنيا فلن تفلت من الحساب عليها فى الآخرة".
وقال المرشد العام لجماعة الإخوان: "يجب أن يتمسك أبناء الوطن بالقول الحسن حين يتحاورون من أجل صالح أمرهم وبلدهم"، حتى نغلق أبواب الشياطين التى تأخذ الكلمات وتحملها ما لا تحتمله وتنفخ فيها بما ليس فيها، بخاصة فى ظل أبواق الفضائيات التى أضحت لا هم لها إلا كتمان الخير ونشر الفساد والشر"".
وإلى نص الرسالة رسالة من:أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..
فإن الواقع فى دول الربيع العربى يحتاج من جميع أبناء الوطن أن يأخذوا خطوة جادَّة من أجل إصلاح الوطن والقضاء على الفساد المتراكم من عقود، وليس ذلك بالأمر الهيِّن، خاصة أن إصلاح النفوس التى تربَّت على قيم ومبادئ لا تُقرُّها الأديان ولا تسمح بها الديمقراطية الصحيحة والتى تضمَّنها الإعلان العالمى حول الديمقراطية، وأقرَّها مجلس الاتحاد البرلمانى الدولى فى (القاهرة: سبتمبر 1997م) فقد جاء فيه: "تهدف الديمقراطية أساسًا إلى صون وتعزيز كرامة الفرد وحقوقه الأساسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الجماعية، وتأمين تماسك المجتمع وتلاحمه، وتوطيد الاستقرار الوطنى والسلام الاجتماعي، فضلاً عن تهيئة المناخ المناسب لإرساء دعائم السلام الدولي".
ومع أن مرجعيتنا إسلامية، ومنها نوقن بأن فيها من القيم والأخلاق ما يحفظ للبشرية الأمن والسلام والعدل والمساواة والكرامة، ومع إيماننا الراسخ بأن الله عز وجل أنزل هذه الشريعة لنشر الخير وتعميمه وقمع الشرِّ وتحجيمه..
مع كل ذلك الذى ندين به إلا أننا أردنا أن نبين للناس جميعًا أن ما يتغنى به البعض من نظم من وضع البشر ويقدمونها للناس على أنها طريق الخلاص والإصلاح، إلا أنهم لا يقبلون بها إلا إذا حققت لهم مصالحهم وأتت بهم، وإن لم تُحقِّق لهم مصالحهم أثاروا حولها الغبار، وأطلقوا فى وجهها الدخان ظنًّا منهم -وخاب ظنهم-أن ذلك يحجب الحق أو يُشوِّه صورته، لكنهم فى كل مرة يرجعون بخُفَّى حُنَين، حيث يزداد الحق نصاعة وظهورًا، وتصير أعمالهم هباء منثورًا: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد: 17)، ودائمًا لا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله.
الربانية الأساس الأول للإصلاح:
إن منطلق الإصلاح لا يمكن أن يؤتى ثماره، ولا أن يحقق هدفه، إلا إذا كان مستمدًّا من وحى السماء؛ لأن الله خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه وما يفسده: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك: 14).
وإن المنهج الذى نزل من الحق ويهدى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن ورائه قومه ويرشدهم إلى خطوات المنهج خطوة خطوة، كل خطوة فى وقتها المناسب، ويؤيدهم فى كل ذلك بنصره، فتكون النَّهضة موفَّقة لا محالة (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللهَ قَوِى عَزِيزٌ) (المجادلة: 21)، ومن أين يأتى الخطأ إذا كان واضع المنهج هو العليم الخبير، ومُنفِّذه معصوم من الزلل محفوظ من الخطأ، مؤيد بالتوفيق والنصر، ومن هنا كانت النبوَّات رحمةً للعالمين؟.
لقد أخرج هذا المنهج للناس أمة من أقوى الأمم وأفضلها وأرحمها وأبرَّها وأبركها على الإنسانية جميعًا؛ وله من قدسيَّته واستقراره فى نفوس الناس ما يسهِّل على الجميع تناوله وفقهه والاستجابة له والسير عليه متى وُجِّهوا إليه، فضلا عن الاعتزاز بالقومية والإشادة بالوطنية الخالصة؛ إذ إننا نبنى حياتنا على قواعدنا وأصولنا ولا نأخذ عن غيرنا، إلا ما هو من الحكمة التى هى ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق الناس بها، وفى ذلك أفضل معانى الاستقلال الاجتماعى والحيوى بعد الاستقلال السياسي.
