فى خطاب تاريخى، استجدى رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون شعب أسكتلندا للبقاء فى المملكة المتحدة، وحذرهم من أن الانفصال سيكون بمثابة »طلاق مؤلم«. وبعد أن اقتربت عيناه من البكاء - حسبما ذكرت وسائل الإعلام البريطانية - حاول كاميرون استرضاء من لا يحبونه فى أسكتلندا، قائلا : »إذا كنتم لا تحبوننى، فإنى لن أكون هنا الى الأبد، وإن كنتم لا تحبون هذه الحكومة فهى لن تستمر الى الأبد، ولكنكم اذا غادرتم المملكة المتحدة فإن ذلك سيكون أبديا«. وأضاف:« بعقولنا وقلوبنا وأرواحنا نريدكم أن تبقوا معنا«. وشبه كاميرون قرار الانفصال بمن يبنى بيتا بشق الأنفس، ثم يغادره ويتخلص من مفاتيحه« ، وقال إن أمتهم صارت بريطانيا العظمى بفضل اسكتلندا العظيمة. وأوضح فى كلمته بمدينة أبردين باسكتلندا أن الحركة الانفصالية فى الإقليم رسمت صورة خيالية بعيدة عن الواقع بعد الانفصال ، وأضاف أن حدودا أكثر صرامة سترسم بين البلدين تجبر الناس على حمل جوازات سفرهم إذا ما أرادوا أن يروا أقاربهم وأحبتهم. ورد كاميرون على اتهامات رئيس وزراء أسكتلندا أليكس سالموند زعيم الحركة الانفصالية بأنه يقود حملة ترهيب وتخويف. وقال إن التحذير من التداعيات لا يعد تخويفا ، وأضاف إنه لا يريد أن يباع لمواطني اسكتلندا حلم سيتلاشى. لكن كاميرون أعرب عن تفهمه لسبب إقبال ملايين المواطنين فى اسكتلندا على التصويت لصالح الانفصال. ووعد بتغيير ملموس فى حالة عدولهم عن الانفصال. وتعهد بمنح المزيد من السلطات للاقليم. وقبل 48 ساعة من بدء الاستفتاء على الاستقلال المقرر غدا، أصدر قادة الأحزاب الثلاثة الكبرى فى بريطانيا تعهدا نشرته صحيفة »ديلى ريكورد« الاسكتلندية أمس تحت عنوان »النذر« أكد منح البرلمان الاسكتلندى المزيد من الصلاحيات في حالة رفض الانفصال، وتضمن انشاء مصلحة ضرائب مستقلة. مع تمويل أكبر للإقليم، ومنح الاسكتلنديين السلطات اللازمة لوضع سياسات الإنفاق على الرعاية الصحية. ووقع التعهد كاميرون زعيم حزب المحافظين، وإيد ميليباند زعيم حزب العمال، ونيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار. وأكد الزعماء الثلاثة أن التصويت ب«لا« سيضمن تغييرا أسرع وأكثر أمانا و أفضل لشعب أسكتلندا مقارنة ب«الانفصال«. فى غضون ذلك خرجت مظاهرات حاشدة ضمت الآلاف في وسط العاصمة البريطانية لندن، تدعو شعب اسكتلندا بعدم الرحيل. في الوقت ذاته كثف أنصار الوحدة مع بريطانيا حملتهم مؤكدين أن التصويت ب«لا« لا يعنى استمرار الوضع القائم. وفى المقابل، روج مؤيدو الاستقلال أن الوعود الصادرة من لندن غامضة. ومع اقتراب شبح تفكك المملكة المتحدة، أعربت الولاياتالمتحدة عن أملها فى أن تبقى حليفتها موحدة. وقال جوش إيرنست السكرتير الصحفى للبيت الأبيض:«نحن نحترم بالتأكيد حق الاسكتلنديين فى اتخاذ قرارهم ، لكن لدينا مصلحة فى بقاء مملكة متحدة قوية وموحدة وشريكا فعالا«.