عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى رسالته الاسبوعية المرشد يشن هجوما حادا على القنوات الفضائية
نشر في المسائية يوم 21 - 03 - 2013

شن الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، هجوما حادا علي وسائل الإعلام، في رسالته الأسبوعية ، قائلا "إن أبواق الفضائيات أضحت لا همَّ لها إلا كتمان الخير ونشر الفساد والشر، وقد أمرنا ديننا بالقول الحسن"، وطالب بديع وسائل الإعلام أن تتقي الله سبحانه، وأن تتأكد من مصادرها؛ لأن بعضها لا ينقل أخبارًا عن الصادقين، مشيرا إلى أنها عليها أن تعلم أنها تتحمل الوزر الأكبر في ذلك، وتتحمل كل ما يترتب على نقل الكذب والإشاعات المغرضة من أضرار للأفراد أو المؤسسات والأحزاب والهيئات والوطن، وإن لم تحاسب عليها في الدنيا فلن تفلت من الحساب عليها في الآخرة.
والي نص الرسالة
قِيَم وثَوابِت تُوحِّد الأُمَّة
رسالة من: أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..
فإن الواقع في دول الربيع العربي يحتاج من جميع أبناء الوطن أن يأخذوا خطوة جادَّة من أجل إصلاح الوطن والقضاء على الفساد المتراكم من عقود، وليس ذلك بالأمر الهيِّن، خاصة أن إصلاح النفوس التي تربَّت على قيم ومبادئ لا تُقرُّها الأديان ولا تسمح بها الديمقراطية الصحيحة والتي تضمَّنها الإعلان العالمي حول الديمقراطية، وأقرَّها مجلس الاتحاد البرلماني الدولي في (القاهرة: سبتمبر 1997م) فقد جاء فيه: "تهدف الديمقراطية أساسًا إلى صون وتعزيز كرامة الفرد وحقوقه الأساسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الجماعية، وتأمين تماسك المجتمع وتلاحمه، وتوطيد الاستقرار الوطني والسلام الاجتماعي، فضلاً عن تهيئة المناخ المناسب لإرساء دعائم السلام الدولي".
ومع أن مرجعيتنا إسلامية، ومنها نوقن بأن فيها من القيم والأخلاق ما يحفظ للبشرية الأمن والسلام والعدل والمساواة والكرامة، ومع إيماننا الراسخ بأن الله عز وجل أنزل هذه الشريعة لنشر الخير وتعميمه وقمع الشرِّ وتحجيمه..
مع كل ذلك الذي ندين به إلا أننا أردنا أن نبين للناس جميعًا أن ما يتغنى به البعض من نظم من وضع البشر ويقدمونها للناس على أنها طريق الخلاص والإصلاح، إلا أنهم لا يقبلون بها إلا إذا حققت لهم مصالحهم وأتت بهم، وإن لم تُحقِّق لهم مصالحهم أثاروا حولها الغبار، وأطلقوا في وجهها الدخان ظنًّا منهم -وخاب ظنهم-أن ذلك يحجب الحق أو يُشوِّه صورته، لكنهم في كل مرة يرجعون بخُفَّيْ حُنَين، حيث يزداد الحق نصاعة وظهورًا، وتصير أعمالهم هباء منثورًا: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد: 17)، ودائمًا لا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله.
الربانية الأساس الأول للإصلاح:
إن منطلق الإصلاح لا يمكن أن يؤتي ثماره، ولا أن يحقق هدفه، إلا إذا كان مستمدًّا من وحي السماء؛ لأن الله خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه وما يفسده: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك: 14).
وإن المنهج الذي نزل من الحق ويهدي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن ورائه قومه ويرشدهم إلى خطوات المنهج خطوة خطوة، كل خطوة في وقتها المناسب، ويؤيدهم في كل ذلك بنصره، فتكون النَّهضة موفَّقة لا محالة (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة: 21)، ومن أين يأتي الخطأ إذا كان واضع المنهج هو العليم الخبير، ومُنفِّذه معصوم من الزلل محفوظ من الخطأ، مؤيد بالتوفيق والنصر، ومن هنا كانت النبوَّات رحمةً للعالمين؟.