وإن فى السير على هذا المنهاج تقوية للوحدة الوطنية ثم للوحدة العربية، ثم للوحدة الإسلامية ثانيًا، فيمدُّنا العالم الإسلامى كله بروحه وشعوره وعطفه وتأييده، ويرى فينا إخوة يُنْجِدُهم وينجدونه ويمدُّهم ويمدونه، وفى ذلك دعم كبير وقوة لا تقهر بإذن الله تعالى.
تَأبَى العِصِى إذا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّرا وإِذَا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَتْ آحَادا
وهذا المنهاج تام شامل، كفيل بتقرير أفضل النظم للحياة العامة فى الأمة عملية وروحية. وهذه هى الميزة التى يمتاز بها الإسلام، فهو يضع نظم الحياة للأمم على أساسين مهمين: أخذ الصالح وتجنُّب الضار،(ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ) (الأعراف: 157).
وإذا سلكنا هذا السبيل استطعنا أن نحلَّ كثيرًا من المشكلات المعقدة التى عجزت عن حلِّها كل النظم الحالية، وإنا نذكر هنا كلمة جورج برنارد شو: (ما أشدّ حاجة العالم فى عصره الحديث إلى رجل كمحمد يحلّ مشكلته القائمة المعقَّدة بينما يتناول فنجان القهوة).
وبعد ذلك كله، فإننا إذا سلكنا هذا السبيل، كان تأييد الله من ورائنا، يُقوِّينا عند الوهن، ويُنْقِذنا فى الشدائد، ويُهَوِّن علينا المشاق، ويهيب بنا دائمًا إلى الأمام: (وَلا تَهِنُوا فِى ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: 104).
الأخلاق دعامة الإصلاح:
إن ما تعيشه كثير من الدول الإسلامية تقتضى من أبناء هذه الدول أن يضعوا لأنفسهم ثوابت خُلُقيَّة يلتزمون بها، وهم يعملون لرفعة أمتهم وارتقاء دولتهم.
والعجيب أن ذلك جاء واضحًا جليًّا فى إعلان الأمم المتحدة، حين يقول: ينبغى أن تتحلَّى الحياة العامة فى مجموعها بالطابع الأخلاقي، وأن تتَّسم بالشفافية، مما يقتضى وضع المعايير والقواعد التى من شأنها أن تكفل ذلك.
ومن هذه الأخلاق:
أولا: الصدق: فإن الصدق من أمهات الأخلاق التى يجب أن نصبغ به حياتنا، ونُربِّى عليه أبناءنا؛ لأنه سبيلنا إلى كل خير نافع وإلى البرِّ الجامع: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا».
ومن أجل ذلك نهيب بوسائل الإعلام أن تتقى الله سبحانه، وأن تتأكد من مصادرها؛ لأن بعضها لا ينقل أخبارًا عن الصادقين، وعليها ألا تتلمَّس للبرآء العَيْب، وأن تعلم أنها تتحمل الوزر الأكبر فى ذلك، وتتحمل كل ما يترتب على نقل الكذب والإشاعات المغرضة من أضرار للأفراد أو المؤسسات والأحزاب والهيئات والوطن، وإن لم تحاسب عليها فى الدنيا فلن تفلت من الحساب عليها فى الآخرة.
ثانيًا: التعاون والتساند: إن النهوض بالأمة لا يمكن أن يحققه أى فصيل بمفرده، ولكن لا بد من تعاون جميع أبناء الدولة، فالأمة تحتاج لجهود المسلم والمسيحى والرجل والمرأة والشاب والشيخ.. وهذا التعاون شعاره قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).
إن الواجب علينا أن نتعاون على البناء والتعمير، وعلى العمل والإنتاج، وفى نفس الوقت ننبذ من بيننا من يُخرِّب أو يُدمِّر أو يحرق أو يُعطِّل الإنتاج أو ينشر الفساد.. وهذا ما يجعلنا أهلا لأن نكون خير أمة(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 110).
