بعد 13 عاما من تفجير برجى التجارة العالميين بنيوريورك فى 2001 على أيدي عناصر انتحارية من القاعدة التي كانت تبسط سطوتها علي أفغانستان لايزال هاجس أمريكا قائما خوفا من الطائرات التي قد تستهدف المدن الأمريكية. وهذه المرة ليس الخوف من القاعدة بل من ابنتها ووريثتها الشرعية داعش –دولة الإسلام في العراق والشام – ولأن داعش في سنوات قليلة أجهدت القوات الأمريكية عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 ،انسحبت أمريكا من العراق تاركة داعش لبلاد تضم عناصرها التكفيرية. ولأن داعش كانت تحارب أمريكا والشيعة معا في العراق ،فقد استمر وجودها وازدادت توسعا ووحشية، فانطلقت الي سوريا بعد اشتعال الاحداث الدامية بين نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة في 2011. ومع دخول حزب الله الحرب إلى جانب الاسد ضد المعارضة المسلحة أصبح لبنان هدفا لداعش واخواتها مثل جبهة النصرة ،حيث إن حزب الله يسيطر علي الوضع في لبنان ،وهو متهم من قبل داعش وعناصر سنية أخري بانه ضد مصالح السنة في سورياولبنان علي حد سواء ،كما أنه الذراع العسكري لايران في لبنان،ولذلك دخل لبنان علي خط المواجهة مع وريث القاعدة في المنطقة. ولأن أمريكا عقب أحداث سبتمبر صنفت ايران وكوريا وسوريا ضمن محور الشر الذي يجب محاربته،فإن لبنان الواقع وقتها تحت الاحتلال السوري دخل رغما عنه ضمن الدول المقصودة بمحور الشر لتبعيته لسوريا ،كما أن إيران كانت ولاتزال حليفا قويا لسوريا وكذلك حزب الله المتحالف مع سوريا التي تعد المعبر الوحيد له لوصول الإمدادات العسكرية والمالية من طهران الي الضاحية الجنوبية معقل الشيعة وحزب الله في بيروت. ومع دخول داعش إلى المستنقع السوري ومواجهة عناصر حزب الله في القصير وحمص والقلمون ،اصبح تهديدها واضحا تجاه لبنان خاصة المناطق ذات الاغلبية السنية والتي تتهم بأنها بيئة حاضنة لعناصر متشددة من جبهة النصرة وداعش ،ومهددة في نفس الوقت القري الشيعية الملاصقة للحدود السورية في شمال لبنان والبقاع. ومع توتر الأوضاع داخل لبنان بعد اغتيال الحريري وثورة الارز وحرب يوليو 2006،وإسقاط حكومة سعد الحريري على أيدى وزراء حزب الله ،وقيام حزب الله بالسيطرة علي بيروت فيما يعرف بأحداث 7 أيار،دفع لبنان الثمن اقتصاديا وأمنيا ومازال، حيث شهدت بيروت عدة تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق ذات كثافة شيعية والضاحية الجنوبية ،وكذلك اشتعلت المعارك في طرابلس كبرى مدن الشمال اللبنانى منذ بداية الاحداث السورية الدامية بين جبل محسن حيث يوجد العلويين المدعوميين من الاسد وحزب الله وبين باب التبانة حيث يوجد السنة المدعوميين من قطر والسعودية وتيار المستقبل السني،ومع استمرار توتر الوضع الأمني هرب السياح من لبنان خاصة السياح العرب الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للاقتصاد اللبناني في الموسم السياحي كل صيف،كما هلكت المنتجات الزراعية من الخضر والفاكهة والتي كان لبنان يصدرها إلى السعودية ودول الخليج عبر الاراضى السورية . وأخيرا وربما ليس آخرا هاجمت داعش وجبهة النصرة مدينة عرسال اللبنانية ذات الاغلبية السنية مطلع الشهر الماضي لاحتلالها واعلان إمارة لبنان الاسلامية ،ليتصدي لها الجيش اللبناني ،فتخطف النصرة وداعش 23جنديا لبنانيا، وتنسحب من مواقعها في عرسال بعد المواجهة الشرسة من الجيش وقوي الامن اللبناني ،ثم تطالب داعش والنصرة بمقايضة المخطوفين لديهما بموقوفين اسلاميين متهمين بالسجون اللبنانية. وهكذا لا يزال خطر الإرهاب قائما فهل ستتكرر احداث سبتمبر في وجود داعش والنصرة ام ان القوي الغربية التي صنعت ودعمت هذه القوي التكفيرية سوف تواجهها وتمنعها من الوصول إلى اراضيها؟ .