لقد أخرج هذا المنهج للناس أمة من أقوى الأمم وأفضلها وأرحمها وأبرَّها وأبركها على الإنسانية جميعًا؛ وله من قدسيَّته واستقراره في نفوس الناس ما يسهِّل على الجميع تناوله وفقهه والاستجابة له والسير عليه متى وُجِّهوا إليه، فضلا عن الاعتزاز بالقومية والإشادة بالوطنية الخالصة؛ إذ إننا نبني حياتنا على قواعدنا وأصولنا ولا نأخذ عن غيرنا، إلا ما هو من الحكمة التي هي ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق الناس بها، وفي ذلك أفضل معاني الاستقلال الاجتماعي والحيوي بعد الاستقلال السياسي.
وإن في السير على هذا المنهاج تقوية للوحدة الوطنية ثم للوحدة العربية، ثم للوحدة الإسلامية ثانيًا، فيمدُّنا العالم الإسلامي كله بروحه وشعوره وعطفه وتأييده، ويرى فينا إخوة يُنْجِدُهم وينجدونه ويمدُّهم ويمدونه، وفي ذلك دعم كبير وقوة لا تقهر بإذن الله تعالى.
تَأبَى العِصِيُّ إذا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّرا وإِذَا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَتْ آحَادا
وهذا المنهاج تام شامل، كفيل بتقرير أفضل النظم للحياة العامة في الأمة عملية وروحية. وهذه هي الميزة التي يمتاز بها الإسلام، فهو يضع نظم الحياة للأمم على أساسين مهمين: أخذ الصالح وتجنُّب الضار، (ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ) (الأعراف: 157).
وإذا سلكنا هذا السبيل استطعنا أن نحلَّ كثيرًا من المشكلات المعقدة التي عجزت عن حلِّها كل النظم الحالية، وإنا نذكر هنا كلمة جورج برنارد شو: (ما أشدّ حاجة العالم في عصره الحديث إلى رجل كمحمد يحلّ مشكلته القائمة المعقَّدة بينما يتناول فنجان القهوة).
وبعد ذلك كله، فإننا إذا سلكنا هذا السبيل، كان تأييد الله من ورائنا، يُقوِّينا عند الوهن، ويُنْقِذنا في الشدائد، ويُهَوِّن علينا المشاق، ويهيب بنا دائمًا إلى الأمام: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: 104).
الأخلاق دعامة الإصلاح:
إن ما تعيشه كثير من الدول الإسلامية تقتضي من أبناء هذه الدول أن يضعوا لأنفسهم ثوابت خُلُقيَّة يلتزمون بها، وهم يعملون لرفعة أمتهم وارتقاء دولتهم.
والعجيب أن ذلك جاء واضحًا جليًّا في إعلان الأمم المتحدة، حين يقول: ينبغي أن تتحلَّى الحياة العامة في مجموعها بالطابع الأخلاقي، وأن تتَّسم بالشفافية، مما يقتضي وضع المعايير والقواعد التي من شأنها أن تكفل ذلك.
ومن هذه الأخلاق:
أولا: الصدق: فإن الصدق من أمهات الأخلاق التي يجب أن نصبغ به حياتنا، ونُربِّي عليه أبناءنا؛ لأنه سبيلنا إلى كل خير نافع وإلى البرِّ الجامع: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا».
ومن أجل ذلك نهيب بوسائل الإعلام أن تتقي الله سبحانه، وأن تتأكد من مصادرها؛ لأن بعضها لا ينقل أخبارًا عن الصادقين، وعليها ألا تتلمَّس للبرآء العَيْب، وأن تعلم أنها تتحمل الوزر الأكبر في ذلك، وتتحمل كل ما يترتب على نقل الكذب والإشاعات المغرضة من أضرار للأفراد أو المؤسسات والأحزاب والهيئات والوطن، وإن لم تحاسب عليها في الدنيا فلن تفلت من الحساب عليها في الآخرة.
ثانيًا: التعاون والتساند: إن النهوض بالأمة لا يمكن أن يحققه أي فصيل بمفرده، ولكن لا بد من تعاون جميع أبناء الدولة، فالأمة تحتاج لجهود المسلم والمسيحي والرجل والمرأة والشاب والشيخ.. وهذا التعاون شعاره قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).