ثالثًا: التَّراحُم والتَّعاطُف والمودَّة: فإن دعوة الآخرين للخير وتحذيرهم من الشرِّ يجب أن ينبعث من رحمتنا بالآخرين والتعاطف معهم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِى تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى منه عُضْو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى».
رابعًا: الرِّفْق واللين: فإن التعامل فى لين، والرفق بالآخرين خاصة مع المخطئين يُقرِّب البعيد ويُؤلِّف النافر، ويجمع القلوب قال الله تعالى:(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: 159)، كدرس للأمة كلها مع من كانوا سببًا فى هزيمة أحد، وكان هذا التوجيه الربَّانى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا كَانَ الرِّفْقُ فِى شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ إِلَّا شَانَهُ".
خامسًا: القول الحسن: حين يتحاور أبناء الوطن فيما يُصْلِح أمرهم وبلدهم يجب أن يتخيَّروا أحسن الكلمات؛ حتى نغلق أبواب الشياطين التى تأخذ الكلمات وتحملها ما لا تحتمله وتنفخ فيها بما ليس فيها، خاصة فى ظلِّ أبواق الفضائيات التى أضحت لا همَّ لها إلا كتمان الخير ونشر الفساد والشر، وقد أمرنا ديننا بالقول الحسن، قال الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء: 53). وقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان يَئِس أن يُعْبَد فى أرضكم، ولكن رَضِى فى التحريش بينكم"، وفى رواية "فيما تحقرُنّ من أعمالكم".
والقول الحسن يقتضى أن نبتعد عن السخرية من الآخرين أو الاستهزاء بهم أو غيبتهم، أو السعى بالنميمة للإيقاع بين الأفراد أو الفصائل أو الأحزاب، مما يُحوِّل الساحة إلى سوق للتراشق وميدان للعداوة والبغضاء والشحناء، وبالتالى لا نجد وقتًا للعمل المثمر البناء.
سادسًا : المبادرة بالأعمال التى تخدم الوطن:
إن من أشدِّ الآفات الآن أن الساحة تحوَّلت إلى ميدان للأقوال حتى اسمها يدل عليها (مَكْلَمَة) وسوق رائجة للكلام، الضارّ منه أكثر من النافع، ومن أجل ذلك يجب على العقلاء أن يعملوا ما ينفع وطنهم، ويحل مشاكلهم، ولا يكتفى بإلقاء اللائمة على غيره، وليكن شعار الجميع العمل فى صمت، وأن نطلع الله تعالى لا الناس على أعمالنا بأن تكون خالصة بعيدة عن الرِّياء والسمعة والشهرة وضجيج الإعلام، وبذلك نكون قد فقهنا قول الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(التوبة: 105).
إن على الراغبين فى إعلاء شأن الوطن أن يتقدموا بالأعمال لا بالأقوال، وأن تكون لهم خطة عملية للأعمال التى تعود على الوطن والمواطنين بالخير والسعادة، وليعلموا أن سعادة الفرد، هى على المدى الطويل، فى سعادة شعبه؛ لأنه ما استحق أن يُولد من عاش لنفسه فقط.
وما أروع ما تساءل به الإمام البنَّا مع الإخوان: هل أنتم على استعداد بحق لتجاهدوا ليستريح الناس؟ وتزرعوا ليحصد الناس؟ وأخيرًا.. لتموتوا وتحيا أمتكم؟.
وهل أعددتم أنفسكم بحقٍّ لتقوموا بالتضحية لرفع الظلم عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان؟ فهذا ما ينصر الله تعالى به هذه الأمة ويعيدها إلى مكانتها؛ لأن الله عز وجل ينصر من ينصره، وذلك بنصرة دينه ونصرة المظلومين من عباده. ويقول: إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ.
سابعًا: الحرية المسؤولة لا الفوضى: حين تتنسَّم الشعوب أريج الحرية التى حرموها عشرات السنين، فإنهم يُقْبِلُون عليها بِنَهَم، قد ينسيهم من حولهم، وأن من حقهم أن ينعموا أيضًا بالحرية المسئولة والتى تجعل الجميع يقف فى وجه من يريد استغلال الحرية للتجاوز والاعتداء على حريات الآخرين وعقائد الآخرين ودور العبادة والممتلكات، ومن حق الجميع ألا تجلب عليهم الحرية الدمار والخراب والقتل باسم الحرية..
وقد اقتضت حكمة الله تعالى رحمة بالناس جميعًا أن يضع الموازين بالقسط لحرياتهم، بأن شرع لهم الشرائع، وأرسل إليهم الرسل؛ كى يرشدوهم إلى طرائق السَّير بحرياتهم، وتطبيق استعمال الحريات فى إطارها القوى السليم، حتى تستقيم أحوال الناس جميعًا، ويطمئن كل منهم إلى صون حريته من انتقاصها أو مصادرتها.
وإن الحرية لا تسمو بالإنسان إلا إذا حفظت للآخرين حريتهم، ولم تَطْغَ على أحد ولم تسبب ضررًا لإنسان، ولا تكبل يد إنسان فى تصرف إلا إذا كان من ورائه أذى أو فساد فى الأرض، وقد وضع الإسلام ضابطًا عامًّا ألا وهو: التوافق مع الحق والخير والذى يتضمن:
(أ) بألا تؤدى حرية الفرد أو الجماعة إلى انتقاص حرية الآخرين.
(ب) ألا يترتب عليها إخلال بأمن المجتمع وسلامته.
(ج) ألا تفوت حقوقًا أعظم منها.
وهذا ما يمكن أن نسمِّيه التوازن بين حق الفرد وحق المجتمع، أو المصلحة الخاصة والمصلحة العامة.
ثامنًا : العدل: بالعدل قامت السماوات والأرض، وبالعدل تدوم الدول وتستقر، ومن ثَمّ وجب علينا أن نحقق العدل فى وطننا، وأن ننصف الآخرين ولو من أنفسنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) (النساء: 135). وننصفهم ولو كانوا من أعدائنا: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) (المائدة: 8).
ومن العدل ألا نقول أن الناس كلهم ليس فيهم خير "من قال هلك الناس فهو أهلكَهم أو أهلكهم"، كما أنه ليس من العدل أن نُضخِّم السيئات ونُصغِّر من شأن الحسنات، والأخطر من ذلك أن نُحوِّل الإيجابيات إلى سلبيات، وأن يتحول الهوى إلى معبود ننقاد له، وقد حذَّر الله تعالى سيدنا داود عليه السلام من اتباع الهوى فقال الله تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (ص: 26).
تاسعًا : سيادة القانون: ولا بد من التأكيد على أن العدل أساس الملك؛ ولذلك فليكن القضاء هو السبيل الذى لا يصح لأحد أن يتجاوزه أو يخرج عليه إعمالا لمبدأ سيادة القانون، وهذا مبدأ أقرَّته الأديان، ومعمول به فى كل الدول وجاء فى إعلان الديمقراطية للأمم المتحدة، حيث يقول: "تقوم الديمقراطية على سيادة القانون ومباشرة حقوق الإنسان. وفى الدولة الديمقراطية لا يعلو أحد على القانون، والجميع متساوون أمام القانون"، وهذا تأكيد واعتراف من كل البشر على القيم التى أنزلها ربِّ البشر.
عاشرًا: السلميَّة ونبذ العنف: وأخيرًا.. نهيب بجميع أبناء الأمة إذا ما أرادت أن تُعبِّر عن رأيها، فليكن بالكلمة الطيبة أو التظاهر السلمي، وأن نتوقَّى العنف بكل أشكاله فلا سبَّ ولا شتم، ولا تخريب للممتلكات، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بسبَّاب ولا لعَّان ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذيء"، ولا إراقة للدِّماء، والإسلام يصون الدماء والأعراض والأموال، وكَانَ النَبِى اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا قَالَ: " انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللهِ.. وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا طِفْلًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا شَيْخًا كَبِيرًا، وَلَا تُغَوِّرُنَّ عَيْنًا، وَلَا تَعْقِرُنَّ شَجَرَةً إِلَّا شَجَرًا يَمْنَعُكُمْ قِتَالًا أَوْ يَحْجِزُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَا تُمَثِّلُوا بِآدَمِى وَلَا بَهِيمَةٍ، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا".