إن الواجب علينا أن نتعاون على البناء والتعمير، وعلى العمل والإنتاج، وفي نفس الوقت ننبذ من بيننا من يُخرِّب أو يُدمِّر أو يحرق أو يُعطِّل الإنتاج أو ينشر الفساد.. وهذا ما يجعلنا أهلا لأن نكون خير أمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 110).
ثالثًا: التَّراحُم والتَّعاطُف والمودَّة: فإن دعوة الآخرين للخير وتحذيرهم من الشرِّ يجب أن ينبعث من رحمتنا بالآخرين والتعاطف معهم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى منه عُضْو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى».
رابعًا: الرِّفْق واللين: فإن التعامل في لين، والرفق بالآخرين خاصة مع المخطئين يُقرِّب البعيد ويُؤلِّف النافر، ويجمع القلوب قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: 159)، كدرس للأمة كلها مع من كانوا سببًا في هزيمة أحد، وكان هذا التوجيه الربَّاني لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ إِلَّا شَانَهُ".
خامسًا: القول الحسن: حين يتحاور أبناء الوطن فيما يُصْلِح أمرهم وبلدهم يجب أن يتخيَّروا أحسن الكلمات؛ حتى نغلق أبواب الشياطين التي تأخذ الكلمات وتحملها ما لا تحتمله وتنفخ فيها بما ليس فيها، خاصة في ظلِّ أبواق الفضائيات التي أضحت لا همَّ لها إلا كتمان الخير ونشر الفساد والشر، وقد أمرنا ديننا بالقول الحسن، قال الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء: 53). وقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان يَئِس أن يُعْبَد في أرضكم، ولكن رَضِي في التحريش بينكم"، وفي رواية "فيما تحقرُنّ من أعمالكم".
والقول الحسن يقتضي أن نبتعد عن السخرية من الآخرين أو الاستهزاء بهم أو غيبتهم، أو السعي بالنميمة للإيقاع بين الأفراد أو الفصائل أو الأحزاب، مما يُحوِّل الساحة إلى سوق للتراشق وميدان للعداوة والبغضاء والشحناء، وبالتالي لا نجد وقتًا للعمل المثمر البناء.
سادسًا : المبادرة بالأعمال التي تخدم الوطن:
إن من أشدِّ الآفات الآن أن الساحة تحوَّلت إلى ميدان للأقوال حتى اسمها يدل عليها (مَكْلَمَة) وسوق رائجة للكلام، الضارّ منه أكثر من النافع، ومن أجل ذلك يجب على العقلاء أن يعملوا ما ينفع وطنهم، ويحل مشاكلهم، ولا يكتفي بإلقاء اللائمة على غيره، وليكن شعار الجميع العمل في صمت، وأن نطلع الله تعالى لا الناس على أعمالنا بأن تكون خالصة بعيدة عن الرِّياء والسمعة والشهرة وضجيج الإعلام، وبذلك نكون قد فقهنا قول الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة: 105).
إن على الراغبين في إعلاء شأن الوطن أن يتقدموا بالأعمال لا بالأقوال، وأن تكون لهم خطة عملية للأعمال التي تعود على الوطن والمواطنين بالخير والسعادة، وليعلموا أن سعادة الفرد، هي على المدى الطويل، في سعادة شعبه؛ لأنه ما استحق أن يُولد من عاش لنفسه فقط.
وما أروع ما تساءل به الإمام البنَّا مع الإخوان: هل أنتم على استعداد بحق لتجاهدوا ليستريح الناس؟ وتزرعوا ليحصد الناس؟ وأخيرًا.. لتموتوا وتحيا أمتكم؟.
وهل أعددتم أنفسكم بحقٍّ لتقوموا بالتضحية لرفع الظلم عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان؟ فهذا ما ينصر الله تعالى به هذه الأمة ويعيدها إلى مكانتها؛ لأن الله عز وجل ينصر من ينصره، وذلك بنصرة دينه ونصرة المظلومين من عباده. ويقول: إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ.