أيها المسلمون:
تعالوا نتَّحد على الأهداف العليا لوطننا، وهيا بنا إلى العمل فى إطار من الأخلاق والقيم التى تحفظ حقوق الآخرين، وتحترم حرياتهم، وأن نجعل شعارنا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103).
وأن يعمل كل أبناء الأمة لإصلاح أنفسهم، وإصلاح غيرهم وشعارهم (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: 88).
والله أكبر ولله الحمد.
القاهرة فى : 9 من جمادى الأولى 1434ه الموافق 21 من مارس 2013م
الحُريَّة فريضة والكلمة أمانة
تصدَّى الإخوان المسلمون للنظام السابق وتظاهروا فى الشوارع والميادين لأسباب كثيرة؛ بعضها للاعتراض على قانون الطوارئ، والمحاكمات العسكرية، وتزوير الانتخابات، واستمرار مُدَد الرئاسة للرئيس المخلوع، والتمهيد للتوريث، وكذلك من أجل استقلال القضاء، وأسباب أخرى...، وتحمَّلوا من أجل ذلك أذى كثيرًا من الضرب والاعتقال والتعذيب والمحاكمات العسكرية ومداهمة المنازل فى منتصف الليل ومصادرة الأموال، ومع ذلك لم يستخدموا العنف ولا البذاءة ولا الخروج على الأخلاق.
قامت الثورة وشارك الإخوان فيها بقوَّة، وقدَّموا التَّضحيات وحافظوا على سلميتها وأخلاقيتها، ودافعوا عنها دفاعًا مجيدًا شهد به الجميع وقتئذ.
اشترك الإخوان فى عديد من المليونيات فى ميدان التحرير، وكانوا يمثلون الأغلبية الغالبة من المتظاهرين، وكان معهم أعداد من أحزاب وتيارات أخرى، وكان بعضهم ينتقد الإخوان، بل يهتف ضدَّهم فى هذه المظاهرات، ومع ذلك لم نتعرَّض لهم بأى سوء قولى أو فعلي، بل كنا نقول إن الميدان مِلْك لجميع المصريين، ومن حقِّ الجميع أن يُعبِّروا عن آرائهم ولو كانت معارضة لنا.
كان كل همِّنا إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها، وعلى رأسها التحول الديمقراطي، فشاركنا فى كل الاستفتاءات والانتخابات التى أعادت بناء المؤسسات الدستورية وإنجاز الدستور نفسه، حتى تستقر البلاد، احترامًا للسيادة والإرادة الشعبية واتباعًا لمبادئ الديمقراطية.
بعد الانتخابات الرئاسية ونجاح الدكتور محمد مرسى بدأت قوى عديدة فى الداخل والخارج تسعى لإفشاله بمحاولة تعويق إصدار الدستور، وتعويق استكمال الانتخابات البرلمانية، والتظاهر فى الشوارع والميادين واستخدام العنف ضدَّ مؤسسات الدولة فى عديد من المحافظات، إضافة إلى القاهرة وحرق وتدمير ما يقرب من ثلاثين مقرًّا من مقرات الإخوان المسلمين، وقتل بعضهم، والهتافات البذيئة والشتائم ضدَّ رموزهم، ومنعهم من التواجد فى الميادين والشوارع التى يتواجد أو يعتصم فيها أفراد هذه القوى؛ مهدرين مبادئ الحريات العامة والديمقراطية.
استنتجنا أن هناك من يريد ويخطط لإشعال حربٍ أهلية ويسعى لانهيار اقتصادى لتدمير الوطن، فقرَّرنا أن نُفوِّت عليهم فرصة تحقيق أهدافهم، وعندما قرَّرنا أن نتظاهر فى ميدان عابدين، وكانوا معتصمين فى ميدان التحرير آثرنا أن نبتعد لنتظاهر فى ميدان النهضة أمام الجامعة؛ حتى لا يحدث احتكاك وحتى لا تسيل دماء ولا تُزْهق أرواح.