سابعًا: الحرية المسؤولة لا الفوضى: حين تتنسَّم الشعوب أريج الحرية التي حرموها عشرات السنين، فإنهم يُقْبِلُون عليها بِنَهَم، قد ينسيهم من حولهم، وأن من حقهم أن ينعموا أيضًا بالحرية المسئولة والتي تجعل الجميع يقف في وجه من يريد استغلال الحرية للتجاوز والاعتداء على حريات الآخرين وعقائد الآخرين ودور العبادة والممتلكات، ومن حق الجميع ألا تجلب عليهم الحرية الدمار والخراب والقتل باسم الحرية..
وقد اقتضت حكمة الله تعالى رحمة بالناس جميعًا أن يضع الموازين بالقسط لحرياتهم، بأن شرع لهم الشرائع، وأرسل إليهم الرسل؛ كي يرشدوهم إلى طرائق السَّير بحرياتهم، وتطبيق استعمال الحريات في إطارها القوي السليم، حتى تستقيم أحوال الناس جميعًا، ويطمئن كل منهم إلى صون حريته من انتقاصها أو مصادرتها.
وإن الحرية لا تسمو بالإنسان إلا إذا حفظت للآخرين حريتهم، ولم تَطْغَ على أحد ولم تسبب ضررًا لإنسان، ولا تكبل يد إنسان في تصرف إلا إذا كان من ورائه أذى أو فساد في الأرض، وقد وضع الإسلام ضابطًا عامًّا ألا وهو: التوافق مع الحق والخير والذي يتضمن:
(أ) بألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى انتقاص حرية الآخرين.
(ب) ألا يترتب عليها إخلال بأمن المجتمع وسلامته.
(ج) ألا تفوت حقوقًا أعظم منها.
وهذا ما يمكن أن نسمِّيه التوازن بين حق الفرد وحق المجتمع، أو المصلحة الخاصة والمصلحة العامة.
ثامنًا : العدل: بالعدل قامت السماوات والأرض، وبالعدل تدوم الدول وتستقر، ومن ثَمّ وجب علينا أن نحقق العدل في وطننا، وأن ننصف الآخرين ولو من أنفسنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) (النساء: 135). وننصفهم ولو كانوا من أعدائنا: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) (المائدة: 8).
ومن العدل ألا نقول أن الناس كلهم ليس فيهم خير "من قال هلك الناس فهو أهلكَهم أو أهلكهم"، كما أنه ليس من العدل أن نُضخِّم السيئات ونُصغِّر من شأن الحسنات، والأخطر من ذلك أن نُحوِّل الإيجابيات إلى سلبيات، وأن يتحول الهوى إلى معبود ننقاد له، وقد حذَّر الله تعالى سيدنا داود عليه السلام من اتباع الهوى فقال الله تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (ص: 26).
تاسعًا : سيادة القانون: ولا بد من التأكيد على أن العدل أساس الملك؛ ولذلك فليكن القضاء هو السبيل الذي لا يصح لأحد أن يتجاوزه أو يخرج عليه إعمالا لمبدأ سيادة القانون، وهذا مبدأ أقرَّته الأديان، ومعمول به في كل الدول وجاء في إعلان الديمقراطية للأمم المتحدة، حيث يقول: "تقوم الديمقراطية على سيادة القانون ومباشرة حقوق الإنسان. وفي الدولة الديمقراطية لا يعلو أحد على القانون، والجميع متساوون أمام القانون"، وهذا تأكيد واعتراف من كل البشر على القيم التي أنزلها ربِّ البشر.
عاشرًا: السلميَّة ونبذ العنف: وأخيرًا.. نهيب بجميع أبناء الأمة إذا ما أرادت أن تُعبِّر عن رأيها، فليكن بالكلمة الطيبة أو التظاهر السلمي، وأن نتوقَّى العنف بكل أشكاله فلا سبَّ ولا شتم، ولا تخريب للممتلكات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بسبَّاب ولا لعَّان ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذيء"، ولا إراقة للدِّماء، والإسلام يصون الدماء والأعراض والأموال، وكَانَ النَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا قَالَ: " انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللهِ.. وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا طِفْلًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا شَيْخًا كَبِيرًا، وَلَا تُغَوِّرُنَّ عَيْنًا، وَلَا تَعْقِرُنَّ شَجَرَةً إِلَّا شَجَرًا يَمْنَعُكُمْ قِتَالًا أَوْ يَحْجِزُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَا تُمَثِّلُوا بِآدَمِيٍّ وَلَا بَهِيمَةٍ، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا".