فى الوقت الذى كانوا يُخرِّبون ويحرقون مقرات الشرطة ويعتدون على ضُباطها وجنودها ويهاجمون دواوين المحافظات ومديريات الأمن، ويدمِّرون الفنادق، ويسعون لتخريب قصر الاتحادية كنا نقوم بالبناء والتعمير فى كل أنحاء البلاد فى مشروعات نافعة تحت عنوان "معًا نبنى مصر".
عندما تمَّ العدوان على حزب الوفد وقفنا ضد هذا العدوان وأدنَّاه بشدة، وطلبنا حماية مقرات جميع الأحزاب ومعاقبة المفسدين فى الأرض.
للأسف الشديد كان هناك من يُشجِّع البلطجية ويحرضهم على مزيدٍ من التخريب ويمنحهم الغطاء السياسى ويقدمهم للناس على أنهم ثوار، فى الوقت الذى كان من أسس الوطنية والإخلاص للشعب وإيثار المصلحة العامة أن تتضافر كل الجهود؛ لإيقاف العنف والذهاب إلى صناديق الانتخاب فى إجراءات حضارية راقية تحترم الشعب وإرادته الحرة.
كل ذلك كان بهدف إسقاط مؤسسات الدولة وإقصاء الإخوان، غير مبالين بإرادة الشعب وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان.
كانوا كلما اتخذت الرئاسة قرارًا يحقق مصلحة الشعب؛ رفعوا من وتيرة عنفهم، وكلما فشل لهم مخطط صعَّدوا فى مخطط جديد.
وأخيرًا.. جاءوا إلى المقرِّ الرئيسى للجماعة بالمقطم وهو مكان سكنى هادئ يثيرون فيه الشَّغب، ويُصعِّدون من أعمالهم الخارجة إلى أن وصل بهم الأمر لإطلاق هتافات وشتائم بذيئة تناولت الجماعة ورموزها، بل وأمهاتهم، وقاموا بكتابة هذه الشتائم على جدران المبنى واستفزُّوا الشباب الذين يحرسون المبنى، وكان هؤلاء المعتدون مسلحين بسكاكين وعصى وزجاجات مولوتوف، الأمور التى أدَّت إلى اشتباكات بينهم وبين من يحرسون المبنى، وهنا تجاهل الإعلام كل ما فعله هؤلاء المعتدون، وصوَّر الأمر على أنه عدوان من شباب الإخوان عليهم متغافلا أنهم هم الذين صَعَدوا المقطم وذهبوا إلى مركزهم، وهم الذين أساءوا وسبُّوا وأهانوا واستَفَزُّوا، ثم بدءوا فى الهجوم على المقرِّ بالحجارة وقنابل المولوتوف والعدوان على الشرطة بالخرطوش، الأمر الذى أوقع عددًا من رجال الشرطة مصابين، ودفع الشرطة للتصدِّى لهم لمدة عدة ليال، ورغم ذلك كله فإننا نتعهَّد بالتحقيق، وإذا وجدنا تجاوزًا من أى من حرَّاس المبنى فسوف نقوم بمحاسبته، ونطالب فى نفس الوقت الجهات القضائية بالتحقيق ومحاسبة الطرف المعتدي.
والآن يتنادون للذهاب يوم الجمعة بأعداد كبيرة لاستكمال العدوان، ونحن نؤكد أن حماية المنشآت العامة والخاصة هى مسئولية الشرطة بالدرجة الأولى، وإن كان من حقِّنا أن ندافع عن أنفسنا ومقراتنا وممتلكاتنا ولن نُفرِّط فيها.
وأخيرًا.. فإننا ندعو الجميع للكفِّ عن العداوة والبغضاء والحوار البنَّاء، والتعاون على البرِّ والخيرِ والتقوى، والحرص على الاستقرار والنهوض والتقدم، والسلام الاجتماعى والأمن الوطني؛ حتى نستطيع أن نحقق أهداف الثورة.
(ولا تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا وادْعُوهُ خَوْفًا وطَمَعًا إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف: 56)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.