أيها المسلمون:
تعالوا نتَّحد على الأهداف العليا لوطننا، وهيا بنا إلى العمل في إطار من الأخلاق والقيم التي تحفظ حقوق الآخرين، وتحترم حرياتهم، وأن نجعل شعارنا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103).
وأن يعمل كل أبناء الأمة لإصلاح أنفسهم، وإصلاح غيرهم وشعارهم (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: 88).
والله أكبر ولله الحمد.
القاهرة في : 9 من جمادى الأولى 1434ه الموافق 21 من مارس 2013م
الحُريَّة فريضة والكلمة أمانة
تصدَّى الإخوان المسلمون للنظام السابق وتظاهروا في الشوارع والميادين لأسباب كثيرة؛ بعضها للاعتراض على قانون الطوارئ، والمحاكمات العسكرية، وتزوير الانتخابات، واستمرار مُدَد الرئاسة للرئيس المخلوع، والتمهيد للتوريث، وكذلك من أجل استقلال القضاء، وأسباب أخرى...، وتحمَّلوا من أجل ذلك أذى كثيرًا من الضرب والاعتقال والتعذيب والمحاكمات العسكرية ومداهمة المنازل في منتصف الليل ومصادرة الأموال، ومع ذلك لم يستخدموا العنف ولا البذاءة ولا الخروج على الأخلاق.
قامت الثورة وشارك الإخوان فيها بقوَّة، وقدَّموا التَّضحيات وحافظوا على سلميتها وأخلاقيتها، ودافعوا عنها دفاعًا مجيدًا شهد به الجميع وقتئذ.
اشترك الإخوان في عديد من المليونيات في ميدان التحرير، وكانوا يمثلون الأغلبية الغالبة من المتظاهرين، وكان معهم أعداد من أحزاب وتيارات أخرى، وكان بعضهم ينتقد الإخوان، بل يهتف ضدَّهم في هذه المظاهرات، ومع ذلك لم نتعرَّض لهم بأي سوء قوليّ أو فعلي، بل كنا نقول إن الميدان مِلْك لجميع المصريين، ومن حقِّ الجميع أن يُعبِّروا عن آرائهم ولو كانت معارضة لنا.
كان كل همِّنا إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها، وعلى رأسها التحول الديمقراطي، فشاركنا في كل الاستفتاءات والانتخابات التي أعادت بناء المؤسسات الدستورية وإنجاز الدستور نفسه، حتى تستقر البلاد، احترامًا للسيادة والإرادة الشعبية واتباعًا لمبادئ الديمقراطية.
بعد الانتخابات الرئاسية ونجاح الدكتور محمد مرسي بدأت قوى عديدة في الداخل والخارج تسعى لإفشاله بمحاولة تعويق إصدار الدستور، وتعويق استكمال الانتخابات البرلمانية، والتظاهر في الشوارع والميادين واستخدام العنف ضدَّ مؤسسات الدولة في عديد من المحافظات، إضافة إلى القاهرة وحرق وتدمير ما يقرب من ثلاثين مقرًّا من مقرات الإخوان المسلمين، وقتل بعضهم، والهتافات البذيئة والشتائم ضدَّ رموزهم، ومنعهم من التواجد في الميادين والشوارع التي يتواجد أو يعتصم فيها أفراد هذه القوى؛ مهدرين مبادئ الحريات العامة والديمقراطية.
استنتجنا أن هناك من يريد ويخطط لإشعال حربٍ أهلية ويسعى لانهيار اقتصادي لتدمير الوطن، فقرَّرنا أن نُفوِّت عليهم فرصة تحقيق أهدافهم، وعندما قرَّرنا أن نتظاهر في ميدان عابدين، وكانوا معتصمين في ميدان التحرير آثرنا أن نبتعد لنتظاهر في ميدان النهضة أمام الجامعة؛ حتى لا يحدث احتكاك وحتى لا تسيل دماء ولا تُزْهق أرواح.
في الوقت الذي كانوا يُخرِّبون ويحرقون مقرات الشرطة ويعتدون على ضُباطها وجنودها ويهاجمون دواوين المحافظات ومديريات الأمن، ويدمِّرون الفنادق، ويسعون لتخريب قصر الاتحادية كنا نقوم بالبناء والتعمير في كل أنحاء البلاد في مشروعات نافعة تحت عنوان "معًا نبني مصر".
عندما تمَّ العدوان على حزب الوفد وقفنا ضد هذا العدوان وأدنَّاه بشدة، وطلبنا حماية مقرات جميع الأحزاب ومعاقبة المفسدين في الأرض.
للأسف الشديد كان هناك من يُشجِّع البلطجية ويحرضهم على مزيدٍ من التخريب ويمنحهم الغطاء السياسي ويقدمهم للناس على أنهم ثوار، في الوقت الذي كان من أسس الوطنية والإخلاص للشعب وإيثار المصلحة العامة أن تتضافر كل الجهود؛ لإيقاف العنف والذهاب إلى صناديق الانتخاب في إجراءات حضارية راقية تحترم الشعب وإرادته الحرة.
كل ذلك كان بهدف إسقاط مؤسسات الدولة وإقصاء الإخوان، غير مبالين بإرادة الشعب وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان.
كانوا كلما اتخذت الرئاسة قرارًا يحقق مصلحة الشعب؛ رفعوا من وتيرة عنفهم، وكلما فشل لهم مخطط صعَّدوا في مخطط جديد.
وأخيرًا.. جاءوا إلى المقرِّ الرئيسي للجماعة بالمقطم وهو مكان سكني هادئ يثيرون فيه الشَّغب، ويُصعِّدون من أعمالهم الخارجة إلى أن وصل بهم الأمر لإطلاق هتافات وشتائم بذيئة تناولت الجماعة ورموزها، بل وأمهاتهم، وقاموا بكتابة هذه الشتائم على جدران المبنى واستفزُّوا الشباب الذين يحرسون المبنى، وكان هؤلاء المعتدون مسلحين بسكاكين وعصيّ وزجاجات مولوتوف، الأمور التي أدَّت إلى اشتباكات بينهم وبين من يحرسون المبنى، وهنا تجاهل الإعلام كل ما فعله هؤلاء المعتدون، وصوَّر الأمر على أنه عدوان من شباب الإخوان عليهم متغافلا أنهم هم الذين صَعَدوا المقطم وذهبوا إلى مركزهم، وهم الذين أساءوا وسبُّوا وأهانوا واستَفَزُّوا، ثم بدءوا في الهجوم على المقرِّ بالحجارة وقنابل المولوتوف والعدوان على الشرطة بالخرطوش، الأمر الذي أوقع عددًا من رجال الشرطة مصابين، ودفع الشرطة للتصدِّي لهم لمدة عدة ليال، ورغم ذلك كله فإننا نتعهَّد بالتحقيق، وإذا وجدنا تجاوزًا من أي من حرَّاس المبنى فسوف نقوم بمحاسبته، ونطالب في نفس الوقت الجهات القضائية بالتحقيق ومحاسبة الطرف المعتدي.
والآن يتنادون للذهاب يوم الجمعة بأعداد كبيرة لاستكمال العدوان، ونحن نؤكد أن حماية المنشآت العامة والخاصة هي مسئولية الشرطة بالدرجة الأولى، وإن كان من حقِّنا أن ندافع عن أنفسنا ومقراتنا وممتلكاتنا ولن نُفرِّط فيها.
وأخيرًا.. فإننا ندعو الجميع للكفِّ عن العداوة والبغضاء والحوار البنَّاء، والتعاون على البرِّ والخيرِ والتقوى، والحرص على الاستقرار والنهوض والتقدم، والسلام الاجتماعي والأمن الوطني؛ حتى نستطيع أن نحقق أهداف الثورة.
(ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا وادْعُوهُ خَوْفًا وطَمَعًا إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف: 56


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.